أظهرت نتائج الجولات الأخيرة من دوري روشن للمتصدر الاتحاد ووصيفه الهلال ارتفاع وانخفاض في الفارق النقطي وهذا ما جعل جماهير الناديين في توتر طوال الأسابيع الماضية، ورغم تخوف كثير من الجماهير الهلالية على مستقبل فريقها، إلا أن لغة الأرقام لم تعد تعني شيئاً كبيراً لجماهير الهلال في هذه المرحلة. فالأنصار العاشقون للزعيم تجاوزوا فكرة التتويج اللحظي وباتوا يبحثون عن ما هو أعظم وأكبر: عودة الهلال.. الهلال الذي يعرفونه ويعشقونه الهلال الذي يفرض هيبته ويقدم فنه ويجبر الخصوم على احترامه قبل مواجهته. الهلاليون لا ينظرون اليوم إلى جدول الترتيب بل ينظرون إلى هوية فريقهم المفقودة -مؤقتًا-، لم يعتادوا أن يروه متأخرًا أو باهتًا بل ألفوه دائمًا متربعًا على عرش البطولات متحكماً بالمسابقات مهيمنًا على كل تفاصيل اللعبة من صافرة البداية وحتى منصات التتويج، إنهم لا يبحثون فقط عن النقاط الثلاث بل يبحثون عن هلالهم الذي غاب وأفل وعن العزف الكروي الماتع الذي كانت تقدمه أقدام اللاعبين على المستطيل الأخضر وعن المدرجات التي كانت تفيض بالفرح والأهازيج وتخطف أنظار القنوات قبل عدسات الكاميرات. المدرجات التي كانت يومًا ما تضج بالمحبين والمحبّات بدا عليها الفراغ في المباراة الأخيرة، وكأنها تنتظر أن تعود النغمة ويعود اللحن ويعود الهلال الذي يُدرّس في فنون الكرة لا فقط في أدائه الفني بل في حضوره الجماهيري وأهازيجه وتفاعله وكل ما يميز الزعيم عن غيره. شاهدنا أسماء كبيرة من لاعبي الفريق بدأ ناقوس الخطر يدق في ساحتها وبدت عليهم ملامح الصحوة فها هو ميتروفيتش يحاول استعادة نغمة التهديف وسافيتش يسترد بعضاً من ثقته ونيفيز يحاول أن يُثبت أقدامه وكانسيلو ومالكوم وغيرهم ممن اختفوا في لحظة ضعف! يبدو أن الهلال أيقظهم نداء العشاق الغيورين: أعطوا الشعار حقه أو ترجلوا لفارسٍ غيركم. أما الحديث عن رحيل المدرب خيسوس فبالرغم من انتشاره وتداوله إلا أن الواقع لا يؤكد شيئًا وربما اختلطت الأنباء بالأمنيات لدى البعض لكن ما هو مؤكد أن الزعيم لم ولن يستسلم! وسيقاتل حتى آخر رمق وسيواصل اللعب حتى آخر قطرة من هذا الدوري لأن الهلال بطبعه لا يعرف التراجع ولأن جماهيره مهما ابتعدت قليلاً فإنها تعود بشغف أكبر حين ترى ملامح الهلال الحقيقي تلوح في الأفق. فالهلاليون لا يريدون الدوري فقط.. هم يريدون الهلال أولاً وحين يعود هلالهم فإن البطولات تأتي طوعًا وكرهاً تتقاطر نحوه كما هي عادتها فالبطل لا يُعرّف بالنقاط بل بالتاريخ والحضور والهيبة.. وكل هذا لا يكون إلا للهلال. سعود الضحوك - الخرج