يُعد يوم التأسيس يومًا عظيمًا في تاريخ المملكة العربية السعودية، ويحتل مكانةً خاصةً في نفوس المواطنين، فقد تعلمنا منه الإصرار، والعزيمة، والقوة، والإرادة، وسطّر فيه أجدادنا أعظم صفحات التاريخ المعاصر، «اقرؤوا التاريخَ إذ فيه العِبَرُ... ضلَّ قومٌ ليس يَدْرُون الخَبَرُ»، ويُحتفَل بهذا اليوم سنويًا في 22 فبراير، حيث يُعد مناسبةً وطنيةً هامة تُحيي ذكرى تأسيس الدولة السعودية على يد المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- يهدف هذا اليوم إلى تعريف النشء بتاريخ المملكة العريق ذي الجذور الإسلامية الراسخة، وتعزيز الهوية الوطنية لديهم، فهو يومٌ شهد البلاد فيه انطلاقة وحدة الصف ولمّ الشمل تحت راية «لا إله إلا الله، محمد رسول الله»، ليكون مقدمةً ليوم توحيد المملكة، حيث اكتمل البناء وبلغ ذروته، وفي هذا اليوم المبارك، نحمد الله سبحانه وتعالى على نعمه وآلائه التي مَنَّ بها على هذه الأرض الطيبة، أرض الأنبياء، وتذكّرنا هذه المناسبة العظيمة بقول النبي (ص): (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها)، وقد كان الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- ومن تبعه من الأئمة، ممن أسسوا هذه البلاد على كلمة التوحيد، وهو النهج الذي استمرت عليه قيادتنا الرشيدة منذ عهد الملك المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعودٍ -طيب الله ثراه- فرفع الله شأن المملكة وأدام عزها ورخاءها شامخة عزيزةً بين الأمم، «وطني عزيزٌ، فيه كلُّ محبة.. تعلو وتسمو فوق كلِّ سواد».