التقرير السنوي لرؤية السعودية 2030 للعام 2024 لم يكن مجرد استعراض أرقام، بل شهادة موثقة على أن الحلم السعودي يسبق موعده، وأن مسيرة البناء تسير بخطى أسرع مما كان مأمولا؛ فما تحقق حتى الآن يتجاوز التوقعات ويبرهن أن الرؤية لم تكن شعارات أو أمنيات، بل خطة عمل مدروسة. وحين تتحول الأحلام إلى خطط، وتتحول الطموحات إلى واقع ملموس، تدرك أن خلف هذا الإنجاز قيادة استثنائية لا تعرف التردد ولا تؤمن بالمستحيل. هذا بالضبط ما تجسده رؤية السعودية 2030 التي رسم ملامحها ببصيرته الثاقبة وقيادته الحكيمة لولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان. لقد جاءت مضامين التقرير السنوي لرؤية 2030 لتؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن المملكة باتت تسبق الزمن؛ 93 % من مؤشرات الرؤية حققت أو قاربت تحقيق مستهدفاتها، و85 % من مبادراتها تسير بثبات على المسار الصحيح، في إنجاز مذهل يعكس عمق التخطيط ودقة التنفيذ. كل ذلك قاد المشهد الاقتصادي والاجتماعي اليوم للتغير بسرعة مدهشة؛ فمشاركة المرأة في سوق العمل تجاوزت المستهدفات بنسبة 30 %، والقطاع الخاص أصبح ركيزة رئيسة للناتج المحلي بنسبة 47 %، في حين ارتفعت نسبة تملك الأسر للمساكن إلى 65.4 %، وصعدت الجامعات والمستشفيات السعودية إلى قوائم العالمية. ولم تتوقف الرؤية عند هذا الحد؛ بل تجاوزته إلى تعزيز الهوية الثقافية والبيئية، عبر تسجيل مواقع تراثية جديدة لدى اليونسكو، واستعادة التوازن البيئي بتوطين آلاف الكائنات المهددة بالانقراض. كل هذه الأرقام والمؤشرات ليست مجرد نتائج عمل إداري، بل تعبر عن تحولات جذرية، لكنها قبل كل شيء تعبر عن عبقرية قيادة تُؤمن بأن التنمية لا تقبل التأجيل، وأن استثمار الوقت والطاقة والعقول هو الطريق الحقيقي لبناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة، وشهادة حية على أن الرؤية التي أطلقها سمو ولي العهد لم تكن مجرد تصور نظري، بل عقد حقيقي بين القيادة والشعب، لبناء وطن حديث، قوي، ومؤثر إقليميًا وعالمياً. إن المملكة العربية السعودية اليوم، بفضل رؤية 2030 تسابق الزمن نحو المستقبل، وترسخ مكانتها بين الكبار، ليس بالأحلام بل بالأفعال.