نعت وزارتا الاعلام والثقافة والأوساط الثقافية والفكرية والاعلامية في سورية والوطن العربي الكاتب والأديب الكبير ممدوح عدوان الذي وافته المنية عن عمر ناهز الثالثة والستين عاما أول أمس الأحد بعد صراع مع المرض كما سيشع جثمان الكاتب الراحل من مشفى الأسد الجامعي بدمشق اليوم الثلاثاء الساعة التاسعة صباحا إلى مسقط رأسه في قرية دير ماما، ويعد الراحل الذي ولد عام 1941 في منطقة مصياف غرب حماة أحد أكثر التجارب الأدبية المعاصرة اثارة للجدل فهو شاعر من جيل الستينيات «أواخر الستينيات» الجيل المؤسس للمشهد الثقافي في سورية جيل «محمد عمران وعلي كنعان وعبدالكريم الناعم وعلي الجندي ونزيه أبوعفش وفايز خضور وغيرهم...» وهو اضافة إلى ذلك مسرحي وكاتب قصة ودراما ورواية ومترجم، كما كانت له مشاركات أدبية ونقدية بارزة على الساحة العربية اضافة الى حصوله على العديد من الجوائز الأدبية والثقافية كان آخرها التكريم الذي حصل عليه من قبل المحافظة التي ولد فيها حماة قبل أربعة أيام من وفاته وذلك في المركز الثقافي العربي في مصياف المدينة التي ترعرع فيها. ترك ممدوح عدوان ثروة ضخمة من الانتاج الأدبي والفكري تربو على الثمانين مؤلفا توزعت على مختلف الأعمال الابداعية هي (17) مجموعة شعرية، (26) مسرحية، (16) مسلسلا، روايتان، بالاضافة الى ترجماته المهمة عن عدد من اللغات العالمية، وعدد كبير جدا من المقالات في الصحافة المحلية والعربية بدأها في صحيفة (الثورة) عام 1964. ممدوح عدوان والمرض يروي ممدوح عدوان - رحمه الله - عن صراعه مع المرض بقوله: «في بداية عام 2003م بدأت أحس بتغيرات غير صحية أو تغيرات مزاجية في طبعي، فمثلا انا في العادة أحكي كثيرا وأضحك كثيرا ولم أعد أضحك أو أحكي، أو بالأحرى فقدت شيئا من حيويتي وبعدها سافرت إلى القاهرة وعدت وكانت هناك ملاحظات من الأصدقاء علي، يقولون فيها: ما به ممدوح؟ وأنا لم أحس بشيء غير طبيعي فيّ، وحينما عدت للعمل لاحظت انني بدأت أنسى بشكل غير طبيعي، فعندما كنت أكتب حوارية ما بين شخصين كنت أنسى أحدهما.. أو حين كنت أرد على الهاتف اذ حين أرفع السماعة كنت أعود لأغلقها مباشرة وحين تسألني زوجتي عن المتصل كنت أنسى من هو!! فقررنا أن أقوم بفحوص طبية، وحين فعلنا ذلك ظهرت لدي كتلة في الرأس وأخرى في الرئة، وأشار الأطباء في سورية بضرورة القيام بالعمل الجراحي لاستئصالهما، فرفضنا ذلك وذهبنا الى بيروت حيث قمنا بمباشرة العلاج هناك وقد مرت سنة كاملة على ذلك وتحجمت الكتلتان وانتهى العلاج وبقيت الفحوص العامة التي أجريها دوريا والتي احتاجها بسبب طبيعة المرض الخبيث.. وقد ذهبت من أجل التأكد الى باريس حيث زرت ثلاثة مراكز طبية أكد لي الأطباء فيها صحة العلاج الذي اتبعه، وفي الشهر الماضي وحينما كنت أجري التصوير للجسم اكتشفنا وجود كتلة صغيرة بجانب الكلية أو بجانب الغدة الكظرية وبعد أخذ الخزعة وجدنا انها تنتمي إلى ذات الأنسجة في كتلتي الرأس والرئة وبالتالي يجب أن أتابع العلاج نفسه، أنا وإلى هذه اللحظة لم أحس بشيء سوى مشكلة الذاكرة والتوقف عن العمل شهرين، وقد عدت ودربت ذاكرتي وبدأت العمل لأطبع كتابين، والأمور (ماشية) وسأذهب بعد أيام كي أتابع العلاج بعد أن لاحظ الأطباء عدم تأثر الكتلة بالعلاج وتقرر تغيير نوع الجرعة إلى جرعة أٍقوى» كانت رواية عدوان لمعاناته المرضية تلك خلال لقاء أجرته معه صحيفة الوطن العمانية قبل حوالي سبعة أشهر تدهورت خلالها صحته إلى أن وافته المنية أول أمس الأحد.