دعت باكستان إلى إجراء تحقيق "محايد" في مقتل سياح معظمهم هنود في إقليم كشمير، والذي ألقت نيودلهي بالمسؤولية فيه على إسلام اباد، مؤكدة استعدادها للتعاون وتفضيلها للسلام. وحددت الهند هوية اثنين من المسلحين الثلاثة المشتبه بهم قائلة إنهما باكستانيان، لكن إسلام اباد نفت أي دور لها في الهجوم الذي وقع يوم الثلاثاء وأسفر عن مقتل 25 سائحا هنديا وسائحا نيباليا. وقال وزير الداخلية الباكستاني محسن نقوي "باكستان مستعدة تماما للتعاون مع أي محققين محايدين لضمان كشف الحقيقة وتحقيق العدالة". وأضاف في مؤتمر صحفي "باكستان لا تزال ملتزمة بالسلام والاستقرار وبالمعايير الدولية، لكنها لن تتنازل عن سيادتها". وتعهد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بملاحقة المهاجمين "حتى أقاصي الأرض"، وقال إن من خططوا ونفذوا الهجوم "سيفوق عقابهم ما يتصورونه". كما تعالت دعوات من سياسيين هنود وآخرين للرد العسكري على باكستان. وبعد الهجوم، اتخذت الهندوباكستان مجموعة من الإجراءات ضد بعضهما البعض، إذ أغلقت باكستان مجالها الجوي أمام شركات الطيران الهندية، وعلقت الهند معاهدة مياه السند لعام 1960 التي تنظم تقاسم المياه من نهر السند وروافده. وتبادل الجانبان إطلاق النار على طول الحدود الفعلية بعد أربعة سنوات من الهدوء النسبي. ويطالب البلدان بالإقليم ويسيطر كل منهما على جزء منه فقط. وقال الجيش الهندي إن قواته ردت على إطلاق نار "غير مبرر" بالأسلحة الصغيرة من عدة مواقع للجيش الباكستاني بدأ حوالي منتصف ليل الجمعة على طول الحدود الفعلية التي يبلغ طولها 740 كيلومترا والتي تفصل بين المناطق الهنديةوالباكستانية في كشمير. وأضاف أنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات من الجانب الهندي. ولم يصدر الجيش الباكستاني أي تعليق حتى الآن. وواصلت قوات الأمن الهندية مطاردة المشتبه بهم وهدمت منازل خمسة مسلحين مشتبه بهم في كشمير، من بينهم شخص يعتقد أنه شارك في الهجوم الأحدث. وتناثرت شظايا زجاج مكسور في أحد هذه المنازل في قرية مورام في منطقة بولواما. وقال سكان محليون إنهم لم يروا إحسان أحمد شيخ وهو مسلح مشتبه به جرى هدم منزله، خلال السنوات الثلاث الماضية. ورفضت عائلته التحدث إلى الصحفيين. قال جاره سمير أحمد "لا أحد يعرف مكانه. فقدت عائلة إحسان منزلها. هم من سيعانون من هذا، وليس هو". وطال التوتر المتصاعد الأعمال التجارية أيضا. تبادل إطلاق النار على الحدود والأمن الهندي يلاحق المشتبه بهم هذا وأكد رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف إدانة بلاده القوية للإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، قائلا إن باكستان كدولة مسؤولة منفتحة على المشاركة "في أي تحقيق محايد وشفاف وموثوق" في حادث باهالجام في كشمير. وقال إنه على عكس ذلك على الحدود الشرقية، واصلت جارتهم نمط الاستغلال وتوجيه الاتهامات الباطلة والاتهامات الكاذبة دون تحقيق موثوق أو أدلة يمكن التحقق منها في المأساة الأخيرة في باهالجام والتي كانت "مثالاً آخر على لعبة اللوم الدائمة هذه التي يجب أن تتوقف تمامًا، حسب صحيفة ذا نيشن الباكستانية الأحد.". وفي كلمته خلال حفل تخرج طلاب الأكاديمية العسكرية الباكستانية، قال رئيس الوزراء إن المياه تمثل مصلحة وطنية حيوية لباكستان وشريان حياة لسكانها البالغ عددهم 240 مليون نسمة، و"لا شك على الإطلاق في أن توفرها سيتم حمايته بأي ثمن وفي جميع الظروف". وفي إشارة واضحة إلى إعلان الهند تعليق معاهدة مياه نهر السند، قال رئيس الوزراء "إن أي محاولة لوقف أو تقليص أو تحويل تدفق المياه التي تنتمي إلى باكستان بموجب معاهدة مياه نهر السند سيتم الرد عليها بكل قوة وجبروت، ولا يتعين لأحد أن يظل تحت أي نوع من الانطباع الخاطئ والارتباك". الهند تعلق معاهدة مياه السند (رويترز)