قرقيعان القطيف.. بهجة وسرور

شهدت بلدات محافظة القطيف إحياء عادة الناصفة، إذ خرج الأطفال برفقة أمهاتهم وآبائهم ضمن فلكلور شعبي مبتهجين يجوبون المنازل في تقليد يشهده الخليج العربي منذ مئات السنين، وتوزع فيه الحلويات والفول السوداني الذي يعد رمزًا من رموز المناسبة.
وفي مشروع وسط العوامية الذي يعد موقعاً سياحياً حضرت العوائل في فعاليات "قرقيعان الرامس"، وفي المناسبة المعروفة ب"الناصفة"، حيث ازدحم بالأطفال، وانطلقت الفعاليات، التي شهدت حضورًا جماهيريًا وتفاعلاً لافتًا، واستمتع الجميع بالبرامج الترفيهية المتنوعة والأجواء الاحتفالية.
من جهته أبان محمد التركي -مدير مشروع الرامس- أن هذه الفعاليات تأتي تعزيزًا للتراث الشعبي الغني للمنطقة، وحرصًا على إحياء العادات والتقاليد الأصيلة، وإضفاء البهجة والسرور على قلوب الصغار والكبار على حد سواء.
وأضاف أن مشروع الرامس يسعى دائمًا إلى أن يكون نقطة التقاء للأجيال، حيث يجتمع الماضي بالحاضر، ويتفاعل الصغار مع الكبار في أجواء من الألفة والمحبة، وهو ما يساهم في تعزيز الهوية الثقافية للمجتمع، مؤكداً على أن نجاح هذه الفعاليات يعكس مدى تعطش المجتمع المحلي لمثل هذه المبادرات التي تحافظ على الموروث الشعبي، وتشكل فرصة للتواصل والتلاقي بين أفراد المجتمع، مشيرًا إلى أن إدارة المشروع حرصت على تنويع الفعاليات لتلبية كافة الأذواق والاهتمامات، وجعل قرقيعان الرامس تجربة لا تُنسى لجميع الزوار.
إلى ذلك تحولت ساحات مشروع الرامس إلى لوحة فنية نابضة بالحياة، حيث تزينت وجوه الأطفال بالرسومات المبهجة، وامتلأت الأركان المخصصة للسوق الشعبي بالمنتجات التقليدية والحرف اليدوية التي عرضها الباعة المحليون، مما أسهم في دعم المشاريع الصغيرة وتنشيط الحركة الاقتصادية في المجتمع.
وتتضمن فعاليات "قرقيعان الرامس" بالإضافة إلى ما سبق، أركانًا خاصة لنقش الحناء، وعروضًا للحكواتي الذي يأخذ الحضور في رحلة عبر الزمن من خلال سرده للقصص الشعبية، إلى جانب عروض فنية متنوعة تقدمها الفرق الشعبية، ومسرح تفاعلي يقدم باقة من الفعاليات الترفيهية والمسابقات الشيقة للحضور.
ويتجول "المسحراتي" في أرجاء المكان، مضيفاً أجواءً رمضانية تقليدية محببة، ومن المتوقع أن تشهد الفعاليات إقبالاً متزايدًا من الزوار الراغبين في الاستمتاع بالأجواء التراثية والمشاركة في الأنشطة المتنوعة التي تلبي اهتمامات جميع أفراد العائلة، حيث تبدأ الفعاليات من الساعة التاسعة مساءً وتستمر حتى الثانية عشرة من منتصف الليل، فيما يستقبل السوق الشعبي الزائرين حتى الواحدة فجرًا.
طفلة سعيدة بالقرقيعان