محط أنظار كل راصد وباحث في الآثار القديمة تراث ثقافي يتوافق مع طبيعة خلاّبة وتناسق فريد تشهد حراكاً في الفنون وعلم الآثار والسياحة والضيافة تمُثّل فرصاً اقتصادية لتحفيز الاستثمار والابتكار التكنولوجي تقع محافظة العُلا في شمالي منطقة المدينةالمنورة، على بُعد أكثر من 300 كيلومتر، وتعد واحدة من أبرز المناطق التاريخية التي تحتفظ بآثار حضارية تمتد عبر آلاف السنين إلى أعماق الماضي السحيق، حيث تحتفظ أرضها بأسرار 200,000 عام من التاريخ الإنساني، حاملةً في طياتها عددًا لا يُحصى من الكنوز التاريخية والثقافية التي تروي قصص حضارات متعاقبة، وتتجسد العُلا في موقعها الفريد كملتقى لحضارات شمال غربي شبه الجزيرة العربية، حيث كانت منذ القدم مسرحًا لأمم متحضرة أنشأت عمرانها وازدهرت في هذه المنطقة، مما جعلها محط أنظار كل من مر بها، سواءً كان راصدًا أو باحثًا في أسرارها العميقة، ومن خلال آثارها العظيمة، تجسد عبق التاريخ بشكل نادر، فهي من المناطق القليلة في العالم التي تحتفظ بتاريخها بصفاء دون أن يتدخل الحاضر في تشويهه أو طمسه، ومنذ الألفية الأولى قبل الميلاد، كانت تعدّ نقطة محورية على طرق تجارة البخور والسلع الأخرى، مما جعلها ملتقى تجاريًا وثقافيًا مهمًا، ومع بزوغ فجر الإسلام، أصبحت مركزًا مهمًا على طريق الحجاج، حيث كانت محطة رئيسة للمسافرين والقوافل التي تتجه نحو مكةالمكرمة، مما عزز من مكانتها التاريخية والدينية كجزء أساسي من الرحلة الروحية في العالم الإسلامي، واليوم وفي العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- والرؤية الملهمة لسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان –حفظه الله– تنطلق إلى فضاء أرحب متصدرة مدن التراث العالمي، حيث أكدت الهيئة الملكية لمحافظة العلا في تقريرها السنوي للعام المنصرم بأنها ومن خلال «رؤية العلا» الواعدة حققت مستويات عالية في مؤشرات الأداء الرئيسة، وإنجازات لجوانب من مستهدفات الاستراتيجية الوطنية لقطاع السياحة، والاستراتيجية الوطنية لقطاع البيئة، بما يتماشى مع تطلعات رؤية المملكة 2030، بالإضافة إلى تجاوز العديد من التحديات التي واجهت الهيئة باستخدام العديد من الحلول المتقدمة، وتبني الأساليب المتطورة لتعزيز الأثر الإيجابي مستقبلاً. إنجاز جديد ومن المنجزات التي تم تسجيلها اختيار «البلدة القديمة» ضمن أفضل القرى السياحية في العالم، وتسجيل جبل عكمة في سجل «ذاكرة العالم» التابع لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، في إنجاز جديد يضاف إلى تسجيل موقع الحِجر التاريخي في قائمتها للتراث العالمي عام 2008م، وتسجيل محمية «حرة عويرض» في برنامج الإنسان والمحيط الحيوي «ماب» في عام 2022م، أما في مجال التنمية السياحية والرياضية، فقد أُعلنت عن عدد من المنتجعات والفنادق، ومنها منتجعات شرعان، أزوليك، تشيدي الحجر وغيرها إضافةً إلى نقل ملكية نادي العلا إلى الهيئة، وتنظيم أكبر البطولات للرياضات الشعبية الأصيلة، ككأس العلا للهجن وإعلان بطولة كأس العلا للصقور وغيرها، وفي مجال تحسين جودة الحياة في العلا، أطلقت الهيئة مخطط التطوير الحضري لوسط وجنوب العلا، تحت شعار «نحو مجتمع مزدهر»، والذي يُعد أحد المستهدفات لتنمية الإنسان والمكان معاً، كما أبرمت الهيئة اتفاقيات مهمة مع شركاء محليين ودوليين لتعزيز خدمات الرعاية الصحية في العلا وتطويرها وتطوير الطاقة والخدمات الكهربائية، وتحسين إدارة خدمات البنية التحتية. إعادة توطين وفي مجال التنوع البيئي والمحافظة عليه، استمرت الهيئة في تنفيذ العديد من المبادرات والمشاريع لاستعادة النظم البيئية، من خلال إعادة توطين بعض الكائنات الحية في موائلها الطبيعية، كتنفيذ استراتيجية «النمر العربي»، والإعلان عن ولادات عدة تحقق رؤية الهيئة نحو حمايته من الانقراض، إضافةً إلى اعتماد الأممالمتحدة يوم العاشر من فبراير من كل عام يوماً عالمياً للنمر العربي، ويستهدف التوجه الاستراتيجي لرؤية العلا الوصول إلى مليوني زائر سنوياً يساهمون في رفد الناتج المحلي ب150 مليار ريال ويخلقون 40500 وظيفة جديدة، من خلال ثلاث مراحل الأولى بناء هوية فاخرة (2018 - 2023م)، من خلال ربع مليون زيارة سنوية، 1050 غرفة فندقية، التركيز على الشرائح الفاخرة، العروض الرئيسة للسياحة والبنية التحتية والأصول المصاحبة، والثانية إطلاق الإمكانيات الكامنة للقيمة المقترحة (2024- 2030م)، من خلال رفع معدل الزوار إلى 1.2 مليون زائر سنوياً، 5500 غرفة فندقية، والانتقال من الشرائح الفاخرة إلى شرائح الرفاهية العالية، والمنتجعات الفاخرة والاكتشافات التراثية الجديدة، وفي المرحلة الثالثة تنمية القدرات والسعة الاستيعابية (2030 - 2035م)، من خلال رفع معدل الزيارات السنوية إلى مليوني زيارة، 8500 غرفة فندقية، وتلبية الطلب من خلال التحسين المستمر والتوسع، والانتقال من الشرائح الفاخرة إلى شرائح الرفاهية المتوسطة. رحلة ساحرة العلا ليست مجرد وجهة سياحية، بل هي رحلة ساحرة عبر العصور، تتجلى فيها عراقة التراث، حيث تروي الحِجر، أول موقع للتراث العالمي في المملكة، قصص الحضارات القديمة، وتبقى هذه الأرض شاهدة على عبقرية المعمار النبطي من خلال ما يزيد على مائة مقبرة منحوتة، تعكس براعة وفنّ البناء في تلك الحقبة، وإلى جانب الحِجر، يبرز تاريخ العلا في البلدة القديمة، المحاطة بواحة خصبة، والتي تكشف عن براعة التخطيط الحضري لمملكتي دادان ولحيان، تسلط هذه المدن القديمة، إلى جانب آلاف المواقع الفنية الصخرية في جبل عِكمة، والضوء على مكانة العلا كمركز حضاري ذي أهمية استثنائية عبر العصور، يتناغم التراث الثقافي لمحافظة العلا مع جمالها الطبيعي في تنسيق فريد، حيث يساهم النظام البيئي الغني في دعم تنوع الحياة البرية والنباتية، مما يجعل المنطقة مركزًا رئيسًا لجهود الحفاظ على البيئة، هذا التفاعل بين الطبيعة والحضارة البشرية أسهم في تطوير مستدام يوازن بين حماية البيئة وتعزيز السياحة. مركز تجاري وفي العلا يمكن للزوار الغوص في أعماق تاريخها، والتمتع بمناظرها الطبيعية الخلابة، والتفاعل مع أهلها، واكتشاف ضيافتهم التي تعتبر سمة مميزة لهذه الأرض منذ قرون طويلة، ويذكر المؤرخ د. تنيضب الفايدي أن العلا كانت من أهم المراكز التجارية الواقعة على طريق التجارة الذي يربط جنوب الجزيرة بالمراكز الحضارية في مصر وبلاد الشام وبلاد الرافدين، ونشأت على أرضها حضارات موغلة في القدم تبدأ من فترة ما قبل التاريخ، واستمرت حتى العصور الإسلامية المتأخرة، مروراً بعصر ما قبل الإسلام، وعن سبب تسميتها بهذا الاسم ينقل قول الحموي: «العلا بضم أوله والقصر، وهو مع العليا وهو اسم لموضع من ناحية وادي القرى بينها وبين الشام، نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريقه إلى تبوك وبني مكان مصلاه مسجد»، ويقول عنها إبراهيم بن شجاع الحنفي في بداية القرن السابع الهجري «أرض رمل بين جبلين عاليين، ثم مضيق، ثم واد ونبات كثير، ثم عيون، ثم مدينة العلا ووسط الوادي نخل كثير وثمر، والمدينة صغيرة على رأس جبل صغير وعيون عذبة يزرع عليها، ولها أمير ويودعون بها أمتعتهم»، أما متى سميت العلا بالعلا فغير معروف، لكن ورد في كتاب ابن زبالة بلدة العلا وهذا يدل -على الأقل- أن العلا كان يطلق عليها هذا الاسم منذ القرن الثاني الهجري. فنون صخرية وتكشف حقبة ما قبل التاريخ في العُلا عن حضارات إنسانية قديمة تركت بصماتها في العديد من مواقع الفنون الصخرية التي تنتشر في أنحاء المنطقة، مما يتيح لنا لمحة نافذة على الأساليب الحياتية والتفاعلات الاجتماعية التي كانت سائدة في تلك الأزمنة البعيدة، تعكس المنحوتات الصخرية الموجودة في هذه المواقع صورًا متنوعة للحيوانات والبشر، إضافةً إلى أشكال تجريدية تمثل جوانب ثقافية وروحية متطورة للسكان الأوائل، حيث كانت هذه الأعمال الفنية وسيلة للتعبير عن رؤاهم الداخلية وتفاعلهم مع محيطهم الطبيعي، ومن خلال هذه المواقع، تتجلّى عظمة العُلا كمركز حضاري قديم، كان بمثابة منصة للإبداع البشري، حيث تفاعل الإنسان مع بيئته الطبيعية وأسهم في تشكيل هويته الثقافية والفكرية. توجيه الأحداث وخلال الألفية الأولى قبل الميلاد، شهدت العُلا نشوء مملكتي دادان ولحيان، اللتين تعتبران من أبرز وأهم الحضارات القديمة في شبه الجزيرة العربية، لقد أظهرت هذه الممالك تطورًا حضريًا بارزًا، تجسد في تخطيط المدن المتقن، والهندسة المعمارية الفائقة، والنقوش المتطورة التي حفرت على الصخور والمعابد، والتي تعد شاهداً على تقدم الفكر والفن في تلك الحقبة، وكانت العُلا، باعتبارها مركزًا استراتيجيًا لهذه الممالك، نقطة محورية للأنشطة التجارية والدينية والسياسية، حيث كانت تشكل حلقة وصل بين مختلف الحضارات في المنطقة، كما أبرزت هذه الفترة التاريخية الأهمية الكبيرة للعُلا في تكوين الهوية الثقافية والتاريخية للعرب القدماء، ودورها البارز في توجيه مجريات الأحداث والتفاعلات في العالم القديم. أشكال الحروف ويطلق على العلا قديماً مسمى ديدان -ديدن- ونُسبت المملكة إلى اسم المكان، فقيل مملكة ديدان، وقد ذكرت هذه الكلمة في التوراة، كما ذكرت في النقوش الآشورية، ويعود الفضل في اكتشاف هذه المملكة وتحديد زمانها -كما تذكر المصادر التاريخية– إلى العالم الألماني جريمي الذي استطاع من خلال دراسته للنقوش التي جمعها كل من أويتنج الألماني وهوبر السويسري من منطقة العلا أن يحدد أشكالاً معينة من الحروف امتازت عن غيرها من الكتابات في المنطقة تردد كلمة ددن ومالك ددن، وقد حدد لقيام دولة ديدان من القرن السادس قبل الميلاد حتى بداية القرن الخامس قبل الميلاد، والنظام السياسي لهذه الدولة ملكي يغلب عليه الطابع الوراثي، ويشارك الملك في اتخاذ القرارات مجلس يسمى «هجبل»، وقد جاء ذكر دادان في عدد من نقوش تيماء الثمودية حيث عثر في جبل غنيم على مجموعة من النقوش تؤرخ لحرب وقعت في دادان، كما أشارت مجموعة من نقوش منطقة «رم» الواقعة جنوب غرب تيماء كتبت من قبل أشخاص من أهل تيماء إلى إقامتهم في دادان على نحو: «فلان بن فلان حلّ في دادان»، وأيضاً فقد جاء ذكر دادان في نص «حران» الذي تحدث عن حملة الملك البابلي نبونيد على شمال غربي الجزيرة العربية، وعلى أنه لا يوجد في النص اسم الملك الداداني، لكن الإشارة فيه تؤكد أن دادان كانت إبان حملة الملك البابلي نبونيد على المنطقة ذات كيان سياسي مستقل وكانت تتمتع بنظام سياسي مركزي في دادان والمناطق المحيطة بها. مسلات حجرية ومن بين أبرز المصادر التي تمدنا بمعلومات تاريخية عن الدادانيين في منطقة العلا ما ذكرته نقوش جنوبي الجزيرة العربية «نقوش المسند»، فقد تحدثت رواية النقوش المعينية عن دادان والدادائيين في عدة مواضع من بينها تلك الوثائق التي كتبت على مسلات حجرية في معبد رصفم في معين «قرنا وقديما»، التي أشارت إلى دادان الأرض والشعب، أما مملكة «لحيان» فتنتسب على الأغلب إلى القبيلة، ويعتقد بعض الباحثين أن «اللحيانيين» من أصول عربية جنوبية هاجروا إلى مناطقهم الجديدة في واحة العلا، وتنقسم مملكة لحيان إلى عدة مراحل أهمها مرحلة الخروج من مملكة المدينة إلى مجال أوسع من المدينة حيث امتد نفوذها إلى شمال وجنوب ووسط الجزيرة العربية من بداية القرن الخامس قبل الميلاد وحتى الثالث قبل الميلاد، وثالث الممالك، مملكة معين والتي سيطرت على معظم طرق التجارة وخصوصاً البهارات واللبان والتوابل والأسلحة، حيث اتسع ملكهم حتى وصل الحجاز والعلا وفدك وتيماء والحجر، أمّا الرابع فدولة الأنباط وهم قبائل عربية وصلت إلى مرحلة من التقدم والرقي وتوسع نفوذهم ليصل إلى مدائن صالح والعلا، شيدوا حضارة لهم في الحجر تمثلت في القبور المحفورة وبالرسوم المختلفة كالأزهار ورؤوس الآديين والثعابين والطيور والأسود، والأشكال الهندسية البديعة بالغة الإتقان على واجهة القبور. نقطة التقاء وبين القرنين السابع والثاني عشر الميلاديين، تألقت العُلا كمركز تجاري حيوي على طرق تجارة البخور الشهيرة التي ربطت حضارات العالم القديم، وسهلت تبادل السلع والأفكار والثقافات بين الشرق والغرب، فقد جعلها موقعها الاستراتيجي نقطة التقاء رئيسة للتجار والمسافرين من مختلف أرجاء المنطقة، مما أسهم في إثراء تراثها الثقافي وتعزيز مكانتها كمركز حضاري متنوع، وكانت العُلا بمثابة بوابة للحضارات القديمة، حيث تلعب دورًا محوريًا في تمويل التجارة ونقل المعارف بين شعوب شبه الجزيرة العربية والعالم الخارجي، وفي القرن العشرين كانت العُلا أيضًا شاهدة على لحظة تاريخية مهمة حين لعبت دورًا محوريًا في مشروع سكة حديد الحجاز، الذي كان يهدف إلى ربط أراضي الإمبراطورية العثمانية، هذا المشروع الطموح كان يهدف إلى تسهيل رحلة الحج إلى المدن الإسلامية المقدسة، ما عزز من أهمية العُلا كمحور مهم في شبكة النقل الإقليمية، وساهم في تعزيز الروابط بين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة وبقية مناطق العالم الإسلامي. تكريم عالمي ومع بداية القرن الحادي والعشرين، شهدت العُلا مرحلة تحول كبيرة بعد أن تم إدراج موقع الحِجر «مدائن صالح» في قائمة التراث العالمي لليونسكو كأول موقع من هذا النوع في المملكة، هذا الاعتماد الدولي كان بمثابة تكريم عالمي للأهمية الثقافية والتاريخية الفائقة للعُلا، ومنذ ذلك الحين، انطلقت العديد من المبادرات الرامية إلى الحفاظ على تراث المنطقة الغني، مع التركيز على التنوع البيئي والتنمية السياحية المستدامة، فقد أصبحت العُلا اليوم نموذجًا يحتذى به في كيفية التوازن بين الحفاظ على الإرث الحضاري وإظهار جماله للعالم من خلال سياحة مسؤولة تُسهم في تعزيز الوعي الثقافي العالمي. مبادرة رائدة ويعد مخطط «رحلة عبر الزمن» مبادرة رائدة تهدف إلى تعزيز التوازن بين الإنسان والطبيعة، والحفاظ على التراث الثقافي لمحافظة العلا، في الوقت ذاته تسهم فيه في تحفيز النمو الاقتصادي المستدام، ويشمل هذا المخطط خمس مناطق فريدة تمثل تجسيدًا حيًّا للهوية المعمارية المستوحاة من حضارات العلا القديمة، كل منطقة مصممة بعناية لعرض جوانب متنوعة من التراث الطبيعي والثقافي للعلا، ما بين مناطق سكنية وتجارب للزوار تُبرز التفرد والخصوصية التي تميز كل منطقة الأولى البلدة القديمة، وتتميز بمتاحف الفن المعاصر متغيرة النموذج لدعم القطاع الثقافي عبر طاقتها الفنية، الثانية دادان التي تجسد نمط الحياة البشرية السابق الذي يرتكز عليه إرث العلا وتراثها، الثالثة جبل عكمة ويعد مكتبة تاريخية طبيعية وأثرية تكشف عن آثار وكتابات حضارات العلا، الرابعة المنطقة النبطية وهي تكوينات صخرية فريدة في منظر طبيعي شاسع في الطريق إلى الحجر، وأخيراً الحجر التاريخية وهي عاصمة الحضارة النبطية الجنوبية وأول موقع للتراث العالمي لليونسكو في المملكة يستكشف فيه الزوار الآثار الهائلة للحضارة النبطية القديمة. منتجعات طبيعية وعلى مدى الأعوام الماضية شهدت العلا حراكاً في جميع القطاعات المجتمع والفنون والثقافة والتراث وعلم الآثار والطبيعة والحياة البرية والزراعة والسياحة والضيافة والبنية التحتية، ومن معالم هذا الحراك توسعة مطار العلا وزيادة طاقته الاستيعابية لأكثر من 400 ألف مسافر، وانطلاق برنامج الابتعاث للطلاب للحصول على تعليم عالمي المستوى، وإحياء البلدة القديمة لخلق وجهة نابضة بالحياة، وتأسيس صندق النمر العربي لحمايته من الانقراض وزيادة أعداده في مناطق انتشاره الطبيعية، وإنشاء المنتجعات الطبيعية كمنتجع عشار، والمراكز الثقافية ومنها «مرايا» الذي يعد تحفة معمارية تعكس المناظر الساحرة لمنحدرات الحجر الرملي، وإطلاق المهرجانات كشتاء طنطورة بنسخه المتعددة، ودعم الزراعة المحلية والحرف التقليدية لإبراز منتوجات المحافظة، والكثير من المشروعات التي تسابق الزمن نحو تحقيق الرؤية الملهمة بمستهدفاتها المتعددة والتي ستحدث مع اكتمالها نقلة غير مسبوقة لعاصمة التاريخ والآثار في مجالات السياحة، الثقافة، والتنمية المستدامة، مما يجعلها وجهة عالمية تتمتع بمزيج فريد من التاريخ العريق والابتكار المعاصر. تقدم وتطوّر وستسهم المشروعات في تحويلها إلى مركز ثقافي وحضاري عالمي، يجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم لاكتشاف تراثها الغني، ومناظرها الطبيعية الخلابة، وآثارها القديمة التي تحمل في طياتها قصصًا من العصور الماضية، كما ستخلق المشروعات فرصًا اقتصادية جديدة، من خلال تحفيز الاستثمار في البنية التحتية، السياحة، والابتكار التكنولوجي، مما يساهم في رفع مستوى حياة السكان المحليين وخلق فرص عمل مستدامة، وستعزز هذه المشروعات من مكانة العلا كمنصة للبحوث العلمية والتجارب الثقافية، مما يسهم في بناء مستقبل مستدام ومتوازن يجمع بين الحفاظ على التراث وتقدم المجتمع، إلى جانب ذلك، ستمثل المشروعات في العلا نموذجًا عالميًا للمدن التي تحترم بيئتها وتاريخها، وتحقق التنمية في تناغم مع الطبيعة، وهو ما يعكس رؤية 2030 في السعي نحو تحقيق التقدم والتطور مع الحفاظ على الهوية الثقافية والبيئية للمملكة. العلاقة بين الإنسان والإبل والطبيعة فرق حماية التراث سائح تستوقفه الآثار ضيافة الطهاة العالميين مياه الأمطار تحولت إلى شلالات امرأة من عصر الأنباط سائحة تقرأ عن المكان حفلات شتاء طنطورة إعادة تأهيل البلدة القديمة ممر القوافل قديماً رحلات المناطيد موطن أصلي للنمر العربي من أمام جبل الفيل جلسة على سطح أحد بيوت الطين