خسارة كأس الملك الرباعية أطاحت بالمدرب وخمسة لاعبين المدرب سميث كان يرفض تسلم راتبه قبل صرف مكافأة اللاعبين رفضت الانتقال للأهلي فكافأني عبدالله الفيصل قدم نادي الهلال للملاعب عشرات النجوم وأجيال متلاحقة من اللاعبين في كل المراكز على مدى سبعة عقود من تاريخه العريق، ومن بين هؤلاء النجوم برز المدافع العملاق بداح جفين القحطاني (75 عاما) منذ ارتدائه الشعار الأزرق أول مرة عام 1387ه - 1967م، وشكل ثنائيا دفاعيا متناغما مع أكثر من لاعب من جيل الثمانينيات والتسعينيات الهجرية، وارتبط اسم بداح مع جيل الهلال الذهبي المتوج بأول بطولة في تاريخ مسابقة الدوري السعودي الممتاز عام 1397ه - 1977م ولعب بجانب كابتن الفريق العملاق عبدالرحمن بشير (الغول) -رحمه الله- في عمق الدفاع الهلالي الذي كان علامة بارزة في صفوف بطل ذلك الدوري الذي وصل لنهائي كأس الملك في ذلك الموسم وخسر المباراة النهائية امام الأهلي (3-1). من مهاجم إلى مدافع يقول بداح في حديث خاص ل «الرياض» عن ماضي ذكرياته الرياضية: «بدأت مزاولة الكرة في الحارة ثم بمدرستي الابتدائية طارق بن زياد في حي عليشة التي تخرجت منها عام 1386ه ثم التحقت بمتوسطة فلسطين وكنت ألعب مع فريق الحارة حين تابعني المشجع الهلالي القديم عبدالله بن حاتم -رحمه الله- وكان يعمل في أمانة مدينة الرياض وقدمني لرئيس الهلال عبدالرحمن بن سعيد -رحمه الله- ليسجلني في كشوفات النادي عام 1387ه وكان مركزي آنذاك جناح أيمن ولعبت مع فريق الدرجة الثانية طيلة ذلك الموسم مع الزملاء محمد الطعيمي وعبدالله بن عمر وكانا يلعبان في نفس الوقت مع الفريق الأول». هزيمة ثقيلة أطاحت بالمدرب وأضاف «اختارني المدرب حسن سلطان -رحمه الله- للفريق الأول وضمني لتشكيلته في المباراة النهائية على كأس الملك أمام الاتفاق عام 1388ه وكنا معسكرين في فندق اليمامة بطريق المطار القديم ويوم المباراة فاجأني باستغنائه عني مع اثنين من زملائي لا يحضرني اسماهما ولعب الهلال المباراة وخسر الكأس وبعدها أقال عبدالرحمن بن سعيد مدرب الفريق حسن سلطان وأجرى غربلة في الفريق الأول حين دعمه بخمسة أو ستة من عناصر فريق الدرجة الثانية لتجديد خطوط الفريق الأول بدماء شابة.. أنا ومحسن بخيت وغرّيب وغازي سعيد وأبو حطبه، وبعد الخروج من الكأس استمر إشراف ابن سعيد على الفريق مؤقتاً وأشركني في مركز الظهير الأيسر أمام فريق النهضة وفزنا وبعدها استمريت مع الفريق الأول في خط الدفاع بعد أن كنت جناح أيمن في الدرجة الثانية». القرعاوي أبعدني عن الهلال «إلا أن ظروفا أسرية دفعتني للانقطاع عن النادي نتيجة مرافقتي لأخي الأكبر برحلته العلاجية في تركيا وتم إسقاط اسمي من كشوفات النادي بقرار العضو عثمان القرعاوي لأعود مرة أخرى للعب في الحواري مع فريق الزميل عبداللطيف إبراهيم آل الشيخ وكنت ألعب كقلب دفاع وتألقت أمام أقوى فرق الحواري اتحاد الدواسر وبقشة وفزنا بالبطولة ونلت كأس أحسن مدافع وكان عبدالرحمن بن سعيد والأمير عبدالرحمن بن سعود يتابعان المباريات وعرض علي الأمير عبدالرحمن الانضمام للنصر وفي نفس الوقت طلب مني ابن سعيد العودة لكشوفات الهلال فلم أمانع. عبدالرحمن بن سعود وقف معي والأمير عبدالرحمن بن سعود بالمناسبة له أفضال علي لا أنساها وأهمها وقفته الشهمة مع أخي في مرضه، وحدث أن كنت أراجع مستشفى الشميسي وتأخرت اللجنة الطبية في إنهاء إجراءات سفره للعلاج وقابلني (أبو خالد) صدفه داخل المستشفى وسألني عن سبب حضوري فأخبرته عن وضع أخي الصحي وحاجته للسفر على وجه السرعة، فبادرني سموه قائلاً انتظر وأخذ اسم أخي ودخل على اللجنة وبعد نصف ساعة خرج بالموافقة، وأمر الإركاب وقدمها لي -الله يجزاه عنا خير الجزاء-، كان رجلاً شهماً وعزيزاً على قلبي بمواقفه النبيلة وحين طلب مني الانضمام إلى النصر وعرض علي مبلغ خمسة آلاف ودراجة نارية طلبت منه مهلة للتفكير غير أن ميولي الهلالية دفعتني في اليوم التالي لأخذ حفيظة النفوس والذهاب لرئيس الهلال الذي أعاد تسجيلي مرة أخرى. 10 آلاف ريال هدية عبدالله الفيصل وثمة موقف مشابه لي مع رائد الرياضة الأول الأمير عبدالله الفيصل -رحمه الله- عام 1393ه - 1973م حين حملت إليه خطابا من عبدالرحمن بن سعيد بشأن موضوع يتعلق بنادي الهلال وقبل خروجي عرض علي الأمير عبدالله الانتقال للنادي الأهلي ونقل وظيفتي إلى جدة بالإضافة لمنحي شقة سكنية وسيارة، لكنني اعتذرت من سموه وقلت له الأهلي طموح كل لاعب ويشرفني ارتداء شعاره، لكنني لا أستطيع الانتقال إليه فأنا مثل السمكة إذا خرجت من البحر ماتت ولا أتخيل نفسي ألعب لغير الهلال أو الاعتزال. فأعجب الأمير عبدالله بتمسكي بالهلال وقدر اعتذاري وموقفي الصريح، وقبل مغادرتي قدم لي أحد العاملين هدية من سموه ظرف بداخله مبلغ 10 آلاف ريال. الأطباء نصحوني بترك الكرة استمررت في تمثيل الهلال حتى موسم 1399ه الذي توج فيه بالدوري للمرة الثانية وبعد عودتي من رحله علاج وكنت مع الأمير خالد بن فيصل بن تركي بن عبدالعزيز -رحمه الله- نصحني الأطباء بترك الكرة إذا عادت لي الإصابة ولعبت أربع مباريات غير أن الإصابة عاودتني فهجرت الملاعب إلى الأبد. دوري الغول.. تاريخي حقيقة أعتز بأول دوري حققه الهلال عام 1397ه وكنت أحد نجومه مع زميلي الراحل عبدالرحمن بشير (الغول) وكانت بطولة غالية أعادت الهلال إلى منصات البطولات بعد 13 عاماً من الغياب وتحديداً منذ فوزه بكأسي الملك وولي العهد معاً موسم 1384ه. وشهدت تلك البطولة متغيرات فنية لم تكن موجودة في المواسم السابقة أيامها كان لدينا وسط ودفاع ولم يكن هناك مهاجمين باستثناء محسن بخيت وللأسف ترك الكرة مبكراً رغبة منه في مواصلة تحصيله العلمي بالخارج وكان أسلوبنا الهجومي كرة طويلة لمحسن أو عبدالله بن عمر والأخير هجر الملاعب بسبب إصابة بالغة لكن بعد بروز سمير سلطان وناجي عبدالمطلوب مع فهودي وسلطان النصيب أصبح لدينا قوة تهديفية ووفرة في المهاجمين الجيدين ساهمت في تحقيقنا أول بطولة للدوري. ضعف التركيز أفقدنا الكأس وفي نفس الموسم كنا قريبين من تحقيق كأس الملك بجانب الدوري بوصولنا للمباراة النهائية أمام الأهلي وتقدمنا في النتيجة بهدف لكن ضعف تركيزنا ورهبة الموقف كونها أول مرة نلعب فيها مباراة ختامية بحضور الملك خالد -رحمه الله- لم نستطع المحافظة على تقدمنا وخسرنا الكأس (3-1). جورج سميث مدرب عظيم حقيقة كان مدربنا الإنجليزي جورج سميث سر تفوقنا في ذلك الموسم كان مدرب عظيم يعشق الهلال ويحب اللاعبين وقريب منهم حتى أنه كان يرفض استلام مرتبه قبل صرف مكافأة اللاعبين ومن ذكرياتي معه أن صالح النعيمة في بداياته كان غير مواظب في حضور التمارين، وكنت أحرص على الذهاب إلى بيته في نهاية شارع الخزان وأحثه على مرافقتي للتمرين فكان ذلك مثار استغراب المدرب سميث بحرصي على إحضاره رغم أنه يلعب في مركزي فقلت له صالح لاعب عنده مستقبل وأنا سأترك الكرة غداً وهو من سيحل في مركزي وكان النعيمة احتياطياً معنا في أول دوري 1397ه وكنا نشد أزر بعضنا البعض ونشجع العناصر الشابة. النعيمة والبيشي أكملوا المسيرة وبعد تركي للكرة برز صالح النعيمة ولعب في مركزي ثم برز حسين البيشي وحل في خانة بشير الغول وأكملوا المسيرة. سوء تكتيك المدرب أضعف الدفاع وبسؤال بداح عن رأيه كمدافع سابق في مستوى دفاع هلال اليوم رد قائلاً: «لا نبخس نجاح أفراد دفاع الهلال في الموسم الماضي والذي سبقه في قيادة الفريق لتحقيق بطولات بما فيهم علي البليهي الذي هبط مستواه لكن لا نهضم حقه إذ ساهم في تحقيق بعض البطولات وفي مباريات كان هو المنقذ للهلال لكن العمر له دور في انخفاض عطاء اللاعب، ولا يمكنه الاستمرارية بنفس المستوى، اليوم أرى لخبطة في خط الظهر الهلالي وأعتقد أن سببها سوء تكتيك المدرب وليست من اللاعبين». تمبكتي ضحية جيسوس فمثلاً لديك مدافع دولي مثل حسان تمبكتي خسرت عليه ملايين لماذا يصر المدرب على ركنه في الاحتياط ويشرك البليهي ومستواه متدن بل وهابط بدرجة كبيرة؟، والطامة الكبرى أن جيسوس بكل غرور وغطرسة يحطم معنويات لاعبه حين يصفه أنه غير حماسي رغم أن المدافع الرزين مثل حسان مطلوب خلاف المدافع المتهور الذي يلحق الضرر بفريقه ويتسبب بركلات جزاء وبطاقات ومشاكل في سوء التغطية والرقابة. الهلال يحتاج فكراً تدريبياً جديداً أيضاً إصرار المدرب على إشراك لودي على حساب المهاجم سيزار كايو خطأ كبير في ظل وجود ظهير دولي مثل متعب الحربي هذه بلا شك أخطاء كارثية من المدرب كلفت الهلال الكثير مثلما حدث في مباراة الاتحاد الماضية وحتى وإن كان لدى جيسوس سجل حافل من البطولات فهذا لا يعني أنه لا يخطئ، والهلال بحاجة إلى فكر تدريبي جديد، والمدرب إذا جلس عندك عامين أو ثلاثة استهلكت أفكاره، ولم يعد لديه جديد يقدمه لفريقه، والهلال دوما هو الذي يصنع المدربين وليس العكس». مدافع الهلال السابق بداح القحطاني مع المحرر كابتن الهلال بداح مع كابتن الوحدة لطفي لبان وبينهما الحكم الدولي عبدالرحمن الدهام في إحدى مباريات دوري 1397ه «أرشيف منصور الدوس» عبدالرحمن بشير (الغول) وبداح القحطاني - عمق الهلال الدفاعي - في أول دوري 1397ه بداح (الثالث من اليمين وقوفاً) مع الهلال 1395ه «أرشيف عبدالعزيز البطاح» من اليسار: بداح، محسن، ابن عمر، شمروخ «رحمه الله»، أبو حطبه، غازي «رحمه الله»، فهد بن نصيب «شفاه الله» في ملعب الملز 1390ه القحطاني في صورة تذكارية مع حارس الهلال سابقاً ضاري ولاعبي الشباب (الحارس) عبدالله آل الشيخ وعبدالرحمن الصومالي «رحمه الله» 1393ه مدافع الهلال «سابقاً» بداح القحطاني بشعار الهلال في موسم 1398ه