ترسيخ مكانة المملكة كقوة مؤثرة في دعم التنمية والابتكار تُعد المعارض والمؤتمرات العالمية منصات رئيسة للتعاون الدولي، وتعزيز الابتكار، وبناء الشراكات، وتوفر فرصًا استثنائية للدول وقطاعاتها المختلفة العامة والخاصة للاستفادة منها في تحقيق أهداف استراتيجية، مثل: تعزيز التعاون الدولي، ودعم الابتكار، وبناء الشراكات، ويمكن الاستفادة منها في تعزيز التعاون الدولي من خلال مناقشة القضايا العالمية، وتقديم هذه المعارض والمؤتمرات كمنصات لمناقشة التحديات مثل: التغير المناخي، والأمن الغذائي، والطاقة، وتحقيق توافق دولي على سياسات واستراتيجيات تعزز التعاون في القضايا المشتركة، إضافةً إلى تقريب وجهات النظر ببناء جسور التواصل بين الدول، وتخفيف التوترات السياسية من خلال اللقاءات الثنائية والجماعية، وتوحيد الجهود الدولية لمعالجة الأزمات مثل: الجوائح، والحروب، والهجرة، ويمكن من خلالها توقيع الاتفاقيات الدولية، وتمثل هذه الفعاليات فرصة لتوقيع اتفاقيات تعاون اقتصادي، سياسي، وثقافي بين الدول المشاركة، وتعزيز الابتكار، إلى جانب عرض أحدث الابتكارات والتقنيات بحيث تتيح المعارض للشركات والدول عرض أحدث الابتكارات في التكنولوجيا، والصناعة، والزراعة، ما يعزز التنافسية، فعلى سبيل المثال، معارض مثل CES وإكسبو العالمي تُبرز أحدث التقنيات المستقبلية، وتبادل الأفكار والمعرفة من خلال جلسات النقاش وورش العمل التي تسهم في تبادل المعرفة بين الخبراء والمتخصصين، والتعرف على أحدث الأبحاث والدراسات العلمية من مختلف أنحاء العالم، وتحفيز البحث والتطوير بتشجيع الشركات والمؤسسات على الاستثمار في الابتكار لتلبية التوقعات المستقبلية التي تظهر خلال المعارض، إلى جانب بناء الشراكات بإيجاد فرص استثمارية جديدة، حيث توفر المعارض منصة لربط المستثمرين مع الشركات الناشئة والمبتكرة. استثمار وسياحة وأدركت المملكة أهمية المعارض والمؤتمرات العالمية في التسويق لها كجزء من استراتيجيتها لتعزيز مكانتها الاقتصادية والثقافية على المستوى الدولي، ويتجلى هذا الإدراك في عدة جوانب منها رؤية 2030، حيث وضعت المملكة ضمن أهدافها تعزيز مكانتها كوجهة عالمية للاستثمار والسياحة، ومن ضمن الأدوات لتحقيق هذا الهدف المشاركة في المعارض الدولية واستضافة المؤتمرات الكبرى للتعريف بفرصها الاقتصادية ومشاريعها التنموية، واستغلت المملكة مكانتها الاستراتيجية في المنصات العالمية التي تعتبر المعارض والمؤتمرات منصة مثالية للتواصل مع الشركات والمؤسسات الدولية بترويج ما لديها من فرص استثمارية، وتسليط الضوء على التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها، كما عملت على ترويج المخزون الثقافي والحضاري من خلال الفعاليات لعرض تراثها الثقافي والفني مما يساهم في تعزيز صورتها الإيجابية عالميًا، وهذا يظهر جليًا في مشاركتها بمعارض دولية مثل إكسبو 2020 دبي وتنظيم فعاليات ثقافية كبرى. تعزيز العلاقات وسعت المملكة لاستضافة فعاليات كبرى مثل مجموعة العشرين G20، ومعارض مثل معرض الرياض الدولي للكتاب ومؤتمر ليب للتقنية، وهذا يسهم في إبراز دورها كلاعب عالمي، وقد أدركت أهمية أن تعمل المعارض والمؤتمرات على تعزيز العلاقات بين القطاعين العام والخاص، حيث يشارك القطاعان في مثل تلك المعارض والمؤتمرات لتطوير مشاريع مشتركة، كذلك تعزيز التعاون بين الحكومات العالمية والشركات في مجالات حيوية مثل التكنولوجيا، والطاقة، وإنشاء شبكات مهنية، وهي فرصة للقاء القيادات وصناع القرار والشركات الكبرى، مما يساعد على بناء علاقات عالمية طويلة الأمد، كما أن المعارض تُستخدم لتأسيس علاقات استراتيجية بين الشركات العالمية، ودعم التنمية المستدامة باستخدام تلك المعارض والمؤتمرات كمنصة للترويج لمشاريع التنمية المستدامة وتشجيع الاستثمار فيها، وتبادل الخبرات حول السياسات البيئية والطاقة المتجددة، كما يحدث في قمم المناخ COP. مشاركة فعّالة وتروّج المعارض لجذب الاستثمار الأجنبي من خلال تقديم الدول لفرص استثمارية فريدة وتسويق مشاريعها الكبرى، مثل إكسبو 2030 الذي سيساعد المملكة على الترويج لنفسها كمركز عالمي للتجارة والابتكار، وتعزيز القوة الناعمة باستخدام هذه المنصات لتعزيز الثقافة المحلية والتأثير الإيجابي على الساحة الدولية، وتنمية القطاعات المحلية بتحفيز الاقتصاد المحلي، وكذلك استضافة المؤتمرات والمعارض بما يعزز الطلب على السياحة، والنقل، والخدمات، وتسليط الضوء على المنتجات والصناعات المحلية لتعزيز الصادرات، إضافةً إلى تطوير الكفاءات الوطنية بتدريب الكوادر المحلية من خلال المشاركة في الفعاليات العالمية، والمعارض والمؤتمرات العالمية -والتي ليست مجرد فعاليات عرضية بل هي منصات استراتيجية- تستخدمها الدول والشركات لتعزيز مكانتها، وتحقيق أهدافها التنموية، وتعزيز الابتكار والشراكات، ولتحقيق أقصى استفادة، من خلال التخطيط الجيد والمشاركة الفعالة والتواصل المستمر مع المشاركين. تنشيط الاقتصاد والمعارض والمؤتمرات العالمية ليست مجرد أحداث، بل هي محطات أساسية تؤثر على تشكيل السياسات، وتنشيط الاقتصاد، وتعزيز التعاون الدولي، ودور الدول المستضيفة يتجاوز تنظيم الحدث ليصبح محركًا لتغييرات عالمية مستدامة، ولنأخذ فوز الرياض باستضافة إكسبو 2030 مثالاً لذلك، فلقد حققت المملكة إنجازاً عالمياً بفوزها باستضافة المعرض بعد تنافس مع بوسان -كوريا الجنوبية- وروما -إيطاليا-، وحصلت المملكة على دعم دولي كبير، حيث نالت 119 صوتاً من أصل 173 في تصويت المكتب الدولي للمعارض، ويعكس هذا الفوز التزام المملكة العربية السعودية برؤية مستقبلية مستدامة وجاذبية ملفها الذي ركز على الابتكار والتعاون الدولي والتنمية المستدامة، وإكسبو الرياض 2030 ليس مجرد حدث عالمي، بل خطوة كبيرة نحو ترسيخ مكانة المملكة كقوة محورية في تعزيز التنمية المستدامة والابتكار العالمي، ويعكس هذا المعرض طموحات المملكة لخلق مستقبل أكثر إشراقاً للجميع، وسيُقام إكسبو 2030 في شمال الرياض على مساحة تزيد على ستة ملايين متر مربع، وسيرتكز على عدة محاور رئيسة منها؛ استعراض تقنيات مبتكرة لتحسين جودة الحياة، والعمل المناخي، حيث سيقدم حلولاً مستدامة للتحديات البيئية، والازدهار للجميع، بتعزيز الشمولية من خلال توفير فرص اقتصادية واجتماعية متكافئة، وكذلك الاستدامة والتكنولوجيا، وسيكون إكسبو الرياض الأكثر استدامة على الإطلاق، حيث يعتمد على الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية ويعمل على تقليل الانبعاثات، وتسعى المملكة من خلال هذا المشروع إلى إبراز ريادتها في التحول الأخضر كجزء من رؤية 2030، وشعار المعرض سيتخذ نخلة متفرعة، يرمز إلى القوة والمرونة، ويعبر عن تنوع المملكة وتاريخها العريق، ويعكس التصميم روح المعرض من خلال دمج موضوعاته؛ الطبيعة، العمارة، الفنون، التقنية، العلوم، والتراث، وقد خصصت المملكة ميزانية قدرها 7.8 مليارات دولار لتنظيم المعرض، مع توقع مشاركة 246 جهة دولية تشمل دولاً ومنظمات عالمية، ويشير هذا إلى دعم عالمي واسع النطاق يضع الرياض في قلب الفعاليات الدولية المقبلة. توحيد جهود وتُعد المؤتمرات التي تُقام في المملكة من أهم الأدوات التي تستخدمها لتعزيز مكانتها الدولية والمساهمة في صياغة القرارات العالمية، وفيما يلي أبرز مخرجاتها وكيف ساهمت في صياغة القرار العالمي، فمن أهم المؤتمرات ومخرجاتها، مبادرة مستقبل الاستثمار، وتعزيز الاستثمارات المستدامة والتكنولوجيا والابتكار، وشهدت توقيع العديد من الاتفاقيات الدولية والشراكات الاقتصادية، كذلك ساهمت في صياغة سياسات الاستثمار الدولية وتعزيز مفهوم الاستدامة في الاقتصادات الكبرى، ومن أهم المؤتمرات قمة مجموعة العشرين -G20-، ومن مخرجاتها إعلان سياسات دولية لمواجهة الأزمات الاقتصادية العالمية، مثل أزمة جائحة كورونا، وتعزيز التعاون في ملفات التغير المناخي والتجارة الدولية، وعن الإسهام العالمي فقد لعبت المملكة دورًا محوريًا في توحيد الجهود الدولية خلال الأزمات وإطلاق مبادرات مثل مبادرة الاقتصاد الدائري للكربون، وتبنّتها المملكة وأبرزتها في أهم المحافل العالمية، وفي مقدمتها قمة قادة مجموعة العشرين 2020م في العاصمة الرياض، تأكيداً لدور المملكة الفاعل في مبادرات إدارة الانبعاثات والتحول إلى الطاقة النظيفة، ومبادرة السعودية الخضراء، وقمة الشرق الأوسط الأخضر، ومن أهم المخرجات إطلاق مشاريع لخفض الانبعاثات الكربونية وزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة، ودعوات للحفاظ على البيئة والتعاون المناخي، وأسهمت عالمياً بدفع هذه المؤتمرات بقضايا المناخ إلى واجهة الحوار الدولي ووضعت معايير جديدة للتعاون الإقليمي والدولي، وكذلك القمة العربية والإسلامية، ومن مخرجاتها تعزيز الوحدة والتعاون بين الدول العربية والإسلامية في ملفات الأمن والتنمية، وأسهمت عالمياً في تقديم موقف موحد تجاه القضايا العالمية مثل مكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان. استدامة وابتكار ومن أبرز المؤتمرات الثقافية التي عقدت بالمملكة مؤتمر اللغة العربية، ومن أهم مخرجاته تعزيز الهوية الثقافية العربية ونشر اللغة العربية عالميًا، وأسهم في تسهيل الحوار الثقافي بين الشعوب وتقوية الروابط الحضارية، وساهمت مخرجات تلك المؤتمرات من قريب أو بعيد في صياغة القرار العالمي، من خلال تعزيز الحوار الدولي، وأصبحت تلك المؤتمرات السعودية منصة لمناقشة القضايا العالمية وإيجاد حلول تعاونية، وجزءًا من أجندة العمل الدولي، وتوحيد الجهود الإقليمية والدولية، ولعبت المملكة دور الوسيط لتوحيد الجهود في تعزيز الاستدامة والابتكار عبر الاستثمار في الطاقة المتجددة والتكنولوجيا، وساهمت المملكة أيضاً في تشكيل أجندة التنمية المستدامة عالميًا، وعززت الدور الاقتصادي العالمي من خلال تلك المؤتمرات كما عززت الاستثمارات وجذبت اهتمام الدول الكبرى، ما ساهم في صياغة سياسات اقتصادية عالمية، وبذلك تُظهر المملكة قدرتها على أن تكون لاعبًا دوليًا رئيسيًا من خلال مؤتمراتها، حيث تضع استراتيجيات عالمية لمواجهة تحديات العصر وتعزيز التعاون الدولي. تعزيز مكانة المملكة كوجهة عالمية للاستثمار تعاون وتبادل خبرات ومناقشة التحديات تحفيز البحث والتطوير والابتكار