يبدو أن منصب إدارة الكرة في المنتخب الوطني السعودي من أسخن المناصب الرياضية، ومن أصعب الكراسي على الأشخاص الجالسين عليه، في البدايات يأتون بزفة القدوم بعد النجاحات التي قدموها في أنديتهم، ولكن بالمقابل يخرجون بخذلان وخيبة أمل. حسين الصادق كان آخر الضحايا في هذا المنصب الصعب بعدما تقدم باستقالته بعد تعرضه لضغوطات إعلامية واسعة، وهم من كانوا يتغنون بمظلته الإدارية بنادي الاتحاد والخليج بشهادة من عملوا معه. والأمر الذي قصم فيه ظهر الصادق بنفسه حينما خرج في برنامج أكشن يا دوري، وتحدث بإيجابية عن المدرب السابق لمنتخبنا مانشيني وقال عنه: «أنا أراه هو رجل المرحلة القادمة؛ ورجل المرحلة فشل فشلاً ذريعاً»! ما جعل العلاقة بينه وبين الإعلام متوترة حتى أجبرته أن يُقدِم على الترجل من منصبه لمن يأتي بعده. ذاق حسين الصادق ما ذاقه مَن قبله أتحدث عن فهد المصيبيح الذي كان يشار له بالبنان بالعمل الإداري الذي يتميز بالحزم والانضباط مع نادي الهلال، ولكن هذه طبيعة الإعلام أن يعلق المشانق على من هو قريب من منصب إدارة الكرة، ودور مدير الكرة يُقاد على حسب الأوضاع المتاحة التي يرسم خططها صاحب القرار في إدارة اتحاد القدم المفقود منذ سنوات طويلة، والأوضاع في المنتخب تسير على حسب الاجتهادات الشخصية إذا أصابت تغنينا بالنجاح، وإذا فشلنا ألقينا جام غضبنا على الكل! الآن عُين صالح الداود خلفاً لحسين الصادق فهو من الكفاءات الإدارية المشهود لها، والجميع صفق له في الزفة الأولى من تقلده للمنصب، ولكن نخشى لو وضعناه بنفس المعمعة التي وضع فيه غيره من المؤكد سوف يفشل ولن ينجح لأنه ليس لوحده مصدر النجاح، وليس لوحده سبب الإخفاق والفشل. ولا بد أن نعرف حاجة مهمة جداً أنه يوجد اختلاف كبير بين إدارة الأندية وإدارة المنتخب؛ ويبدو لي أن إدارة النادي صعبة ولكن إدارة المنتخب أصعب وبمراحل، ففي الأندية قد تواجه الانتقاد من جماهيرك وإعلام ناديك فقط، وعلى النقيض في المنتخب فإنك في حالة الفشل تواجه الانتقادات اللاذعة من كافة الإعلام بكافة أنواعه وميوله ومشاربه وأطيافه. ختاماً: نتتبع التسلسل العددي في الإدارات بينما الفكر لدينا ثابت ولم يتغير، المنتخب بحاجة لرسم خطة تبدأ من الصفر حتى نصل إلى مراحل التطور التدريجية، غير ذلك سنكرر الفشل ونعيده ونظل مكانك سر. حسين البراهيم - الدمام