أصبح الملف العقاري في المملكة ملفا حيويا ذا بعد استثماري وطني، لأن النمو العقاري أمر يواكب كل أنواع الاستثمارات التي أخذت المملكة مسارها منذ انطلاق رؤية المملكة 2030، اقتصاديا وسياحيا وتراثيا وثقافيا ورياضيا وترفيهيا، وهو أمر طبيعي وحيوي، والجهات الحكومية المسؤولة عن هذا الملف، منذ بدايات نموه وتوسعه، أخذت على عاتقها البدء الفعلي في عملية التنظيم والتشريع والمأسسة، وبنفس الوقت مواكبة كل تطور في هذا المجال، وفتحت الأبواب على التواصل الدولي لتبادل الخبرات واكتساب كل أنواع المعرفة وتوطينها، وبنفس الوقت وضع معايير أداء ومؤشرات قياس لما يتم إنجازه داخل المملكة مع ما هو موجود في دول العالم المتقدمة في هذا المجال، والغاية كما هو معروف في عهد الرؤية، أن نصبح من الأفضل على المستوى العالم، إن لم نكن نحن الأفضل بين الجميع. في ضمن السياق وبنفس التوجه، انطلقت فعاليات معرض سيتي سكيب 2024 في العاصمة الحبيبة الرياض، معرض سيتي سكيب العالمي 2024 يعتبر من أبرز المعارض العقارية التي تُنظم على مستوى العالم في السعودية، حيث يلتقي فيه ويجتمع كبار المستثمرين والمطورين والمشترين، كذلك الباحثون والمستشارون العقاريون من مختلف دول العامل وفي مكان واحد، سيتي سكيب يعتبر منصة شاملة دقيقة متخصصة يتم عرض أحدث التوجهات وآخر ما تم التوصل إليه في السوق العقارية، كذلك وبدون شك يتم توفير فرص كبيرة استثمارية وبناء علاقات تشاركية استراتيجية طويلة الأمد. تم افتتاح سيتي سكيب الرياض 2024 من قبل وزارة البلديات والإسكان، ممثلة بمعالي الوزير ماجد بن عبدالله الحقيل الذي أكد في كلمته الافتتاحية على مدى التزام القرار الرسمي ويمثله وزارة البلديات والإسكان، بخطة بناء مدن ترتكز على عوامل الابتكار والإبداع وتحقيق أهداف الاستدامة إضافة الى التميز، وذلك كله لغايات وصول المملكة إلى مراتب التصنيفات الأولى عالميا، ولتصبح المملكة مع مرور مراحل الإنجاز أنموذجا يقتدى به في عالم العقار بكل حيثياته، وهي تذهب بشكل منظم ودقيق نحو الريادة في كل شيء. سيتي سكيب الرياض 2024 شهد الإعلان عن صفقات عقارية متنوعة وصلت إلى ما يقارب ال180 مليار ريال سعودي، وكان جوهر معظم هذه الصفقات العديد من المشاريع الاستراتيجية الكبرى في المجال العقاري، وكل هذا يأتي من مواثيق وخطط برنامج جودة الحياة ليس فقط في الرياض وحدها، بل في كل بقعة من المملكة، وكما أشرنا سابقا، فإن النمو في كل مجال يعني نموا عقاريا بكل تأكيد، وهذا يعني أنه لا بد من وجود مواكبة عصرية متطورة واستشراف مستقبلي لكل ما يمكن أن يقدم ويخدم مسيرة النمو العقاري، بالوصول إلى توازن بين التكلفة وبين المنتج، حتى يكون المجال العقاري متاحا لكل مشترٍ أو مطور أو مستثمر. لا شك أن التطوير العقاري يرافقه العديد من الأمور الرئيسة المهمة، كالتخطيط العمراني والبنى التحتية والنقل ووسائل التواصل والاتصال، أمور عديدة تشهد وستشهد نموا مطردا حين تتحرك السوق الاستثمارية العقارية، خاصة وأن العالم كله الآن يتحدث عن مفاهيم المدن الذكية وتحقيق عوامل الاستدامة، كما تحدث بذلك عديد من المشاركين في سيتي سكيب الرياض 2024، من الحضور العالمي أو من المسؤولين والمختصين المحليين في السعودية. الهيئات ذات الاختصاص في المملكة كان لها مشاركة ودور فعال، هيئة تطوير العقار وهيئة فنون العمارة والتصميم، كذلك الوزارات والهيئات المرتبطة بملف التطوير العقاري، وفي مقدمتها وزارة الرياضة، التي بدأت بإعداد العدة لملف استضافة المملكة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم 2034، كذلك وزارة النقل، والثقافة والسياحة، كل هذه المجالات لا بد من تأمين روافد ضرورية لنجاح مخططاتها، النقل والتطوير العقاري والأمن المائي والأمن بشكل عام، فهي منظومة متكاملة تعمل كخلية نحل في المملكة، ضمن خطط الرؤية 2030، وضمن توجيهات مباشرة من عراب الرؤية سمو ولي العهد -يحفظه الله-. جلسات وندوات ولقاءات تمت على هامش فعاليات سيتي سكيب الرياض 2024، ولكن ما لفت الانتباه هو اتفاق الجميع على أن المملكة أصبحت في الخمس السنوات الماضية، الوجهة الأولى لكل أنواع الاستثمار العقاري، سواء الاستثمار الكبير الخبير، أو الطموح الجديد، وأن ما يتم عرضه في المملكة عموما وفي الرياض خصوصا من مشاريع عقارية، ليس فقط فرصا استثمارية بل نماذج حديثة ناجحة يحتذى بها، فيكفي أن نعرف أن أكثر من 400 عارض من معظم دول العالم متواجدون، وأكثر من 500 متحدث عالمي، وما يقارب ال22 جناحا يوضحون ويقدمون التنوعات الثقافية النوعية في البناء والعمران بشكل عام.