كنت توقعت بحد أدنى أن ما نريده هو التعادل مع اليابان، الخسارة كانت تعني الخروج من المنافسة المباشرة للتأهل، لكني في داخل نفسي وحين كنت أكتب عن مباراة الصين، كنت أتخيل فوز منتخبنا على اليابان في اليابان، وكيف سنكتب عن روح التحدي وزعيم آسيا، وعن أبطال الصقور الخضر ورفضهم المستحيل، لكن أما ولم نحقق ذلك، كذلك تجاوز أستراليا للصين، وخسارة البحرين المفاجئة، فإن الوضع أصبح أكثر صعوبة على بطاقة الترشح الثانية المباشرة مع اليابان، وحقيقةً هي أقرب لأستراليا منها لنا، وكذلك نعرج قليلاً على حظوظ بقية المنتخبات العربية الآسيوية بالتأهل لنهائيات كأس العالم 2026. اليابانإيران إلى أميركا بفارق كبير عن ملاحقيهما، كوريا الجنوبية أقرب ما تكون للتأهل المباشر برفقة العراق أو الأردن الأقرب حالياً لكونه في المركز الثاني، الإمارات ما زال لديها فرصة وإن كانت ضعيفة للتأهل المباشر، لكنها مع قطر بشكل شبه مؤكد سيلعبان الملحق، المفاجأة كانت بعد خسارة البحرين من إندونيسيا، والفوز التاريخي للمنتخب الفلسطيني على العراق، فوز معنوي قد يعني إن أكمل المنتخب الفلسطيني تماسكه، فلعلنا نراه في الملحق، هذا الفوز كان بمثابة الهدية الأثمن للمنتخب الأردني، الذي استطاع أن يخطف نقطة التعادل من أمام الشمشون الكوري على أرضه وبين جمهوره، وبفوز عمان على الكويت، فهي دخلت حسابياً على خط المنافسة على التأهل المباشر شريطة خسارة العراقوالأردن لكل مبارياتهما وتعادلهما في مواجهتهما. نعود إلى مجموعتنا، لم نقدم شيئاً أمام اليابان سوى أننا لم نهزم، هذا هو الإنجاز الذي حققنا أننا خرجنا بنقطة وحيدة، لم نشاهد روحاً قتالية، ولم نرَ ملامح بإبداعات ومواهب قادرة على تحقيق المستحيل، أخطاء دفاعية مستمرة وعدم تركيز في وسط الملعب، وفي الهجوم لنا الله، دكة البدلاء فقيرة جداً، ولكي نفهم لماذا نكشف اللثام عن الوضع الحقيقي للمنتخب، لأن المواجهات المتبقية بالست نقاط المتبقيات، لا يمكن أن ينفع معها المجاملات والتحفيز غير المثمر، علينا أن نعرف حقيقة وضعنا وقوة منتخبنا، وإن كان هناك مجال لكي تتفجر في اللاعبين روح قتالية من نوع عالٍ جدًا، فهذا هو الوقت الأنسب لذلك، أما الاعتماد على الخطط والتكتيك والانضباط، فلن يأخذنا إلى أميركا 2026، على الأقل لن نذهب مباشرة وسندخل في دوامة الملحق والحسابات من جديد. الآن هناك مباراتان مهمتان، مواجهتنا مع البحرين التي لا بد من الفوز بها قبل مواجهتنا مع أستراليا، أستراليا التي ستواجه اليابان المتأهل رسميًا، إن خسرت أستراليا وفزنا على البحرين، يعني تعادلنا مع أستراليا بالنقاط، وتفوقها علينا بفارق الأهداف مع الأخذ بالحسبان نتيجة فوزنا على البحرين وخسارة أستراليا من اليابان، ولكن سننتقل لمواجهة أستراليا على أمل الفوز ولا شيء غير الفوز، هنا سنتأهل مباشرة لكأس العالم 2026، لكن لو فازت أستراليا على اليابان -لا سمح الله-، يعني أن لا أمل لدينا سوى الملحق، حيث ستكون مواجهتنا مع أستراليا تحتاج إلى فوز بفارق أهداف لا يقل عن سبعة أهداف، لكن تعادل أستراليا يعني أن مواجهتنا معها ستكون أيضًا بهدف الفوز ولا شيء غير الفوز. مصيرنا في التأهل المباشر كما أسلفت، يعتمد أولًا على فوزنا على البحرين، وكم نتمنى أن يكون بفارق كبير من الأهداف، وخسارة أستراليا من اليابان بفارق كبير من الأهداف، حتى نواجه أستراليا بحظوظ الفوز أو التعادل، ولكن هذه هي كرة القدم، ما كل ما نتمنى ندركه، يكفي أن نعلم أننا أضعنا التأهل والتصدر، خسارة وتعادل مع إندونيسيا، لو كنا ملكنا هذه الخمس نقاط المفقودة، لو فوز وخسارة، كنا الآن متأهلين أو على وشك ذلك، لكن ما فائدة الندم حين لا ينفع، أضعنا الكثير من الوقت مع مانشيني لكي نقتنع بالتغيير، وحين قمنا بالتغيير لم نكن مستعدين له، لم تدرس جيدًا تأثير قوة الدوري المحلي على مستويات وجاهزية اللاعبين، لم نأخذ بعين الاعتبار أن اللاعب السعودي الذي يلعب بجانب رونالدو أو بنزيما، هو ليس نفس اللاعب السعودي الذي يلعب ضد رونالدو وبنزيما، أخذتنا الأسماء وتغافلنا عن القوة الحقيقية في الروح الإبداعية للاعب السعودي. نعم ما زال هناك أمل وفرصة، ولكن إن كنا سنراهن الآن، فسنراهن على الحظ لا أكثر ولا أقل.