في زحمة التراشق الإعلامي، ووسط ضجيج الأصوات المتعارضة، يقف الهلال شامخًا كما عهدناه، لا تهزه العواصف ولا تنال منه العثرات. ومع ذلك، لا بد لنا من رجل رشيد يخرج ليوقف كل هذا التناحر، فثقافة الهلال وبيئته أرقى وأكبر من أن تنجرف خلف دوامة الجدل التي لا تسمن ولا تغني أبداً..! نحن مع الهلال ظالمًا أو مظلومًا.. ومع لاعبيه مبدعين أو مقصرين..! الهلال لم يكن يومًا مجرد فريق، بل كيانٌ كبير، تُبنى أمجاده بتكاتف الجميع، وإيمانهم بأن القميص الأزرق فوق كل الاعتبارات. ما حدث تجاه اللاعب علي البليهي من صيحات واستهجان في أكثر من مباراة أمرٌ مؤسف، ولا يشبه ثقافة الهلاليين. قد ننتقد داخل البيت الأزرق، نُعاتب، ونطالب بالمزيد، لكن عندما نكون أمام المنافسين، فنحن يد واحدة، لا نسمح لأحد أن يكسر أحد أعمدتنا، ولا نكون أداة ضغط على لاعبينا في اللحظات التي يحتاجون فيها الدعم أكثر من أي وقت مضى. نحن الآن في وقت مهم، ولا نحتاج لأي شيء يفسد علينا قوتنا داخل الملعب، فالمعركة الحقيقية تُحسم في الميدان، وليس في أروقة الإعلام أو عبر المنصات. وعلى جيسوس أن يضع حدًا لتصريحاته، فالهلال لا يحتاج لتبرير أو تهييج، بل يحتاج إلى عمل يليق بحجم طموحاته. الإدارة مطالبة بأن تكون أكثر حزمًا في ضبط المشهد الهلالي، فلا شيء يجب أن يُعكر صفو التركيز في هذه المرحلة المفصلية. وعلي البليهي الذي عهدناه شجاعاً وركزته الشهيرة تغفر له ما تقدم وما تأخر من تقصير في لعبه، فلابد له أن يخرج للجمهور ويعيد الثقة بينه وبينهم فهو منهم ولهم وهم به أكثر سعادة وإنجازا.. أما الإعلام الهلالي، فعليه أن يكون سندًا للفريق، لا عبئًا عليه. الدعم لا يكون بالضغط غير المجدي، بل بالالتفاف حول الفريق، وحمايته، والوقوف خلفه ليبقى دائمًا في القمة، حيث ينتمي.. الهلال لا يُهزم إلا عندما يتفرق أبناؤه.. فكونوا على قلب رجل واحد، ودعوا الفريق يمضي نحو المجد كما اعتدنا منه!