«وجهة عالمية للفرص» كان الشعار الذي حمله ملتقى «بيبان 24» هذا العام، مستفيداً من خبراته المتراكمة في النسخ السابقة، ليقدم تجربة مميزة تجمع مختلف الفرص الاقتصادية، وتجعل منه حدثاً بارزاً في قطاع ريادة الأعمال. لكن هنا سأتطرق إلى جانب مهم في الملتقى، يتكرر كل عام، لكن هذه النسخة -الرائعة تنظيماً- عززت منه، وهي قصص نجاح بعض المشاريع ووقوف أصحابها من رواد الأعمال أو العاملين فيها لعرض قصص نجاحهم، وكيف تجاوزوا التحديات حتى اكتملت مشاريعهم، أو حافظوا على نجاحهم، هذا ربما لا يحدث إلا في بيبان، فهذه الروح والرغبة في نقل المعرفة وتعزيز المعلومة الصحيحة من أكثر ما يميز الملتقى، وهم لا يتحدثون عن نجاح سريع أو صدفة، إنما عن مراحل طويلة وتحديات، حتى استطاعوا الوصول إلى ما يريدون، وربما يشاركونك بعض الفرص، أو يختصرون لك الطريق بنصيحة أو معلومة. لذلك، بيبان ليس ملتقى عادياً، إنما فرصة ذهبية لكل من أراد أن يبدأ مشروعه، أو ينفذ فكرته، فهو يجمع الجهات المُمكنة والداعمة من مختلف أنحاء العالم؛ لتحفيزهم على تقديم خدماتهم المتخصصة في تعزيز نمو وازدهار قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال، وأيضاً يجمع مستثمرين وجهات تمويلية لتسهيل الوصول إلى التمويل المناسب لأصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة ومشاريع رواد الأعمال. كذلك الجانب الآخر، وهو ما لاحظته على زوار الملتقى، حتى ممن ليس لديهم أفكار أو نية لتنفيذ مشاريع، وهو التحفيز. الملتقى والحراك الذي شهده محفز كبير للتفكير والعمل والبحث عما هو جديد ومختلف، فكل الإمكانات المتاحة وحجم المشاركة من مختلف الجهات وحجم التسهيلات دافع قوي للعمل، خصوصاً أن ورش العمل تضعك في الإطار الصحيح للتفكير، فهي ترسم لك المسار منذ البداية عبر محتوى متخصص مجاني يشرح طريقة بدء العمل التجاري والمتطلبات والخطوات الصحيحة، من خلال أحد أبواب الملتقى، وهو باب الانطلاقة، ومنها تبدأ الرحلة. إلى جانب الأبواب الأخرى، وهي مركز دعم المنشآت، وباب السوق، وباب الامتياز التجاري، وباب التجارة الإلكترونية، وباب الابتكار، وباب الشركات الناشئة، وباب التمويل والاستثمار، وباب المنشآت متسارعة النمو، وباب التمكين، لذلك، هو يخلق بيئة محفزة، ويحفز أصحاب الأفكار على إطلاق مشاريعهم، وأن يلتقوا الخبرات المحلية والعالمية؛ لتبادل الخبرات وإثراء المعلومات بين أصحاب القرار والمستثمرين ورواد الأعمال؛ لتعزيز القطاع وحث ثقافة الابتكار والدخول إلى عالم الأعمال. أما ما نراه مستقبلاً، فبيبان فتح الآفاق، وعزز من قيمته لدى رواد الأعمال، فمن خلال الورش والدورات المتخصصة كانت المعلومة الصحيحة حاضرة من دون اجتهاد، فالعمل التجاري يحتاج تخطيطاً وفهماً وإدراكاً لتحقيق غايته، عدا ذلك هو خسارة حتمية.