يمكن يكون أكثر حدث كروي في دورينا كان منتظراً ومرتقباً من بعد عيد الفطر السعيد هو جولة الديربيات التي تجرى جميعها في أسبوع واحد وفي ظرف يومين، كفكرة حديثة في دورينا تكمن نظرتها لأشياء وعوائد تسويقية مالية بحتة، قد يكون هذا الأمر لا يعجب الإعلام والجمهور، ولكن رابطة دوري المحترفين ترى مصلحتها في هذا الجانب. ويكفي في تجربة الدور الأول حققوا أرباحاً مالية هائلة من جولة المباريات الكبيرة، وصلت إلى مقاربة المليار ريال في ظرف يومين فقط، وننتظر في الأيام المقبلة الإعلان عن نتائج نجاحهم من هذه الجولة تحديداً، وربما تزيد الأرقام أو قد تنقص، وكل شيء وارد وقابل للنجاحٍ أو الفشل. نذهب للأمور الفنية في جولة المباريات الكبيرة، حيث كسب النصر غريمه التقليدي الهلال على ملعبه المملكة أرينا بثلاثية مقابل هدف وحيد، في ليلة بان فيها التحضير النصراوي المثالي طيلة فترة التوقف من كافة النواحي الفنية والبدنية والذهنية والنفسية، وتجلى هذا الشيء وتبلور في ملعب المباراة، ومنها جدد النصر آماله نحو منافسة المتصدر الاتحاد ووصيفه الهلال على لقب دوري روشن للمحترفين. أما ديربي الساحل الشرقي بين الاتفاق والقادسية الذي انتهى بتعادل الفريقين بهدفين لمثلهما، والمباراة بالمجمل العام كانت متوسطة المستوى بحكم تأثير الفريقين بالبعد عن جو المباريات التي صادفت قبلها فترة توقف دولي للمنتخب في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، وفي الحقيقة في عتب على قدر المحبة على الإعلام الرياضي أنه لم يعط هذا الديربي حقه من التغطية والحديث عنه بما يستحق مثله مثل باقي الديربيات والمباريات الكبيرة الأخرى، والقادسية والاتفاق يعتبران من الأندية الكبيرة ولهما قاعدة جماهيرية عريضة لا يستهان بهما على مستوى المملكة. ديربي عروس البحر الأحمر كان بالإمكان أن يكون الختام مسكاً بين الأهلي والاتحاد، ولكن في الحقيقة لم ترتق المباراة إلى المستوى المطلوب من جانب الفريقين، ظهر الأداء منهما هزيلاً وضعيفاً ومهلهلاً من الناحية الفنية، ويبدو لي أنه أضعف ديربي في هذه الجولة، وأجمل ما في المباراة هي الأهداف الأربعة المقسمة بهدفين لكل فريق مع الأجواء الجماهيرية البديعة في المدرجات، وتمنينا أن يكتمل الجمال في أرض الملعب، ولكن ربما ظروف المباراة الصعبة والمشحونة من الفريقين هي من جعلتها أن تكون بهذا السوء الفني. ختاماً: جولة الديربيات كانت ثلاث مباريات، استمتعنا بواحدة، والثانية تبادلوا الأفضلية في مختلف أوقات المباراة، بينما الثالثة لم تكن مثل جمال الأولى، ولم تشبه الثانية بشيء، وللأسف كانت مباراة سيئة للغاية. حسين البراهيم