رفضت الصين تسلّم طائرات جديدة من "بوينغ" بعدما فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوما جمركية بنسبة 145% على الواردات الصينية إلى الولاياتالمتحدة، وفق ما أفاد المدير التنفيذي للشركة كيلي أورتبرغ الأربعاء. وقال أورتبرغ لشبكة "سي إن بي سي" بعد أيام من صدور تقارير تفيد بأن بكين أمرت شركات الطيران الصينية بالتوقف عن تسلّم طائرات من صنع "بوينغ"، إن الصين "توقفت عن تلقي الطلبيات بسبب التعرفات الجمركية". وتعدّ "بوينغ" أكبر الشركات المصدّرة في الولاياتالمتحدة. وكشف مديرها التنفيذي "لدينا ثلاث طائرات في الصين كانت جاهزة للتسليم، وأظنّ أن اثنتين منها عادتا (إلى الولاياتالمتحدة)، فيما الثالثة في طريقها إلى العودة"، مشيرا إلى أن "بوينغ" كانت تنوي تسليم الصين هذه السنة "حوالى خمسين" طائرة. واضاف أورتبرغ "لا بدّ من التحلّي بالبراغماتية في ما يخصّ مآل الطائرات التي لم تصنع بعد"، متطرّقا إلى احتمال "إعادة توجيه" الطائرات المنجزة إلى شركات طيران أخرى ومؤكّدا أن "زبائن كثرا يبحثون عن 737 ماكس"، نموذج الطائرات الأكثر مبيعا من "بوينغ". وصرّح المدير التنفيذي للشركة "لن ننتظر طويلا ولن أترك المسألة ترتدّ سلبا على مسار انتعاش مجموعتنا". وكان دفتر طلبيات "بوينغ" يضمّ حتّى أواخر آذار/مارس بحسب موقع المجموعة 130 طائرة اشتراها زبائن صينيون (شركات طيران ومجموعات تأجير خدمات). لكن العدد قد يكون أكبر، إذ إن بعض الزبائن يفضّلون عدم إدراج أسمائهم. وبحسب محلّلي بنك أميركا، فإن عددا "كبيرا" من الزبائن غير المعرّف عنهم والذين اشتروا 668 طائرة هم في الواقع صينيون. وبعد حادثي "بوينغ" في 2018 و2019 اللذين أوديا ب 346 شخصا، كانت الصين آخر البلدان التي سمحت لطائرات "737 ماكس" بالتحليق مجدّدا في مجالها الجوّي في كانون الثاني/يناير 2023، أي بعد سنتين من أوروبا. كما كانت آخر من استأنف الطلبيات من المجموعة في كانون الأول/ديسمبر 2023. وقد يؤثّر رفض الصين تسلّم طلبياتها مباشرة على الميزان التجاري الأميركي الذي تضرّر سنة 2024 بسبب "بوينغ". فقد تراجع إنتاج الشركة بفعل مشاكل عدّة في جودة منتجاتها وإضراب في مصنعين اثنين استمر أكثر من خمسين يوما. وبحسب الإحصاءات الأميركية الرسمية، بلغت صادرات الطائرات التجارية 4,23 مليارات دولار في آب/أغسطس، في مقابل 2,56 مليار في أيلول/سبتمبر و2,34 مليار في تشرين الأول/أكتوبر و1,76 مليار في تشرين الثاني/نوفمبر.