رؤية 2030 الطموحة التي رسم ملامحها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان- حفظه الله- آتت كلها، فنحن نعيش في ظل هذه الرؤية رغداً من العيش وجودة الحياة؛ على سبيل المثال كتب الله لي، ومن رافقني من الأحفاد بزيارة للمدينة المنورة في 8 جمادى الآخرة 1446ه في رحلة بقطار جدة - المدينة، كادت تفوتني الرحلة وأنا أنظر بكل فخر واعتزاز لهذا الصرح الشامخ، المباني، والتقنية، ومساحة هذا الصرح الذي تقف عليه القطارات الحديثة، والاستقبال من شبابنا وشاباتنا الذين يديرون هذا الصرح الشامخ. كانت رحلة ممتعة يقدمون من خلالها شبابنا وشاباتنا الخدمات طوال الرحلة، ودرجة أولى لها طابع خاص، لم نشعر بالمسافة، كنا مشغولين بالحديث عن هذا المشروع الضخم، وعن كيف كانت المعاناة في الماضي لزيارة المدينةالمنورة من جدة عن طريق السيارات في طريق يفتقد الكثير من الخدمات، ممل في مسافة أكثر من أربعمائة كيلومتر تستغرق ما لا يقل عن ست ساعات، ولو تعطلت السيارة لا تجد أي ورشة إصلاح، أو تريد التزود بالوقود من محطات غير مؤهلة، ولا توجد بها الاحتياجات، وإذا كنت من عشاق السفر ليلاً وغالبك النعاس لا تجد استراحة نظيفة. اليوم، إذا كان السفر بالسيارة فستجد على مدار أربع وعشرين ساعة خدمات وأمناً وأماناً وطريقاً سريعاً؛ فكل الإمكانيات متوفرة على طول مسافة الطريق إلى المدينةالمنورة. يعتبر مشروع مترو الحرمين من المشاريع الضخمة الذي يجعل مشروع القطار السريع الحرمين الأضخم من نوعه في الشرق الأوسط قاطبة، ويُعد قطار الحرمين من أضخم مشروعات النقل العام في منطقة الشرق الأوسط برمّتها، إذ يتألف بالأساس من خط حديدي كهربائي مزدوج يصل بين مكّة المكرمةوالمدينةالمنورة. تعد محطة قطار الحرمين بالمدينةالمنورة بوابة جديدة لخدمة ضيوف الرحمن، يهدف هذا المشروع، الذي تم تشغيله وفقاً لأحدث الأنظمة العالمية، إلى ربط المدينتين المقدستين، مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، بمدينة.. إنه العصر الذهبي في عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو سيدي ولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء -يحفظهما الله-؛ وسوف يسجل لهم التاريخ ذلك بمداد من ذهب.