اختُتمت اليوم فعاليات ملتقى المسؤولية الاجتماعية الثاني، الذي نظمته جمعية المسؤولية المجتمعية تحت شعار "الإعلام: واقع ومسؤولية". الملتقى، الذي استضافه مركز المؤتمرات بوكالة الأنباء السعودية (واس) في العاصمة الرياض، شهد مشاركة نخبة من الإعلاميين والأكاديميين والمختصين، وركز على بحث دور الإعلام بمختلف وسائله في تعزيز المسؤولية الاجتماعية، إلى جانب مناقشة التحديات التي تواجهه في هذا المجال، واستعراض استراتيجيات وتجارب عملية تسهم في دعم التنمية المستدامة. الصحافة والمسؤولية الاجتماعية بدأت جلسات اليوم الثاني للملتقى بجلسة تحت عنوان "الصحافة: الأدوار والمهام لتعزيز المسؤولية الاجتماعية"، أدارها الدكتور تركي بن فهد العيار، وشارك فيها الأستاذ محمد بن فرج التونسي ورئيس تحرير جريدة الرياض المكلف الأستاذ هاني بن فريد وفا والأستاذعمر بن عبدالرحمن الشدي. وناقش المتحدثون الأدوار المتنوعة التي تضطلع بها الصحافة لتعزيز المسؤولية الاجتماعية، مستعرضين تجاربهم العملية في توظيف الصحافة كأداة للتوعية المجتمعية وإبراز القضايا التي تمس المجتمع. وتحدثوا عن كيفية تنفيذ الصحف لمهامها الاجتماعية من خلال تسليط الضوء على المبادرات المجتمعية والتحديات التي تواجه المجتمعات المحلية والإقليمية. وفي ختام الجلسة، أُتيحت الفرصة للجمهور لطرح الأسئلة على المتحدثين، حيث أثرت النقاشات الحوارية أجواء الجلسة وسلطت الضوء على محاور جديدة للنقاش. عقب ذلك، كرمت الجهة المنظمة المشاركين في الجلسة تقديرًا لإسهاماتهم. الإذاعة والتلفزيون في المسؤولية الاجتماعية تلا الجلسة الأولى جلسة ثانية حملت عنوان "الإذاعة والتلفزيون والمسؤولية الاجتماعية"، بمشاركة كل من: الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز الهزاع والدكتور فهد بن عبدالله الطياش والدكتور محمد بن عبدالعزيز الحيزان، وأدارها الإعلامي الدكتور سليمان بن محمد العيدي. وركزت هذه الجلسة على الدور الحيوي الذي تلعبه الإذاعة والتلفزيون في نشر القيم المجتمعية وتعزيز المسؤولية الاجتماعية، من خلال إنتاج برامج هادفة ومبادرات إعلامية تسهم في نشر التوعية والتثقيف. وتحدث المشاركون عن أهمية الرسالة الإعلامية الموجهة، وما يمكن أن تقدمه وسائل الإعلام التقليدية لدعم المجتمعات، مع استعراض نماذج ناجحة من التجارب الإعلامية التي أحدثت أثرًا إيجابيًا في المجتمع. وسائل التواصل الاجتماعي ومحتوى المسؤولية الاجتماعية اختُتمت فعاليات الملتقى بجلسة ثالثة تحت عنوان "وسائل التواصل الاجتماعي: دور المنصات والمشاهير في تعزيز المسؤولية الاجتماعية"، بمشاركة نخبة من المتخصصين هم: الدكتور سعيد بن صالح الغامدي والدكتور ماجد بن جعفر الغامدي والدكتورة ماجدة بنت صالح السويح، وأدارت الجلسة الدكتورة طرفة بنت زيد بن حميد. تناولت الجلسة أهمية منصات التواصل الاجتماعي في نشر الوعي حول المسؤولية الاجتماعية، مع التركيز على دور المؤثرين والمشاهير في صناعة محتوى هادف يعزز القيم المجتمعية. وأشار المتحدثون إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت أداة فعالة لإبراز المبادرات المجتمعية وإحداث تغيير إيجابي، مؤكدين ضرورة توجيه هذه الأدوات نحو تحقيق الأهداف التنموية المستدامة. الإعلام: واقع ومسؤولية جاء ملتقى هذا العام تحت شعار "الإعلام: واقع ومسؤولية"، انطلاقًا من إدراك الدور المحوري الذي تلعبه وسائل الإعلام المختلفة في تعزيز المسؤولية الاجتماعية من خلال التوعية بالقضايا المجتمعية، وإبراز الأنشطة والمبادرات التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة، والتأثير على صناع القرار لتحقيق التنمية المستدامة. كما ناقش الملتقى استراتيجيات الإعلام لدعم المسؤولية الاجتماعية، وركز على الإعلام المتخصص مثل الإعلام البيئي والتنموي، وأثره في معالجة قضايا المجتمع والبيئة. تحديات الإعلام والمسؤولية الاجتماعية تناول المشاركون في الملتقى التحديات التي تواجه وسائل الإعلام في أداء دورها الاجتماعي، مثل: غياب الدعم الكافي للمبادرات الإعلامية الموجهة نحو المسؤولية الاجتماعية، وتأثير المتغيرات الرقمية على المحتوى الإعلامي التقليدي، والحاجة إلى تعزيز الشراكات بين وسائل الإعلام والقطاعات المجتمعية لتحقيق التكامل. توصيات ومخرجات اختُتم الملتقى بتوجيه الشكر لجميع المشاركين والحضور، مع التأكيد على أهمية الاستمرار في تفعيل دور الإعلام كأداة للتغيير المجتمعي. ودعا المنظمون إلى تبني استراتيجيات جديدة تُسهم في تعزيز العلاقة بين الإعلام والمسؤولية الاجتماعية، بما يحقق أهداف التنمية المستدامة ويعود بالنفع على المجتمع. مثل هذا الملتقى نافذة حقيقية على الأدوار التي يمكن أن يلعبها الإعلام في تحقيق الأهداف المجتمعية، ودليلًا على التزام المملكة بتعزيز ثقافة المسؤولية الاجتماعية من خلال أدواتها الإعلامية الفعالة.