تربية القطط عالم يستهوي الكثيرين، وهناك من يعتقد أن النساء أكثر اهتماماً بتربية القطط مقارنة بالرجال لأسباب تتراوح بين العاطفة وحب التباهي. فما الذي يدفع النساء خاصة للاهتمام بالقطط؟ وهل صحيح أن الإقبال على تربية الحيوانات، خصوصاً القطط، قد ازداد في السنوات الأخيرة؟ توضح الدكتورة سارة الحميد، المتخصصة في الطب النفسي، أن تربية الحيوانات اللطيفة تساهم في تعزيز الجوانب العاطفية لدى الأطفال وتزيد من إحساسهم بالمسؤولية تجاه الكائنات الحية. وتقول إن وجود حيوان أليف، مثل القطط، يمكن أن يمنح البالغين إحساساً بالتوازن النفسي، لا سيما الذين يميلون للاكتئاب. وتضيف أن فكرة ارتباط تربية القطط بالنساء فقط قد تكون نتيجة تأثير الأفلام ووسائل الإعلام، إذ تُظهر النساء بصورة أكثر ارتباطاً بالقطط، بينما تشير الدراسات إلى أن تربية الحيوانات لا تقتصر على جنس معين. التبني وليس الشراء مها العتيبي، شابة في أوائل العشرينات، بدأت بتربية قطتين منذ عدة سنوات وتقول إنها واجهت صعوبات مالية في البداية، حيث كانت تكاليف الرعاية تصل إلى 300 ريال شهرياً، ولكن مع اكتسابها الخبرة أصبحت تنفق أقل مع الحرص على توفير الغذاء واللعب لهما. بينما تفضل ليلى القاسم تبني القطط بدلاً من شرائها، مشيرةً إلى أن التبني يساعد في الحد من التجارة بالقطط التي غالباً ما تواجه ظروفاً سيئة في متاجر الحيوانات. وتؤكد ليلى أن القطط تضفي جواً من الدفء والمحبة في المنزل، لكنها توقفت عن تربية القطط بسبب طبيعة عملها التي تتطلب ساعات طويلة. مخاطر صحية يقول الدكتور خالد العسيري، طبيب بيطري، إن تربية القطط أصبحت أكثر شيوعاً في السنوات العشر الماضية، مشيراً إلى أن حوالي 60% من زبائنه من النساء. ويشير إلى أن بعض الأشخاص، خصوصاً الذين يعانون من الربو أو الحساسية، قد يتأثرون بوجود القطط في المنزل، ويشدد على أهمية تجنب تربية القطط للأشخاص الذين يعانون من الحساسية المفرطة، مع إمكانية اقتناء سلالات معينة مثل «القط الفرعوني» الخالي من الشعر. نصائح طبية يؤكد الدكتور هشام الجابري، استشاري أمراض النساء، أهمية أخذ الحيطة عند تربية القطط للنساء الحوامل، حيث أن بعض الفيروسات التي قد تحملها القطط يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات للجنين. وينصح بتربية القطط داخل المنزل وتحت إشراف طبي، حيث يحد هذا من احتمالات التعرض للأمراض التي قد تحملها القطط.فيما يرى الأخصائي النفسي، عبدالعزيز الشمري، أن التطور التكنولوجي وانتشار الإنترنت غيّر النظرة التقليدية المرتبطة بتربية القطط لدى النساء وتربية الكلاب لدى الرجال. ويعزو تفضيل السيدات للقطط إلى صبرهن على تدريب هذه الحيوانات التي تُعرف باستقلاليتها مقارنة بالكلاب، التي تميل إلى الطاعة، ما يجعلها أكثر ملاءمة للرجال.