لعل «محمد بن مسلم» وهو شاعر معروف يتناول في هذا المعنى رفض البدوية، قبول الحياة الحضرية لرغبتها في البادية وأنها أجمل من حياة القصور والأبواب المغلقة، حيث الرعي والانطلاق في الجو العليل والحياة الطبيعية مع شقائها، إلا انها أحسن من الحياة الرخوة اللينة وإن كانت مليئة بعيق الطيب والروائح العطرية، كما ان الخشونة في العيش وعدم التقيد بقيود الحضارة في الأكل والشرب وغيره أكثر راحة للنفس، وهذا ما عليه طبيعة الحياة البدوية السهلة في معطياتها القاسية نوعاً ما في التعامل معها، إلا انها لذيذة فكأن البدوية تقول لمحمد بن مسلم وهي ترفض حياة الحضر: حلفت لو أعطى «الحسا» مع خراجه علي بيبان الحضر ما يصكون عندي أحب من القرع مع دجاجة هيم مجاهيم بالأقفار يرعون وأحب من لبس العبي والعلاجة شاوية شقرا بها الشوك مدفون ومن الحلو عد كثير هماجه أكرع براسي فيه من غير ماعون ومن البدو جلف يربي نعاجه ولا سماقي من الورس مدهون كل يدور رغبته في زواجه والبدو ما للحضر يوم بيبغون