النجاح لا يأتي صدفة، بل يولد من شغف وعزيمة تدفع الإنسان لتجاوز التحديات وتحقيق الأهداف. من بين القصص الملهمة التي تجسد هذه القيم، تبرز حكاية الطبيبة والمدربة الرياضية السعودية سارة فرهود، التي استطاعت تحويل حبها للرياضة إلى رسالة مجتمعية وإنجازات ملموسة. هذه القصة ليست مجرد رحلة فردية، بل نموذج يلهم الجميع للسعي نحو التميز، فرهود، التي بدأت خطواتها الأولى في عالم الرياضة بطفولتها المبكرة، وجدت شغفها يتبلور في قاعات اليوغا، حيث اكتشفت عالماً منحها التوازن والسعادة. شجعتها هذه التجربة على السفر إلى بالي ونيبال، حيث تدربت على أيدي خبراء متخصصين لتعود بشخصية جديدة ورؤية واضحة. وهكذا، بدأت مشوارها كمدربة يوغا تنقل خبراتها إلى متدربيها في أجواء عائلية دافئة. لم يتوقف طموح سارة عند التدريب الرياضي، بل اختارت دراسة الطب الطبيعي والتأهيل بجامعة الملك سعود، رغبةً منها في الجمع بين شغفها الرياضي والعمل الأكاديمي. وأثناء دراستها، بدأت تمارس الجري في الهواء الطلق، رغم تحديات الطقس، حتى أصبح جزءاً من روتينها اليومي ووسيلتها للتأمل والتواصل مع الطبيعة. إسهاماً منها في دعم الرياضة المجتمعية، أطلقت سارة مجتمع "We Run"، الذي جمع عشاق الجري من مختلف الأعمار والجنسيات. يقدم هذا المجتمع الدعم للمبتدئين ويشجع الجميع على تجاوز الحدود، مع خلق أجواء تفاعلية تجمع بين النشاط الرياضي والتواصل الإنساني. اليوم، تستعد سارة لتحقيق حلم آخر بافتتاح استوديو رياضي متخصص يدمج بين خبرتها كمدربة وطبيبة، مخصص لمساعدة كبار السن والمصابين. قصة سارة هي شهادة حية على أن الشغف والإصرار يمكنهما تحويل الأحلام إلى واقع.