تعيش المملكة العربية السعودية حراكاً اقتصادياً ضخماً ومتنوعاً، فعلى الصعيد الداخلي بدأت مستهدفات رؤية المملكة 2030 تتحقق وملامح المشاريع العملاقة بالبروز، مما يعني آلاف الصفقات تُعقد يومياً في مختلف المجالات، وعلى الصعيد الخارجي تعمل الرياض على استغلال موقعها الاستراتيجي وتنفيذ اتفاقياتها مع أهم طريقين للتجارة العالمية، مبادرة الحزام والطريق الصينية، والممر الاقتصادي بين الهند ودول الخليج العربي وأوروبا، مما يعني مركزاً لوجستياً عالمياً مهماً يتعامل مع ملايين البضائع في مختلف المنافذ، ومع هذا وذاك لابد أن يكون هناك حراكاً ثقافياً وتطويراً مستمراً وعلى كافة الأصعدة، ومن ذلك العمل على حلول مبتكرة في المجالات الزكوية والضريبية والجمركية، وهذا ما تمارسه هيئة الزكاة والضريبة والجمارك على كافة الأصعدة. ومن مواكبة هذا تقيم الهيئة مؤتمرها المقبل بنسخته الثالثة بعنوان "نرسم المستقبل لاقتصاد مستدام وأمن معزز" في العاصمة الرياض خلال المدة 4-5 ديسمبر من هذا العام، تجمع فيه المختصين والعاملين والمهتمين في هذا المجال، ويسلط الضوء على التطورات في هذا القطاع، وتقديم حلول مبتكرة تخدم الحاجة العالمية لتطويره. مؤتمر هيئة الزكاة والضريبة والجمارك سيتيح مناقشة الموضوعات الاقتصادية العالمية في هذا الشأن، ليُمثل منصة حوارية عالمية تسهم أيضاً في ترسيخ مكانة المملكة العربية السعودية وتوسيع آفاق التعاون الدولي فيما يتعلق بمجالات الهيئة ومهامها، ومشاركة تجربتها وتجربة نظرائها حول العالم، وبالتالي تبادل الخبرات وتطوير القدرات وتعزيز الثقافة والوعي الزكوي والضريبي والجمركي لدى المرتبطين بهذا المجال، لذلك فإن المؤتمر فرصة مهمة للجميع لا سيما المستثمرين والعاملين في قطاعات سلاسل الإمداد والتعاملات المالية وأصحاب المشاريع، بل وحتى الأفراد المهتمين بالتقدم المستمر للحراك الاقتصادي والتطورات الضريبية والجمركية في المملكة وحول العالم، إن مشاركة أكثر من 500 شخصية قيادية من القطاعين العام والخاص محلياً وإقليمياً ودولياً وخبراء ورؤساء منظمات دولية في المؤتمر في حوارات وجلسات وورش عمل مثرية يجعله منصة رائدة للتواصل وتبادل الخبرات وطرح الأفكار ومشاركة الحلول وتعزيز القدرات. بالإضافة إلى ذلك فإن المؤتمر سيشهد توقيع اتفاقيات محلية وإقليمية ودولية، ومعرض ضخم مصاحب بمشاركة أكثر من 90 جهة محلية ودولية، مما يجعله ركيزة في تطوير القطاع ليس على المستوى المحلي فحسب بل على المستوى العالمي أيضاً، وهو الذي سيركز على الرقمنة والذكاء الاصطناعي اللذين يعيشان ثورة كبرى يجب أن تستغل بالشكل الأمثل لتخدم احتياجات القطاع وتساهم في تطويره. الهيئة أتاحت التسجيل لحضور مؤتمرها وورش العمل من خلال زيارة موقعها الإلكتروني ztc.sa أو تطبيقها ZATCA المتوفر في الهواتف الذكية، وأنا بدوري أدعو الجميع لاستغلال هذه الفرصة لنكون جزءاً من التطور العظيم الذي تعيشه هذه البلاد المباركة تحت قيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي عهده الأمين -حفظهما الله-.