في إطار سعي المملكة نحو تحقيق رؤية عالمية، يبرز مشروع القدية كنجمة ساطعة في سماء الترفيه والسياحة والثقافة والرياضة كما يمثل طموحات بلادنا لتكون عاصمة السياحة والترفيه على مستوى العالم، حيث تتجمع فيها أحدث الابتكارات وأروع الفعاليات لتجعل منها وجهة فريدة تتجاوز الحدود. يعكس هذا المشروع شغف السعوديين بالترفيه ويفتح آفاقاً جديدة للزوار مما يؤكد على دور المملكة المتنامي في تعزيز مكانتها كقطب عالمي في عالم الترفيه ومركز رئيسي للسياحة حيث يعد مشروع القدية واحداً من المشاريع الرائدة في، ويمثل خطوة استراتيجية تهدف إلى تنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز النمو المستدام. وضع حجر الأساس لمشروع القدية ليكون بمثابة برنامج مستدام يعزز الازدهار على المدى الطويل، وفي 28 أبريل 2018 دشن مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حجر الأساس للمشروع، الذي يهدف إلى تحويل القدية إلى عاصمة للترفيه والسياحة والرياضة والفنون؛ كما يعد صندوق الاستثمارات العامة المستثمر الرئيسي في المشروع، مدعوماً بنخبة من كبار المستثمرين المحليين والدوليين. وتشرف شركة القدية للاستثمار التي أُسست عام 1439ه (2018م) على تنفيذ هذا المشروع الطموح ومن المتوقع أن تبرز القدية كواحدة من أكبر الوجهات الترفيهية في العالم بعد اكتمالها مما يعكس التزام المملكة بتطوير قطاع الترفيه وتعزيز تجربة الحياة فيها ويمثل مشروع القدية تجسيدًا أصيلًا لتراث المكان الغني الذي انطلق منه حيث يعود تاريخه إلى عصور سابقة إذ كانت تُعتبر مدينة حيوية تمتد على طول أحد مسارات التجارة والحج التي تعبر شبه الجزيرة العربية حيث يعكس الشعار المعتمد للمشروع الطبيعة الجبلية والتضاريس الفريدة للمنطقة كما تم اختيار ألوانه بعناية لتجسيد روح المكان الترفيهية مما يجعل المشروع ليس مجرد وجهة سياحية، بل تجربة تعكس عمق التاريخ وجمال الطبيعة حيث يمتد مشروع القدية على بُعد 45 كيلومترًا من قلب مدينة الرياض، ويبعد 70 كيلومترًا عن مطار الملك خالد الدولي، و10 كيلومترات فقط من محطات مترو الرياض الأخيرة و تغطي المساحة الإجمالية للمشروع 376 كيلومترًا مربعًا، بينما تتضمن المرحلة الأولى من التطوير 223 كيلومترًا مربعًا ومن المتوقع أن يحقق مكانة بارزة كواحدة من أكبر الوجهات الترفيهية على مستوى العالم ، ستشكل المساحة المبنية حوالي 30% من إجمالي المشروع بينما ستُخصص النسبة المتبقية للمعالم الطبيعية، مما يعكس التوازن بين الترفيه وجمال الطبيعة. من المتوقع أن يوفر المشروع مئات الآلاف من فرص العمل لأبنائنا وبناتناوالمستثمرين أيضاً مما يجعله حافزًا رئيسيًا لنمو الاقتصاد المحلي 2030، هذه الفرص ستساهم في تعزيز قدرات الشباب وتطوير مهاراتهم، مما ينعكس إيجابيًا على الاقتصاد المحلي، كما سيجذب مشروع القدية استثمارات ضخمة في مجالات الضيافة والطعام والترفيه مما يعزز من تنوع الاقتصاد ويعكس رؤية المملكة 2030. ستصبح القدية مركزًا حيويًا للنشاط الإقتصادي وستسهم في تعزيز تطوير عدد من القطاعات الإقتصادية مثل السياحة، الترفيه، والرياضة هذا التنوع في القطاعات يساعد على خلق بيئة مثالية للإستثمار ويعزز من قدرة المملكة على المنافسة على المستوى الدولي من خلال تقديم مشاريع مبتكرة ومرافق عالمية لترسخ مكانتها في المملكة كمركز رئيسي للإستثمار والإبتكار وتم الإنتهاء من جزء كبير من أول معلمين من معالم المدينة، مثل "سيكس فلاقز مدينة القدية" و"أكواريبيا المائية"، فمن المتوقع الانتهاء منهما بحلول نهاية عام 2025. هذه المشاريع ليست مجرد معالم ترفيهية بل تمثل تجسيدًا لرؤية طموحة تهدف إلى تقديم تجارب فريدة للزوار وتسعى القدية إلى دعم الاستدامة البيئية ومكافحة تغير المناخ، حيث يهدف المشروع إلى معالجة 100% من المياه المستعملة وتحويل 94% من النفايات الصلبة بحلول عام 2035 كما يعتبر هذا الالتزام جزءًا أساسيًا من استراتيجية المدينة لضمان بيئة نظيفة وصحية للأجيال القادمة. يتميز مشروع القدية بالمبادرات المتقدمة في إدارة الطاقة وكفاءة الموارد، مما يجعلها نموذجًا يُحتذى به في مجال التنمية الحضرية وتلعب إدارة الطاقة دورًا محوريًا في مدينة القدية، حيث تم تصميم المشروع لتعزيز بنية تحتية متجددة للطاقة حيث تعتمد القدية على مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح مما يقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري ويتماشى مع الأهداف الوطنية لتنويع مزيج الطاقة. هذه المبادرات لا تعزز فقط الإستدامة البيئية بل تساهم أيضًا في خلق بيئة صحية وآمنة للسكان والزوار وتستخدم القدية أنظمة تشغيلية ذكية لتوفير الطاقة في التبريد والتدفئة والإضاءة هذه الأنظمة تعتمد على التقنيات الحديثة مثل إنترنت الأشياء (IoT)، مما يتيح التحكم الدقيق في استهلاك الطاقة من خلال هذه التكنولوجيا. مشروع القدية مثال يُحتذى به في مجال التنمية المستدامة، وتمتزج الابتكارات التكنولوجية مع أهداف الاستدامة من خلال التركيز على إدارة الطاقة وكفاءة الموارد، وتلبية احتياجات السكان، وتحسين جودة الحياة. *الرئيس التنفيذي في مشروع صناعة السياحة لرؤية 2030