فيد التاريخية تقع في جنوب شرقي حائل، وتبعد عنها مسافة 120 كلم، حيث إن هذه المدينة عريقة جداً، أثبتت الأبحاث الحديثة أن الاستيطان البشري في فيد وما حولها يعود إلى فترة موغلة في القدم؛ حيث عُثر على دلائل أثرية تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، ومن أهمها اكتشاف أدوات حجرية تعود إلى العصر الحجري القديم، أي حوالي قبل ربع مليون سنة مضت، كما ينتشر حول حصن فيد الأثري عدد من المنشآت الحجرية التي تعود إلى العصر الحجري الحديث والعصر البرونزي وتمثل أساسات لمبانٍ ودوائر حجرية، مما يدل على وجود بشري في هذه المنطقة قبل العصر الإسلامي بآلاف السنين. يعود سبب تسمية فيد بهذا الاسم؛ لأن من حولها كانوا يستفيدون منها؛ لما تتمتع به من جميع مقومات الحياة في ذلك الحين من توافر المياه، والآبار، والمراعي، والمأكل والمشرب، وجدير بالذكر أن هذه المدينة تقع في منتصف المسافة بين الكوفة ومكة. من أبرز معالمها حمى فيد؛ حيث كانت الحمى في الجاهلية تُعرف بأنها الرعوية التي يتوافر فيها الكلأ، وتُحمى من الناس أن يرعوا فيها أنعامهم، وقد عرفت فيد وما حولها بأنها منطقة حمى منذ ما قبل الإسلام، ويغطي مساحة واسعة منها المساحات الخضراء الشاسعة. عند ذكر هذه المدينة لا بد من الحديث عن درب زبيدة فهو طريق الحج العراقي، ويُسمى أيضًا "طريق الحج الكوفي"، الذي يربط الكوفة بمكة المكرمة وهو من أشهر طرق الحج على مر العصور الإسلامية، وأيضاً كانت له أهمية في عصور ما قبل الإسلام؛ حيث كان طريقاً تجاريًا، وحلقة وصل ما بين تجار بلاد الرافدين والتجار العرب في الجزيرة العربية. حظيت فيد بالاهتمام من الرحالين والجغرافيين الأجانب في العصور المتأخرة، حيث وصفوها وتحدثوا عن مرافقها وآثارها في مذكراتهم وكتبهم، وفي مقدمتهم الرحالة الفنلندي جورج أوغست فالين، والرحالة الفرنسي تشارلز هوبر مع زميله الرحالة الألماني يوليوس أوتينج، والرحالة التشيكي ألويس موسيل الذي زار حائل عام (1915م)، وغيرهم الذين أُعجبوا بأهم آثارها التاريخية مثل: جبل الحويض، قصر المخروقة، جبل ياطب، جبل جانين، المليحية، والشعلانية. ختاماً، إذا كنت تخطط لزيارة مدينة فيد، من الجيد أن تعرف أنها تحتوي على العديد من المعالم الأثرية الأخرى مثل: البرك والآبار والقنوات المائية التي تضاف إلى تجربة السياحة الأثرية في المنطقة.