من جديد، تبرز المملكة وطناً مؤثراً وقادراً على جلب التغيير الهادف، الذي يساهم في خدمة البشر، ويصعد بواقع المجتمعات للتميز، وتغيير أسلوب حياة الناس للأجمل. نقول ذلك، ونحن نتابع فعاليات "منتدى صندوق الاستثمارات العامة والقطاع الخاص"، والذي حظى بتفاعل دولي قياسي، حيث ناقش المنتدى على مدار يومين عدداً من المحاور في مجموعة من الجلسات الحوارية وورش العمل، التي ركزت على استكشاف فرص تُسهم في تمكين وتعزيز دور القطاع الخاص، بما يتماشى مع استراتيجية الصندوق لزيادة مساهمته وشركات محفظته في المحتوى المحلي إلى 60 %، استكشاف يتعامل مع تحديات المستقبل، وتحقق الخير للمملكة. أكثر من 10 آلاف مشارك، وأكثر من 100 جناح لشركات محفظة الصندوق، علاوة على حضور عدد من أصحاب المعالي والوزراء وكبار المسؤولين من الصندوق وشركات محفظته، وعدد من ممثّلي الجهات الحكومية، إلى جانب أبرز قادة شركات القطاع الخاص في مختلف القطاعات الاستراتيجية بالمملكة، يجتمعون في المملكة في أكبر حراك استثماري عالمي لوضع الخطط والاستراتيجيات المستقبلية في أهم القطاعات الاستراتيجية في المملكة. إشارات متعددة يحملها المنتدى، في مقدمتها: ذلك الالتزام السعودي المتواصل بالعمل على تطوير رؤية عالمية موحدة تحرك الاستثمار واستكشاف الفرص الجديدة، بما يضمن تحقيق المستهدفات في رسم ملامح مستقبل الاقتصاد العالمي ، وتدفع التحول في اقتصاد المملكة. أما ثاني الإشارات، من وجهة نظري، قدرة وطننا على حشد الجهود الحكومية والقطاعات الأهلية من أجل مواجهة التحديات التنموية والقضايا الضرورية التي تشغل المملكة، في لمحة من ملامح قوتنا الناعمة، وقد حُزْنا سمعة كبيرة، ورسّخنا موقعنا وجهةً عالميةً لتبادل وجهات النظر، ومنطلقاً للتفكير الإيجابي والتنسيق المشترك. لمحة أخرى لا تخطئها العين، وهو الاهتمام العالمي المتزايد بالتجربة السعودية، والتي يصفها الجميع بأنها تجربة ملهمة ومستحقة بالتأمل، خصوصاً بعد أن قطعت أشواطاً كبيرة في سباق التميز وفق رؤية المملكة 2030، التي شكّلت منهج عمل، وانطلاقاً من إدراك عميق بأن أي حلم هو قابل للتحقيق، وألا شيء سهل، ولكن لا شيء مستحيل. معتزون أيّما اعتزاز بدور ومكانة وطننا عاصمة حضارية، ومرجعاً عالمياً للجهود الحكومية والقطاعات الأهلية، ومنصة تجمع العقول الاستثمارية وأصحاب الأفكار البديعة، وصُنّاع القرار من أرجاء الدنيا. وكل الشكر لحكومتنا الرشيدة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، حفظهما الله ؛ التي رسمت برؤاها منجزات حضارية لائقة بتطلعات المواطنين، وجعلت من وطننا مثالاً عالمياَ للحكومات، ورسخت للكل أن خلف كل وطن ناجح سر عظيم يكمن في الشغف المتجدّد لابتكار الحلول المطمئنة بالمستقبل وصناعته، والتفكير خارج الصندوق، ومن قبل ذلك كله، قوة الإرادة ونضج الإدارة.