"استثمروا بالمملكة، إنها حجر أساس المنطقة بأكملها" لم تكن نصيحة الرئيس الفرنسي لرجال الأعمال والمستثمرين الفرنسيين مجرد كلمات عابرة ترتكز على المجاملات السياسية، بل ترتكز على منجزات المملكة راسخة بدأت بالتخطيط الصحيح، وتحققت أنموذجاً صادقاً مرتكزاً على لغة الأرقام لا الأقوال، فالمتأمل في التطور السعودي يجد أن المملكة خططت لسنوات عديدة لما تصل له اليوم، وبخاصة أن القيادة الرشيدة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين بدأت التخطيط منذ سنوات، فحالياً يجد الشعب السعودي قطار الرياض منجزاً حقيقياً على أرض الواقع، بيد أن القصة بدأت قبل 16 عاماً، تحديداً عام 2009، وبطلها ملكٌ ثاقب يملك العزيمة والطموح للمستقبل، إنه سلمان بن عبدالعزيز آل سعود "حفظه الله". استثمارات نوعية وتخطت المملكة اقتصادياً دولاً كبرى مكنتها من لفت أنظار أكبر اقتصاديات العالم، وتمتاز المملكة ببيئات استثمار مهمة، منها أنها بلد يتوفر فيه النسبة العليا من الأمن والأمان والاستقرار وهو ما يبحث عنه أي مستثمر أجنبي أو محلي، كما تتنوع مجالات الاستثمار في مناطق المملكة، ففي شرق المملكة ذات الواجهة البحرية الكبرى تحظى الاستثمارات التنموية بمشاريع النقل البحري بالمنطقة الشرقية بقفزة نوعية نتيجة لرعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود أمير المنطقة الشرقية. وعلمت "الرياض" أن أمانة المنطقة الشرقية وقعت أول مشروع استثماري من نوعه للنقل البحري (التاكسي البحري) لربط مدن ومحافظات المنطقة الشرقية وإيجاد مسار بديل ومنظومة خدمات جديدة متنوعة بالساحل الشرقي بمشاركة القطاع الخاص لدعم جودة الحياة، إذ إن هذا المشروع الاستثماري الذي يأتي بتوجيهات من سمو أمير المنطقة الشرقية، وسمو نائبه يأتي بعد إبرام الاتفاقية المشتركة بين أمانة المنطقة الشرقية والهيئة العامة للنقل العام خلال المؤتمر السعودي البحري اللوجستي في نسخته الخامسة الهادفة لدعم المشروع الاستثماري للنقل البحري، وربط المدن والمحافظات الساحلية بالمنطقة الشرقية، وتشجيع الاستثمارات في مجال النقل والإسهام في تسويق الفرص الاستثمارية وترجمة أهداف رؤية المملكة 2030 التي ترتكز على تطوير منظومة الاستثمارات وتنمية الإيرادات وإشراك القطاع الخاص بالتنمية من خلال تعزيز اقتصاديات المنطقة. ويسهم المشروع في الارتقاء في الاستثمارات النوعية بمجال النقل والترفيه والسياحة والخيارات المتعددة، بما يعزز من عناصر جودة الحياة، خاصة مع مجموعة المشاريع الاستثمارية الساحلية التي تم إطلاقها مؤخرًا من قبل سمو أمير المنطقة الشرقية، إلى جانب تعزيز جهود الجهات في الاستفادة من المزايا النسبية للمنطقة الشرقية، وخلق حراك اقتصادي مميز ما يساعد على خلق فرص وظيفية جديدة وتعزيز عناصر جودة الحياة. ويعد المشروع ثمرة تعاون جهات عدة، بدءًا من أمانة المنطقة الشرقية، وهيئة تطوير المنطقة الشرقية، وهيئة النقل العام وقيادة حرس الحدود، والهيئة الملكية في الجبيل وينبع، وجهات أخرى، إذ تم عقد ورشة عمل في غرفة الشرقية للتعريف بالفرصة الاستثمارية للنقل البحري، وستتضمن المنظومة الاستثمارية للنقل البحري أنشطة متعددة وخيارات مساندة كالقوارب والأدوات المختلفة بالأحجام والأنواع والاستخدامات والمرافق كالتاكسي البحري، وقوارب النقل العام، والعبارات، وقوارب المطاعم العائمة والثابتة، ومحطات النقل والركاب، بالإضافة إلى الخدمات المتعددة المساندة الأخرى، والمسارات ستغطي المنطقة الشرقية بمدنها ومحافظاتها، وتتكامل مع مجموعة المشاريع الساحلية التي تم إطلاقها مؤخراً، ما يرسم خريطة استثمارية مهمة بالمنطقة الشرقية. وتوقع الخبراء بأن ذلك يرجح مستقبلاً إضافة وجهات جديدة ومحطات إضافية في دول الخليج العربي وذلك بعد موافقة الجهات المعنية، وهذا المشروع وغيره من مشاريع استثمارية مميزة ونوعية تؤكد ما تعيشه المنطقة الشرقية من نهضة استثمارية غير مسبوقة بظل رعاية ودعم القيادة الحكيمة، حفظها الله. موسم الرياض وليس بعيداً عن مشاريع الشرقية تتميز المملكة بقوة اقتصادية تعززها الأرقام، إذ حقق موسم الرياض 2024 نحو 6 ملايين زائر من جميع أنحاء العالم حتى الآن، مما يعزز القطاع السياحي، وفي عسير ساهمت عناصر الجذب في رفع أعداد السياح من 4.9 ملايين إلى 8 ملايين شخص، مضافاً لذلك تسجيل 1.8 مليون مسافر سنوياً في مطار أبها الدولي، ما يعزز القطاع السياحي الذي يعد أهم القطاعات التي يستهدفها المستثمرون. وتشير الإحصاءات التي لفتت أنظار العالم للمملكة إلى تحقيق المملكة المرتبة الأولى عالمياً وعربياً بمجالات اقتصادية عدة، وبخاصة أنها تعتمد الشفافية في مجالات الإحصاء، إذ حصلت على المرتبة الأولى عربياً بنسبة 95 % في المحور الخامس الخاص بالبنية التحتية للبيانات بمؤشر تقييم أداء الأجهزة الإحصائية الوطنية، وحققت المرتبة 14 في المؤشر بين مجموعة ال20. وعن الأهمية الاقتصادية التي صرح بها الرئيس الفرنسي عن الاستثمار في المملكة قال الخبير الاقتصادي حسين النمر ل"الرياض": "إن تصريح الرئيس الفرنسي حول كون الاستثمار في المملكة حجر أساس المنطقة بأكملها، يفتح نافذة واسعة على أهمية الدور الذي تلعبه المملكة في المنطقة والعالم، فهذا التصريح ليس مجرّد عبارة منمقة، بل هو تأكيد على حقيقة واقعة، حيث تشهد المملكة تحولات جذرية ونمواً اقتصادياً متسارعاً، ما يجعلها قبلة للاستثمارات العالمية". وأضاف: "نشهد في المملكة الاستقرار السياسي والأمني الفريد من نوعه في المنطقة، ما يوفر بيئة جاذبة للاستثمار، ولدينا الاقتصاد القوي الذي يعتبر من أقوى الاقتصادات في العالم العربي وعالمياً، ويشهد تنوعاً مستمراً، ورؤية طموحة رؤية وشاملة تضع المملكة على مسار التحول إلى اقتصاد متنوع ومبني على المعرفة"، مشيراً إلى أن المملكة تشهد تطوراً كبيراً في البنية التحتية، ما يسهل عمليات الاستثمار والأعمال. الثقة في الاقتصاد السعودي وتابع: "يأتي هذا التصريح ليعزز الثقة في الاقتصاد السعودي ويجذب المزيد من الاستثمارات، كما أنه يؤكد على الدور الريادي الذي تلعبه المملكة في المنطقة والعالم، ومن المتوقع أن يساهم هذا التصريح في زيادة تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى المملكة من فرنسا وأوروبا، وتعزيز مكانة المملكة كمركز إقليمي للأعمال والتجارة، وخلق فرص عمل جديدة للمواطنين السعوديين. حسين النمر متحدثاً للزميل منير النمر