بمنتهى البساطة أستطيع أن أقول الآن إنَّ حفاظ الهلال على لقبه كبطلٍ للدوري السعودي سيكون أمرًا بمنتهى الصعوبة، وسيحتاج الهلال للكثير من العمل الفني والإداري لترتيب صفوفه، واسترجاع حظوظه في المنافسة؛ لكنَّ ذلك لن يحدث ما لم يسترجع الفريق شخصيته وهيبته التي فقدها كثيرًا هذا الموسم داخل الملعب وخارجه!. كرة القدم بسيطة جدًا، ومعادلاتها ليست معقدة، لذلك لا يمكن أن يكون الهلال اليوم مرشحًا للقب حققه الموسم الماضي حين كان الأقوى، وحين كان منافسوه الأضعف، وما حدث هذا الموسم بكل بساطة أنَّ الهلال أصبح أضعف فنيًا وبدنيًا وعناصريًا ونفسيًا وإداريًا من الموسم الماضي؛ في مقابل ارتفاع ملحوظ وكبير في قوة منافسيه -وتحديدًا الاتحاد- فنيًا وبدنيًا وعناصريًا ونفسيًا، لذلك من المنطق أن تتغير موازين الترشيح بتغير موازين القوى، وما عدا ذلك فسيكون خاضعًا للكثير من الحظ والقتال والتماسك، وهو الدور المنوط بالجهازين الإداري والفني، الدور الذي يعجز الاثنان في الهلال عن القيام به حتى الآن!. الهلال فقد عنصرين مؤثرين في الجبهة اليمنى (سعود عبدالحميد، وميشيل)، واضطر لتعويض الأول بعنصر أجنبي أقل تكاملًا ومجهودًا من سعود، فيما عوض الثاني متأخرًا بلاعب مواليد أقرب لاستثمار طويل المدى من أن يكون إضافة فنية حالية أو سد احتياج حقيقي، فيما ظهر عوار دفاعه بسبب هبوط مستوى عناصره وطريقة مدربه، وحالة نيفيز الفنية والبدنية التي جعلته عاجزًا عن تخفيف سلبيات هذه الطريقة كما كان يفعل الموسم الماضي، وبسبب فشل العين الهلالية في رؤية مدى حاجة الفريق للاعب في منتصف الملعب يحمل مع نيفيز مسؤولية سد ثغرات المنتصف وثقوبه التي كشفت دفاعات الهلال وأحبطت حارسه وكشفت مرماه لكل الفرق بلا استثناء، كما أنَّ الهلال لم يعزز قدراته الهجومية سوى بمهاجم مواليد استطاع في أحسن حالاته أن يكون حلًا لغياب متروفيتش المتكرر؛ وظلَّ الهلال هجوميًا محكومًا بحالة سالم الدوسري ومالكوم الفنية، ومزاج سافيتش أحيانًا، وإن لم يكن هذا الثلاثي في أفضل حالاته -وقلَّما يكون- فعلى الهلاليين أن يتحملوا ما يأتي من الدكة التي لم يتم تقويتها أبدًا؛ بل فقدت الكثير من أهميتها برحيل الفرج والبريك وإعارة مصعب الجوير، والإبقاء على اليامي وخليفة والقحطاني!. في المقابل عالج الاتحاد مشكلاته الدفاعية هذا الموسم بإحضار دانيلو بيريا كقلب دفاع، والظهير ماريو ميتاج وأمامهما كانتي وفابينيو، وخلفهما حارس متمكن (رايكوفيتش)، وعزَّزَ هجومه بالثلاثي موسى ديابي، وحسام عوار، وستيفن برجوين، وأمامهما بنزيما المنتشي والمتحفز والمختلف هذا الموسم بعد أن أشرف بنفسه وبمساعدة المدير الرياضي الأسباني رامون بلانيس على ترتيب الفريق وتدعيمه!. الهلال أقلُّ وأضعف بكثير منه الموسم الماضي، والاتحاد أفضل وأقوى بكثير منه الموسم الماضي؛ وهذه هي المعادلة ببساطة، أمَّا الخروج الذي يمارسه اليوم خيسوس ومعه إدارة الهلال لخارج الملعب من حديث عن أخطاء التحكيم والعودة للوراء لتصريح إيميليانو المدير التنفيذي لرابطة الدوري بعد صمت طويل عن التصريح فلن يزيد الهلال إلا ضعفًا ووهنًا، لأنَّ كل متابع منصف يدرك جيدًا أنَّ أخطاء التحكيم ليست جديدة على الهلال، وما يحدث للهلال خارج الملعب ليس وليد اللحظة ولا هذا الموسم، لكنَّ الهلال كان يتغلب عليها، ويقهر كل التحديات التي يواجهها أو توضع له بالعمل والقتال والرغبة، وليس بالتصريحات والبيانات واللطميات، وإلا لكان غيره أشطر، ولما كانت الزعامة هلالية أبدًا!.