يظل شهر رمضان المبارك مناسبة تتجدد فيها قيم التراحم والتكافل بين أفراد المجتمع، حيث يتسابق الكثيرون إلى مد يد العون للأسر المحتاجة، مساهمين في تخفيف أعبائها الاقتصادية خلال هذا الشهر الكريم. وتُعد "سلة رمضان" إحدى العادات الأصيلة التي تعكس روح التآخي، إذ يجتمع الخيرون على دعم المحتاجين بسلال غذائية متكاملة تحتوي على مختلف المكونات الأساسية، من الأرز والدقيق والسكر إلى الزيوت والتمر والمواد التموينية الأخرى، لضمان توفير وجبات متكاملة للأسر المستفيدة. وسط هذا المشهد الإنساني، برزت نماذج عديدة لأفراد بادروا بجعل التبرع عادة سنوية، ومنهم أم حمدان، التي وجدت في دعم المحتاجين خلال رمضان واجبًا إنسانيًا لا يمكن التخلي عنه، منذ سنوات، قررت تخصيص جزء من دخلها لدعم إحدى الجمعيات الخيرية التي تتولى توزيع السلال على الأسر المستحقة، وتؤكد أم حمدان أن سعادتها لا توصف عندما ترى أثر عطائها في وجوه المستفيدين، معتبرة أن إدخال السرور إلى قلوب المحتاجين هو أسمى أشكال الخير في هذا الشهر الفضيل، كما حرصت على تشجيع أفراد عائلتها وأصدقائها للانضمام إلى هذه المبادرة، مما أسهم في انتشارها على نطاق أوسع. في المقابل، تلعب الجمعيات الخيرية دورًا محوريًا في تنظيم هذه المبادرات، إذ تتلقى التبرعات المالية والعينية، وتعمل على تجهيز السلال الرمضانية وفق احتياجات الأسر المختلفة، قبل توزيعها بطريقة منظمة لضمان وصولها إلى المستحقين. كما تطلق هذه الجمعيات حملات توعوية لتحفيز المجتمع على الإسهام، مع تقديم تقارير شفافة توضح أثر هذه التبرعات في تحسين حياة الكثير من العائلات.