جذب الإرث التاريخي والحرفي العميق للأحساء نخبة من الحرفيين من دول العالم المختلفة للاجتماع في الأحساء وتبادل الثقافات والمهارات المتنوعة فنياً وحرفياً وإنسانياً، يأتي هذا متزامناً مع تسمية وزارة الثقافة في المملكة هذا العام 2025 بعام الحرف اليدوية. وهذا التجمع العالمي في مجال الحرف اليدوية يأتي مع استضافة الأحساء لفعاليات ملتقى المدن الأعضاء في شبكة المدن المبدعة التابعة لمنظمة اليونسكو العالمية، والذي شهد مشاركة 42 مدينة مبدعة في مجال الحرف اليدوية والفنون الشعبية على مستوى العالم، والذي نظمته مؤخراً أمانة الأحساء، والمحافظة، واللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، وهيئة التراث وعدد من الشركاء الحكوميين. موروث ثقافي وتزامن استضافة الأحساء للمدن المبدعة الأعضاء في شبكة اليونسكو بمجال الحرف اليدوية والفنون الشعبية الذي تم قبل أيام، مع تسمية المملكة عام 2025 عام الحرف اليدوية، للاحتفاء بقيمتها الفريدة في الثقافة السعودية منذ سنوات طويلة، وإبراز ما يميزها من صناعة إبداعية، ومشغولات يدوية نوعية، وإبداعات الحِرفيين السعوديين لدى المجتمع الدولي، وجاءت استضافة الأحساء للمدن الأعضاء في شبكة المدن المبدعة التابعة لمنظمة اليونسكو العالمية عبر مجال الحرف والفنون، نظير ما تمتلكه من مقومات إبداعية وموروث ثقافي ثري لإنسان هذه الواحة التي تمتلك تاريخاً ممتد لأكثر من ستة آلاف سنة قبل الميلاد. وقت ثمين وتزامناً مع زيارة اليونسكو للأحساء تبّنت مؤسسة عبدالمنعم الراشد الإنسانية ملتقى دولي يجمع أهم الحرف اليدوية حول العالم، وعلى مدى ثلاثة أيام وبين أحضان النخيل، احتضنت الأحساء ملتقى «مفن» الدولي للحرف اليدوية الذين نظمته دار نورة الموسى للثقافة والفنون التابعة لمؤسسة عبدالمنعم الراشد الإنسانية، أمضى خلالها 40 حرفياً وحرفية دولياً من الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأوروبا من ألمانيا، وهنغاريا، والدول العربية مصر، العراق، تونس، ودول الخليج، والمملكة، وقتاً ثميناً قدموا خلالها إبداعاتهم أمام أنظار زوار الملتقى. مهارة وإبداع وإلى جوار الحرفيين والحرفيات المجتمعين من دول العالم جلس عشرون طالباً وطالبة بعضهم حاصل على جوائز في المسابقات الحرفية على مستوى الوزارة يتتلمذون على أيدي أولئك الحرفيون المهرة، وحرصت الإدارة العامة للتعليم بالأحساء عبر البرنامج الوزاري -تلمذة- على تحفيز وتشجيع أبنائها وبناتها الطلاب والطالبات على الاقتباس والتدرب على أيدي الحرفيين، فأمضوا ثلاثة أيام ونحو 40 ساعة من التدريب والتتلمذ المكثف بمتابعة يومية دقيقة لسبعة معلمين ومعلمات شاركوا كذلك في تدريب أبناءهم وبناتهم، فأحدثت هذه المشاركة تطويراً في المستوى المهاري والفكر الإبداعي لهؤلاء الطلاب والطالبات، الجدير ذكره أن برنامج «تلمذة» الوزاري، يعنى بضم الطلاب والطالبات الذين يمتلكون اهتماماً بحرفة معينة إلى حرفي دولي بهدف اكتساب المهارة والخبرة منه. فنون جديدة وبشغف الهواة، وطموح الشباب أمضى الطلاب والطالبات أوقاتاً ثمينة في ممارسة الحرف المتنوعة كأعمال الخشب، والنسيج، والفخار، وحياكة البشوت، وصناعة الجلود، والصناعات النحاسية والمعدنية وغيرها. من جهته أشار أيمن الرزق -المشرف في إدارة التعليم- إلى اهتمام ومتابعة مدير عام التعليم حمد بن محمد العيسى على مشاركة أبنائه وبناته الطلاب والطالبات في هذا الملتقى العالمي، لافتاً إلى اهتمام مقام الوزارة بالأنشطة الطلابية غير الصفية. وأكد الطالب حسن حبيب النيف -عمل في الحفر على الأخشاب وحرقها- على أنه استفاد من مشاركته في الملتقى، وأنه تعلم فنون جديدة من الخبراء الدوليين في الفنون اليدوية. صناعة المسابيح ومارس الطالبان سجاد الخليفة، وعلي الخليفة صناعة السبح وملحقاتها، وتحدثا عن أنواع المسابيح وكيفية صناعتها، ووصفا مشاركتهما في الملتقى بالحدث الاستثنائي الذي رفع من مهارتهما. ووظّف الطالب رضا العيسى خامات البيئة في بناء مجسمات للبيوت القديمة، كما تدرب على عمل الأعمال الخشبية، وقال: إنه استفاد خلال الملتقى من اكتشاف بعض الأخطاء. وحصل الطالب رضا الرزق على المركز الأول على مستوى المملكة في مسابقة تراثنا الأصيل، وأكد على أنه استفاد من مشاركته في اكتساب حرف يدوية جديدة. نقل الخبرة وامتلك الطالب موسى الخرس مهارة صياغة الفضيات والمجوهرات، حيث تعلمها من والده، إلاّ أن شارك في الملتقى لينقل خبرته لأقرانه الطلاب، كما أنه استفاد من التقائه بالحرفيين العالميين. ومارس الطالب محمد الوصيبعي هوايته في صناعة السبح والأحجار الكريمة، مشيراً إلى استفادته من الاحتكاك مع الحرفيين من دول العالم. وجلس الطالب محمد الرمل إلى جوار والده حسنين، وتعلم منه فن الحفر على الخشب، فيما تتدرب الطالبة عذراء المرعي على يدي والدتها أمام الزوار على صناعة الخوصيات التي تشتهر بها الأحساء. ونجحت المعلمة سارة الخليفة في تدريب 150 طالبة على كيفية صناعة النسيج المطّور، وعلى نول الورود، وأعربت عن سعادتها للمشاركة في هذا الملتقى العالي. طالب منهمك في ممارسة حرفته اليدوية بيئة خصبة للطلاب لكسب مهارات فنية عالمية الطالب محمد الرمل رغم صغر سنه يتدرب على الحفر على الخشب حرفية تدرب الطالبات على صناعة الخوصيات