حي عليشة يُعد من الأحياء العريقة التي تحمل تاريخاً غنياً وتحولات عمرانية تعكس تطور مدينة الرياض عبر العقود. بدأ الحي بالتطور منذ حوالي 70 عاماً وكان من أوائل الأحياء المخططة في الرياض في عهد الأمير فهد الفيصل الفرحان -رحمه الله-، الذي أدخل أنماطاً معمارية حديثة آنذاك، يقال إن اسم الحي يرجع إلى «عليش بن راشد»، صاحب بستان النخيل في المنطقة، لاحقاً، انتقلت ملكية البستان إلى الأمير محمد بن عبدالعزيز آل سعود، مما عزز بقاء الاسم «عليشة». وقد سكن الحي عدد من الأسر الكريمة، وبرز منه رجال أعمال ووجهاء وإعلاميون ومثقفون، مما أكسبه تأثيراً ثقافياً واجتماعياً، يقع الحي غرب الرياض بالقرب من أحياء مثل البديعة والشميسي والفاخرية، وله موقع استراتيجي وقريب من طريق الملك فهد، ًيحتضن الحي معالم رئيسة مثل مدينة الملك سعود الطبية (مستشفى الشميسي)، ومبنى الهاتف، وجمعية البر، وصالة العروسة للأفراح من أقدم الصالات في الرياض، التي كانت وما زالت معلماً للاحتفالات، وخزانات المياه، كما يضم فرع بندة عليشة، ثاني فروع الشركة في الرياض بعد فرع شارع الثلاثين، مما يعكس أهمية الحي التجارية، ومن أبرز معالم الحي منزل الأمير محمد بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- الذي تحول لاحقاً إلى كلية الزراعة ثم أصبح حالياً مقر جامعة الملك سعود القسم النسائي، بالإضافة إلى مسجد جامع عليشة المعروف بجمال عمارته وتصميمه الفريد الذي يجذب المصلين والزوار وكذلك جامع الأمير محمد بن عبدالعزيز حيث كان ولازال جامعاً بتصميم معماري جميل رغم قدمه، تميز حي عليشة منذ نشأته بشوارع فسيحة وأرصفة منظمة وحدائق خضراء، وكان يضم ميدان عليشة، مركزاً للأنشطة الرياضية والاجتماعية، مما جعله مكاناً للترابط بين سكانه. مع مرور الزمن، أُضيفت للحي مرافق عصرية مثل مراكز التسوق وحديقة عليشة. كما يضم الحي مدارس عريقة مثل مدرسة طارق بن زياد ومتوسطة عمر بن الخطاب، ورغم التحولات الكبيرة التي مر بها حي عليشة، لا يزال يحتفظ بجزء من طابعه التقليدي الأنيق، مما يجعله جزءاً لا يتجزأ من ذاكرة مدينة الرياض وواحداً من الأحياء التي تعكس التناغم بين الأصالة والتطور.