باقتراب اليوم الرؤية السعودية 2030 من نهاية المرحلة الثانية (2021-2025)، تَشهد المملكة نموًا متسارعًا، مدفوعًا بإنجازات طموحة وخلاقة تحققت في مختلفة القطاعات والتي أسهمت في تحقيق مستهدفات الرؤية بمجالات عديدة وبسرعة كبيرة، بل وتجاوز عدد من مؤشرات الرؤية الأهداف المرصودة لها للعام 2030 قبل حلول موعدها المحدد، مما رفع من مستوى الطموح إلى مستويات أعلى. كَشف التقرير السنوي لإنجازات رؤية السعودية 2030 للعام 2024 أن نسبة المبادرات المكتملة والتي تسير على المسار الصحيح بلغت 85 %، بواقع 674 مبادرة مكتملة، و596 في المسار الصحيح من أصل إجمالي 1502 مبادرة نشطة، كما وقد حقق 93 % من مؤشرات رؤية المملكة للبرامج والإستراتيجيات الوطنية مستهدفاتها المرحلية أو تجاوزتها أو قاربت على تحقيقها في عام 2024، منها 257 مؤشرًا تخطّت مستهدفها السنوي، و18 مؤشرًا حقق مستهدفه السنوي، كما وتحققت 8 مستهدفات للرؤية قبل أوانها ب 6 أعوام. وسجلت المملكة مستويات نمو تدريجية مستمرة في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي منذ عام 2016 حتى عام 2024، بتسبة نمو سنوي مركب تقدر ب 1.79 %، باستثناء عام 2020، حيث انخفض نتيجة لتاثير جائحة فيروس كورونا المستجد على اقتصادات العالم كافة، وعام 2023 نتيجة لانخفاض الناتج المحلي للأنشطة النفطية، ولكن رغم تراجع المؤشر عن تحقيق مستهدفه السنوي لعام 2024 بشكل كامل، إلا أنه قد حقق ما يعادل 98 % منه، مسجلاً نسبة نمو سنوي تقدر ب 1.3 %، مقارنة بعام 2023، مدفوعًا بنمو بنمو معظم الأنشطة غير النفطية، التي نمت بنسبة 4.3 % على أساس سنوي. شَهد معدل البطالة بين السعوديين من الجنسين، انخفاضًا تاريخيًا محققًا مستهدف الرؤية البالغ 7 %، نتيجة وامتدادًا لجهود تمكين الكفاءات الوطنية، حيث تمكّن أكثر من437 ألف مواطن ومواطنة من الالتحاق بسوق العمل في القطاع الخاص خلال عام 2024، وذلك عبر برامج ومبادرات صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف)، في حين بلغ عدد السعوديين العاملين في القطاع الخاص حتى نهاية عام 2024 نحو 2.4 مليون مواطن ومواطنة، وارتفعت نسبة مشاركة المراة السعودية في سوق العمل إلى 36 % بنهاية عام 2024، مقارنةً ب 17 % في عام 2017. وكَشف التقرير أيضًا بمحور "اقتصاد مزدهر" تضاعف إجمالي الأصول المدارة لصندوق الاستثمارات العامة بأكثر من ثلاث مرات منذ انطلاق الرؤية لتصل إلى 3.53 ترليونات ريال، متجاوزة مستهدف العام. وبلغت نسبة مساهمة القطاع الخاص في إجمالي الناتج المحلي السعودي 47 %، متجاوزة مستهدف عام 2024، كما وتجاوزت نسبة توطين الصناعات العسكرية مستهدفها المرحلي، لتصل إلى 19.35 % بعد أن كانت 7.7 % في 2021. وفي مجال التنافسية وسهولة ممارسة الأعمال، كَشف التقرير عن إنجازات استثنائية في تحقيق المستهدفات، إذ أوضح التقرير تقدّم المملكة إلى المركز ال 16 في مؤشر التنافسية العالمي، واحتفاظ المملكة بصدارتها على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الاستثمار الجريء بنسبة 40 %، كما وقد تجاوز مؤشر توليد الفرص الاستثمارية مستهدف عام 2024، محققًا أكثر من 1800 فرصة استثمارية. وفي مجال الاستثمار الأجنبي، فقد حققت نسبة الاستثمار الأجنبي المباشر من الناتج المحلي مستهدفاتها السنوي لعام 2023، إذ بلغت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر نحو 96 مليار ريال، مرتفعة بنسبة 50 % مقارنة بعام 2022 بعد استبعاد صفقة ارامكو الاستثنائية التي بلغت 55 مليار ريال، فيما تجاوز عدد المقار الإقليمية للشركات العالمية في المملكة مستهدفه لعام 2030 (500 شركة) بوصوله إلى أكثر من 571 شركة. ووفق تصنيف المؤشرات المتقدمة ل "مجتمع حيوي"، سجلت المملكة أعلى رقم تاريخي بوصول أعداد المعتمرين إلى 16.92 مليون معتمر، متخطية بذلك مستهدف العام البالغ 11.3 مليون معتمر. وفي مجال تغطية خدمات الرعاية الصحية، فقد وصلت إلى 96.4 % من التجمعات السكانية، مقتربة من مستهدف عام 2030 البالغ 99.5 %، كما وارتفع متوسط عمر الإنسان إلى 78.8 عامًا، مقتربًا من مستهدف عام 2030 البالغ 80 عامًا. وعلى جانب توفير المساكن للمواطنين، فقد بلغت نسبة تملك المساكن للمواطنين 65.4 % ، حيث كان أحد مؤشرات الوعود التي تضمنتها وثيقة الرؤية رفع المؤشر 5 نقاط مئوية خلال 5 سنوات بحلول 2020 ما يعني الوصول إلى 47 %، إلا أن المؤشر قد تجاوز مستهدفه ليحقق قفزة نوعية بوصوله إلى 60 % في عام 2020، ما دفع إلى رفع الطموح وتحديد مستهدف جديد وهو الوصول إلى 70 % بحلول 2030، كما وتمكنت أكثر من 850 ألف أسرة سعودية من تملّك مساكنها بنهاية 2024. وفي مجال السلامة المرورية، انخفض معدل وفيات الحوادث المرورية لكل 100 ألف نسمة من 17.6 في عام 2018 إلى 12.3 في عام 2024، كما سجّل مؤشر الثقة في الخدمات الأمنية في المملكة مستوى مرتفعًا بلغ 99.85 %. وحققت المملكة مراكز متقدمة عالميًا في الريادة الرقمية، حيث جاءت الأولى في مؤشر عدد مستخدمي الإنترنت، والثاني عالميًا في مؤشر التحول الرقمي في الشركات، وكذلك المركز الثاني عالميًا في مؤشر تطوير وتطبيق التقنية. ورياضيًا حققت المملكة ارتفاعات في عددٍ من المؤشرات، إذ ارتفع عدد الأندية الرياضية التي تتنوع ألعابها إلى 128 ناديًا، وارتفع عدد الاتحادات الرياضية إلى 97 اتحادًا، بنسبة نمو تزيد على 200 %، ووصلت نسبة السعوديات الممارسات للرياضة أسبوعيًا إلى 46 %. وعلى جانب السياحة والترفيه، فقد ارتفعت الإيرادات السياحية الدولية مقارنة بعام 2019 إلى 148 %، وبلغ عدد زوار الفعاليات الترفيهية 76.9 مليونًا، وتصدرت المملكة دول مجموعة العشرين في نمو عدد السياح الدوليين. ختامًا، تُجسد إنجازات رؤية السعودية 2024 تطلع المملكة لتحقيق تحول نوعي في مختلف المجالات، التي تَعكس التزامًا قويًا بالعمل على بناء مستقبل مشرق يلبي الطموحات ويعزز من مكانة المملكة كدولة رائدة عربيًا وإقليميًا وعالميًا.