دائما ما يقدم الزعيم دورسا في كرة القدم، ودائما ما يكون على الوعد في الأوقات الحاسمة، ودائما ما يعود في الزمان والمكان اللذين يسعدا عشاقه، ودائما حق أن يفخر كل هلالي بهذا الكيان الذي يستنهض همم لاعبيه حتى لو كانوا ليسوا في أفضل حالاتهم. بالأمس القريب كان هناك من ينتظر سقوط الزعيم، وكانت البشرى لهم بتراجع الأداء في بعض المباريات، إلا أن الرد كان قاسيا من نجوم الكتيبة الزرقاء في مواجهة قارية أمام الغرافة القطري بدوري النخبة الآسيوي وبثلاثية من دون رد. وبفوز الشقردية على الغرافة استعاد الزعيم صدارة ترتيب مجموعة غرب آسيا، بفارق الأهداف عن أهلي جدة، بعد التساوي في النقاط. وفيما يخص مواجهة الزعيم والغرافة، أعجبني ما ذكر أن الكتيبة الزرقاء تفوقت بالطول والعرض طوال تسعين دقيقة نارية، قدم خلالها الهلال كل شيء يتعلق بالاستحواذ، وفرض السيطرة المقرونة بتسجيل الأهداف، ويحسب للداهية البرتغالي جورجي جيسوس، قدرته على اختيار العناصر المناسبة رغم غياب جواو كانسيلو والصربيين ميلينكوفيتش سافيتش وألكسندر ميتروفيتش والبرازيلي رينان لودي بالشوط الأول. كما كان جليا أن جيسوس درس كل نقاط الضعف في المنافس القطري، وهو ما مكن الشقردية من حسم المباراة وبأريحية كبيرة. إجمالا أمتع الزعيم الهلالي الناظرين وقدم أداء يؤكد بالدليل القاطع أن الكتيبة الزرقاء قادمة وكعادتها لمواصلة تحطيم الأرقام القياسية. المستحيل ليس سعودياً حصول ملف ترشح السعودية لاستضافة كأس العالم 2034، على تقييم 419.8، من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، سيعيش في ذاكرة السعوديين إلى الأبد. هذا ما أكده حماد البلوي رئيس وحدة ملف ترشح المملكة لاستضافة المونديال خلال مؤتمر «قمة كرة القدم العالمية»، وأشار البلوي إلى أن التحدي الأكبر هو كيفية إرضاء 32 مليون شخص يعيشون في السعودية، واستضافة 48 فريقاً. وبدورنا نؤكد قدرة الشباب السعودي من أمثال البلوي على إبهار العالم فيما سيقدمونه خلال الفترة المقبلة، والثقة كبيرة في مملكتنا الغاليه وقدرتها على تنظيم استثنائي ورائع لمونديال 2034، حتى لو كانت المنتخبات المتواجدة 48، أو ضعف أو أضعاف هذا الرقم.