الحمد لله على ما أنعم به على هذا الوطن العظيم من نعم لا تُحصى ولا تُعد، وما تحقق فيه من إنجازات شاهدة على فضل الله ثم على حكمة وحنكة القيادة الرشيدة التي تخطط، وتعمل، وتسهر من أجل خدمة بلد الحرمين الشريفين، وخدمة المواطن، والأمة العربية والإسلامية جمعاء. إنها مملكة الإنسانية التي لم تألُ جهدًا في قيادة شعبها نحو قمة المجد والتطور والتقدم، لتثبت يومًا بعد يوم أنها أهلٌ لتحقيق الإنجازات الكبرى وريادة العالم، في كل المجالات وعلى كافة الأصعدة. ويأتي تحقيق المملكة لفوزها التاريخي باستضافة كأس العالم FIFA 2034 شاهدًا عالميًا جديدًا على مكانتها الرفيعة وقدرتها الفائقة على الإنجاز. إن هذا النجاح ما هو إلا دليل قاطع على ثقة دول العالم في المملكة العربية السعودية وبنيتها التحتية المتطورة، والتي تؤهلها لاستقبال المنتخبات الرياضية والجماهير من شتى بقاع الأرض. ويُعد هذا الحدث الأكبر من نوعه بمشاركة 48 منتخبًا عالميًا، حيث ستتوزع المباريات في مختلف مناطق المملكة، وهو ما يعكس التطور الكبير الذي وصلت إليه البنية التحتية الرياضية. ولا تقتصر الاستعدادات على الجانب الرياضي فحسب، بل شملت تطويرًا نوعيًا في قطاع الضيافة من خلال تجهيز آلاف الغرف الفندقية بمختلف المستويات، وتسهيل حركة التنقل عبر مشاريع كبرى تشمل قطار الحرمين السريع، وقطار الشمال، ومترو الرياض، وحافلات النقل السريع، فضلًا عن توسيع المطارات الإقليمية والدولية لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الزوار والمشجعين. كما ستُقام فعاليات ثقافية وترفيهية في المدن المستضيفة، تقدم تجربة استثنائية تعكس كرم الضيافة السعودية. وبالإضافة إلى البنية التحتية والاقتصادية، سيترك هذا الحدث العالمي أثرًا إيجابيًا على المجتمع السعودي، حيث يعزز التفاعل الاجتماعي والثقافي مع الشعوب القادمة من مختلف الأعراق والخلفيات. وستكون هذه فرصة ذهبية لتعريف العالم بما تملكه المملكة من كنوز ثقافية وتراثية وحضارية، ولإبراز القيم والأخلاق الكريمة التي استمدها هذا الشعب العظيم من دينه الحنيف وعاداته العريقة في الترحاب بالضيف وإكرامه. كما يُتوقع أن تُحقق استضافة كأس العالم 2034 نقلة نوعية في الاقتصاد الوطني، من خلال تعزيز القطاعات الحيوية، مثل السياحة والنقل والخدمات اللوجستية، مما سيوفر فرص عمل واعدة للشباب السعودي ويفتح آفاقًا واسعة للاستثمار داخل المملكة وخارجها. وبالتزامن مع ذلك، سيسهم هذا الإنجاز في دعم اقتصاد المعرفة وتطوير البحث العلمي والابتكار، بما يتوافق مع أهداف رؤية المملكة 2030. إن استضافة هذا الحدث العالمي ليست مجرد نجاح رياضي، بل هي شهادة عالمية جديدة على ما حققته المملكة من تطور وقدرة على تحقيق المستحيل، واحتضان العالم بأسره بكل حب وكرم الضيافة. حفظ الله هذا الوطن وقيادته الرشيدة، وجعل أفراحه وإنجازاته دائمة، ومبارك للمملكة وشعبها هذا المجد التاريخي الذي يُضيء طريق المستقبل ويُرسي أسس الغد المشرق.