يواصل مركز البحوث والتواصل المعرفي إثراء الحقل المعرفي بإصدارات متنوعة تعالج قضايا الهوية، والاستعراب، والعلاقات الدولية، وصراع الأقطاب، وتاريخ الحج، والمعاجم، إلى جانب التعاون العربي الصيني. من أبرز هذه الإصدارات كتاب «إضاءات على الاستعراب الروسي» للدكتورة فاطمة العبد الفتاح، في طبعته الثانية المنقحة، حيث تناقش الكاتبة دور الاستعراب الروسي الذي تميز عن الاستشراق الغربي بعدم خضوعه للتسييس، وتستعرض إسهامات المستشرق كراتشكوفسكي في دراسة الحضارة الإسلامية والمخطوطات العربية، في عمل بحثي يتوزع على أربعة فصول. وفي سياق الصراعات الدولية، يأتي كتاب «الحرب التقنية الأمريكيةالصينية» للباحث محمد الصادق، الذي يحلل الصراع المتصاعد بين واشنطنوبكين، ويرى أن العقوبات الاقتصادية ستكون أولى أدوات الكبح الأمريكي لصعود الصين. كما يناقش الكتاب تراجع الأحادية القطبية وبروز الصين كقوة منافسة في ظل تعثر الديمقراطية الغربية. أما كتاب «الركب: صراع الهوية والمكان» للدكتور عباس طاشكندي، فيتعمق في مفهوم «الركب» بوصفه تجسيداً لهويات الحجيج، حيث تنقسم إلى «ركب السلطة» و»الأركاب التابعة»، مسلطاً الضوء على دور الدولة السعودية في تأمين طرق الحج منذ نشأتها وحتى عهد المؤسس الملك عبدالعزيز. وفي إطار العلاقات الدولية، يرصد كتاب «العلاقات السعودية الفيتنامية: آفاق التطور» للدكتور عبدالله الفرج تطور العلاقات بين البلدين، مستعرضاً تجربة «دوي موي» الاقتصادية الفيتنامية، التي تقاطعت مع رؤية المملكة 2030، وتُعد ركيزة لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين الجانبين في ظل التغيرات الاقتصادية العالمية. أما إصدار المعجم، فجاء بعنوان «المعجم الجغرافي لدول العالم والمكونات ذاتية الاستقلال» للأستاذ هزاع الشمري، الذي قدم طبعة سادسة من عمل موسوعي يرتب دول العالم ألفبائيًا بالعربية، ويتناول الجوانب الجغرافية والسياسية والثقافية والسكانية بإيجاز موثق، مع الاعتماد على مصادر مرجعية حديثة. وفي مجال الدراسات الفكرية، أصدر المركز كتاب «قلق الهويات» للدكتور مسفر القحطاني، حيث يناقش تعقيدات الهوية الفردية والجمعية في السياقات الدينية والوطنية والاجتماعية والثقافية. ويعتمد الكتاب مناهج متعددة، أبرزها المنهج الإثنوغرافي، لتحليل الظواهر المرتبطة بتحولات الهوية السعودية المعاصرة، عبر خمسة مباحث تحليلية. كما أصدر المركز الترجمة الصينية لكتاب «المرأة في نجد: وضعها ودورها» للدكتورة دلال الحربي، بالتعاون مع دار جامعة بكين، في خطوة تعزز التبادل الثقافي. ويرصد الكتاب دور المرأة النجدية بين عامي 1200-1351ه، ويثبت بالأدلة مشاركتها الفاعلة في الحياة الاجتماعية والدينية والعلمية والاقتصادية. واختتم المركز سلسلة الإصدارات ببحث محكّم تحت عنوان «منتدى التعاون العربي الصيني في العصر الجديد» للسفير الدكتور جعفر كرار أحمد، الذي استعرض تطور العلاقات بين الجانبين عبر أكثر من 20 آلية تعاون، رغم بقاء العلاقات محصورة اقتصادياً مع دول الخليج، داعياً إلى توسيع الشراكة خارج نطاق الطاقة والمواد الخام.