منتخب سهل وضعيف ومبعثر مثل الصين كسبنا بصعوبة بالغة، واليابان المنتخب الأقوى في القارة الصفراء تعادلنا معه على أرضه وما بين جماهيره الغفيرة التي ملأت المدرجات عن بكرة أبيها. ولا زالت التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026، لها حكاية مع منتخبنا الوطني، والمتبقي على التحدي مبارتين مع استراليا والبحرين حتى نحقق حلم الوصول للمونديال. حقيقة تحسب للمدرب هيرفي رينارد طريقة تعامله في هذه الفترة بالتحديد بواقعية وعقلانية بعدما تخلى عن قناعاته السابقة بلاعبين كانوا مميزين في فترات مضت، والآن خفتت مستوياتهم، وتميز غيرهم مع أنديتهم وبالتالي استحقوا التواجد في تشكيلة المنتخب،وهذا ما صنع الحافز لدى اللاعبين في إظهارهم الدافعية والحماسة والرغبة الجامحة أمام منتخب الصين، وطبقوا تكتيكات مدربهم بحذافيرها في مباراة اليابان. واللاعب المهيأ والمتمكن مع فريقه ويقدم مستويات جيدة في الدوري هو الأولى بالإنضمام لصفوف المنتخب، ونتمنى من هيرفي رينارد الالتزام بهذا النهج الذي نجني أثاره الإيجابية في أداء اللاعبين وينعكس على روحهم في داخل الميدان. مواجهتا الصينواليابان اكشفنا عدم صحة من يقول ليس لدينا مواهب، أنا أقول لدينا مواهب كثيرة ولن تنضب هذه المواهب الكامنة في ملاعبنا، ولكن المشكلة في غالب الأحيان نجدها بقناعات المدربين، وتوجد مشكلة أكبر وهي عدم وجود سلسلة من الاستراتيجيات والرؤية الإدارية الواضحة المعالم، والأمور في المنتخب تمضي على حسب ما يسير عليه اليوم،لا على حسب ما يتضمنه المستقبل. أسماء ومواهب ونجوم مستقبلية مثل نواف العقيدي، ونواف البوشل، ومصعب الجوير، وفيصل الغامدي، وجهاد الذكري، المفترض أننا نرسم معهم خارطة مستقبل الكرة السعودية، ونُكوِّن بهم منتخباً لا يُقهر، القواعد موجودة ومتوفرة، ولكن من يخطط عليه أن يملك الشجاعة في القيادة، ويكون همه مواكبة التطورات المستقبلية للأفضل. ختاماً: الكرة السعودية لا يمكن أن تغيب مواهبها أو تندثر، ولكن تكمن مشاكلنا في عدم الصبر على اللاعبين الصغار، ونريد تحقيق النتائج والبطولات بطريقة سريعة. حسين البراهيم