تُعبّر كل المجتمعات عن وعيها وثقافتها وتواصلها الحضاري، من خلال جوانب مختلفة ومتعددة سعيا منها للوصول إلى إنتاج لغة إنسانية مشتركة بين الناس. ويعبر مشروع الرياض آرت بطريقته الخاصة، ويتوافق ذلك العطاء مع حالة الشعور الذوقي والحس الفني عند الجماهير، وهذا التوجه الممتد بشكله الأفقي لمشروع الرياض لا يتيح للإنسان المشاركة بصريا فحسب، بل يحفل به وبكل مشاركاته ويحترم وجوده وحقوقه ويتجاوز إلى تفاعله التام مع كل شرائح المجتمع على اختلاف مستوياتهم الثقافية وتبايناتهم الاجتماعية من خلال ما يمتلك كل فرد من قدرات معرفية فنية وحالة إلهام وملكات يتفرد بها عن غيره للمشاركة ضمن نطاق واسع ومتعدد. ودون أدنى شك تعد هذه خطوة غير مسبوقة في عواصم عالمية اليوم تتفرد الرياض بهذا المشرع الثقافي والفني ليعيش الناس ضمن منظومة هذا المشروع، الرياض اليوم تحتظن كل ساكنيها وتمد أذرعها للمشاركة بالمشروع الذي يعد أحد أكبر وأهم مشاريع فن الأماكن العامة وأنسنتها على مستوى العالم، لتتحول العاصمة الرياض إلى معرض فني مفتوح يمزج بين بعدي الزمن الماضي والحاضر وبكل قيم الأصالة والمعاصرة، من هنا من على تخوم جبال طويق ومن على ضفاف الكثبان الرملية ستنطلق آفاقا جديدة للحركة الإبداعية المحلية والعالمية في مدينة الرياض ليلتقي كل المجتمع والعالم بتنوع خلاق على قاعدة المهارة والفن والإبداع والمعرفة، وإذا لم تمتلك أي مهارة أو معرفة فنية فإن الرياض تتشرف بأن تقضي فيها أجمل الأوقات كضيف عزيز على المشروع وفي حضرت جوهرة الصحراء الرياض الحالمة، التي أتاحت هذه الفرصة للجميع، بعد أن تشكل المشروع في رحم الرؤية 2030 وولد كبيرا عملاقا ليكون مشرعها (الرياض آرت) الذي بدوره الريادي سيوفر العديد من الخيارات التي تناسب الجميع وتلهمهم لتخاطب مصادر إبداعهم، وذلك من خلال عشرة برامج ستقام في كل أرجاء المدينة الأمر الذي ستتحول معه مدينة الرياض إلى مدينة ثقافية عالمية بامتياز لتعكس تطلعاتها الثقافية والفنية وتعزز حضورها من بين أبرز العواصم العالمية في العالم وستكون حاضنة للإبداع والفنون ووجهة عالمية فريدة تنفرد عن غيرها بهذه الأعمال إلى جانب وجود بيئات متباينة على طول المدينة وعرضها وعلى امتداد مبانيها وميادينها وشوارعها لتستمتع بالجمال والفن والروعة والإبداع خارج نطاق جدران المتاحف من خلال الأعمال الفنية التي تعرض في الميادين والساحات والحدائق وغيرها بصورة دائمة الأمر الذي ستتحول المدينة إلى حالة احتفالية مستمرة ومشاهد بصرية باذخة يكون مصادرها الجماهير من سكان الرياض وزائريها. وعليه فإن زائر المدينة العصرية الرياض والمقيمين بها سوف يعيشون حالة رفاه بامتداد نحو لحظات احتفالية مستمرة أثناء التجوال في المدينة، مع فارق واضح بين فترة النهار وأوقات الليل، وبكيفية مختلفة نظرا لما ستزخر به المدينة من برامج بتقنيات عالمية ومن أبرز الفنانين، وكذا بأحدث التقنيات من الإضاءة والخط والنحت وغيرها لترسم أعمالاً فنية موحية وبطريقة مبتكرة تعزز التفاعل بين كل سكان وزائري الرياض لتعكس مدى الأهداف العليا لتحقيق السعادة للإنسان وحقيقة مخرجات برامج رؤيتنا المباركة. الرياض منصّة للتبادل الفنّي والثقافي تحويل العاصمة إلى معرض فني مفتوح