في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم في وسائل الإعلام والتواصل، أصبح التنسيق الإعلامي بين الجهات الحكومية ضرورة أساسية لتحقيق الأهداف الوطنية وتعزيز تأثير الرسائل الاتصالية الموجهة إلى الفئة المستهدفة، ويتجلى هذا التنسيق بوضوح في تفاعل الجهات الحكومية مع الحملات الإعلامية التي تطلقها الجهات، إذ يعكس هذا التفاعل الإعلامي تكامل الجهود الوطنية ويعزز وصول الرسائل إلى مختلف فئات الجمهور، مما يُسهم في تحقيق نتائج ملموسة تخدم الأهداف الاتصالية المنشودة. ومن ذلك: تعزيز المصداقية والوصول إلى جمهور أوسع عندما تتفاعل الجهات الحكومية مع الحملات الإعلامية، فإنها تضيف لها عنصر المصداقية الذي يبحث عنه الجمهور. الجهات الحكومية تُعد مصدرًا موثوقًا للمعلومات، وبالتالي فإن دعمها لأي حملة يُعزز من ثقة المجتمع بها. إضافةً إلى ذلك، تمتلك مختلف الجهات الحكومية جمهورًا واسعًا ومختلفًا ولديه اهتمامات معينة، كما تمتلك قدرات على الوصول إلى جمهور أكبر عبر منصات الإعلام التقليدية والحديثة، وهذا التفاعل يضمن إيصال الرسائل إلى فئات قد لا تكون مستهدفة بالحملة الأصلية، مما يوسع نطاق التأثير ويزيد من فعالية الحملة. التفاعل الإعلامي بين الجهات الحكومية يعكس وحدة الهدف بين مؤسسات الدولة ويُظهر انسجامها في خدمة المجتمع. على سبيل المثال، يمكن لوزارة الصحة دعم حملات التوعية الصحية جهات المنظومة، أو يمكن لوزارة التعليم المساهمة في حملات التوعية الصحية عبر إيصال رسائلها إلى جمهورها من الطلبة والمعلمين وحتى أولياء الأمور. يتيح التفاعل الإعلامي فرصة لتبادل الخبرات والموارد بين الجهات الحكومية، مما يرفع من جودة الحملات ويحقق كفاءة الإنفاق، كما يسهم هذا التفاعل في توحيد الخطاب الإعلامي وتقليل الرسائل المتضاربة التي قد تربك الجمهور، وهو ما يضمن وضوح الرؤية ووحدة الهدف. ويمكننا أن نلخص هذه المقالة في أن تفاعل الجهات الحكومية إعلاميًا مع حملات الجهات الأخرى يمثل استراتيجية فعّالة لتعزيز التأثير وتحقيق الأهداف المشتركة، هذا التفاعل لا يقتصر على انتشار الرسائل على نطاق واسع فقط، بل يعكس أيضًا وحدة الجهود الوطنية لخدمة المجتمع.. ولذلك، ينبغي أن يكون هذا التنسيق جزءًا أساسيًا من الاستراتيجيات الإعلامية لجميع الجهات لتحقيق رؤية شاملة ومستدامة تخدم الصالح العام، ولا نغفل عن الدور الفاعل الذي يقوم به مركز التواصل الحكومي التابع لوزارة الإعلام في حوكمة وضبط هذه العملية والقيام بالأدوار المناطة به لضمان تحقيق التنسيق المتكامل، ووصول الرسائل الاتصالية كما كان مخططا لها.