«الزير».. حافظة صحية لتبريد المياه

في البيئات الحارة، استخدم الإنسان منذ القدم وسائل طبيعية لتبريد المياه. ومن أبرز هذه الوسائل الزير، وهو وعاء فخاري تقليدي يستخدم لتخزين المياه وتبريدها. ويُصنع الزير غالبًا من الطين المخلوط بالجير، وهي مواد طبيعية تسهم في الحفاظ على برودة الماء دون الحاجة للكهرباء. ومكونات الزير الطين الذي يُشكل المادة الأساسية للزير، ويُختار طين نقي خالٍ من الشوائب. ويخلط الجير (الكُلس) مع الطين بنسبة معينة لزيادة صلابته ومنع تسرب الماء. كم أن القش أو (التبن) يطحن أحيانًا يُضاف لدعم البنية وتقليل التشقق أثناء التجفيف.
وطريقة صناعة الزير كالآتي: يتم خلط الطين مع الجير والماء (وأحيانًا القش) وتشكيل الزير يدويًا أو باستخدام عجلة الخزاف، بعد ذلك يُترك ليجف في الظل لعدة أيام. ومن ثم يتم إدخاله في فرن خاص بدرجات حرارة عالية لتقويته.
آلية التبريد في الزير
والزير يُبرّد الماء بطريقة طبيعية تُعرف ب»التبريد بالتبخر»، حيث يتسرب القليل من الماء عبر مسام الزير.
فيتبخر هذا الماء عند السطح الخارجي، ما يمتص الحرارة من الداخل وبالتالي تنخفض درجة حرارة الماء المخزّن تدريجيًا ليصبح بارداً.
ومن مميزات الزير المصنوع من الطين والجير أنه يسهم في التبريد الطبيعي وصديقاً للبيئة، كما أنه اقتصادي ولا يحتاج للكهرباء، ويحافظ على طعم الماء نقيًا وخاليًا من الروائح. إضافة إلى أنه صحي وخالٍ من المواد الكيميائية. ويتم استخدام الزير في المنازل الريفية والقرى، وكذلك في المزارع لتوفير المياه الباردة. ويعد وسيلة تقليدية في المهرجانات والمعارض التراثية. كما أن الزير المصنوع من الجير يمثل إرثًا تقليديًا يعكس عبقرية الإنسان في التعايش مع البيئة بوسائل بسيطة وطبيعية. وعلى الرغم من تطور وسائل التبريد الحديثة، إلا أن الزير لا يزال يُستخدم في كثير من المناطق نظرًا لفوائده الصحية.