كيف نؤسس لجيل إعلامي مؤهل بمهنية عالية في ميدان الصحافة الاقتصادية، خاصة في ظل الحراك الاقتصادي الكبير الذي تعيشه المملكة، مع بدء تحقق مستهدفات الرؤية المباركة، وما الدور المأمول من المؤسسات المتخصصة في التعليم والتدريب؟، محاور تبرز بجلاء في ظل تآكل مساحة الكوادر الصحافية المتخصصة بشكل عام، في الاقتصاد بجميع مجالاته على وجه الخصوص، مع ندرة واضحة للكوادر الاقتصادية المتخصصة في وسائل الإعلام ومنصاته المتعددة. أهمية الصحافة الاقتصادية المستشار والإعلامي علي محمد الحازمي رئيس نادي الصحافة الرقمية قال: يجب علينا بأن نستمر في تطوير برامج تدريبية متخصصة وإطلاق برامج ومبادرات تركز على الاقتصاد وكيفية تغطيته إعلاميًا بشكل مواكب، ويمكن أن تشمل هذه البرامج ورش عمل، دورات تدريبية، ومحاضرات وأمسيات إعلامية تثقفية من خبراء متخصصين. ومن المهم أيضًا تعزيز الوعي بأهمية الصحافة الاقتصادية من خلال الحملات الإعلامية في أقسام الإعلام في الجامعات. وأضاف الحازمي «نسعى في نادي الصحافة الرقمية على توفير منصة للصحافيين الجدد للتواصل وتبادل المعرفة، مع تنظيم برامج ومبادرات وفعاليات مثل الندوات وورش العمل التي تركز على الصحافة الاقتصادية بالتعاون مع شركاء النجاح، بالإضافة إلى دعم المشاريع الصحفية التي تبرز القضايا الاقتصادية المهمة في الإعلام وأكد الحازمي على أهمية إبراز المجالات التي نحتاجها في التحرير الصحفي الاقتصادي، مثل تحليل الأسواق المالية، السياسات الاقتصادية، الابتكار في الأعمال، والاستدامة الاقتصادية، وتغطيات قضايا متخصصة مثل التأثيرات الاقتصادية للتكنولوجيا والتغيرات المناخية، مع وضع برامج ودورات تدريبية للمحررين الصحافيين في الصحف سواء كان داخل المملكة أو خارجها لتمكينهم من فهم المؤشرات الاقتصادية الرئيسية وتحليلها كليا، جزئيا، وفتيا، ومما يمكنهم من التحرير الصحافي الاقتصادي الذي يتطور بشكل متسارع لمواكبة المتغيرات والمستجدات ومواجهة التحديات بمفهوم حديث. مناهج تعليمية للصحافة الاقتصادية وختم الحازمي حديثه: إن الدور المأمول من المؤسسات التعليمية والجهات الحكومية المعنية بالإعلام والمؤسسات التعليمية أن تدمج المناهج الدراسية الخاصة بالصحافة الاقتصادية في برامجها التعليمية مع التركيز على المهارات العملية، أما الجهات الحكومية، فيمكنها دعم المبادرات التي تهدف إلى تعزيز الصحافة الاقتصادية من خلال توفير التمويل، وتسهيل الوصول إلى المعلومات الاقتصادية، وتقديم الدعم للإعلاميين في هذا المجال، مع العمل بمنظومة مؤسسية وتشاركية على تعزيز وجود الصحافيين المتخصصين في الشأن الاقتصادي في المملكة، مما يسهم في تحسين جودة التغطية الإعلامية الاقتصادية في هذا المجال الحيوي والهام، خاصة وأن الإعلام السعودي يحظى بدعم غير مسبوق له في ظل رؤية الوطن، والعمل أصبح منظومة مؤسسية ممكنة، وقطاع الإعلام يمر بتحول تاريخي وعلى مستوى عالمي. مديرة جمعية الإعلام الرقمي بجدة أميرة صالح المالكي قالت عن كيفية تأسيس فرق حديثة من جيل اليوم متخصصة في التحرير الصحافي الاقتصادي خاصة في ظل الحراك الاقتصادي الكبير للمملكة اليوم «لا شك أن المملكة تحتضن العديد من المواهب الطموحة التي تملك المؤهلات للإسهام بدعم صناعة الصحافة، وتحديداً الصحافة الاقتصادية، ولكن تلك المواهب بحاجة إلى توسيع ثقافة التحرير الاقتصادي، من خلال طرح برامج تدريبية وورش العمل، وإقامة الندوات والمحاضرات، وتوفير منصات متخصصة سواء كانت افتراضية أو واقعية تكون غنية بمصادر المعرفة والمعلومات الموثوقة التي تساهم برفع مستوى الخبرة». وعن الدور المنتظر من المؤسسات المتخصصة قالت» المأمول تحقيق التطلعات الوطنية في مجال الصحافة الاقتصادية، بتنفيذ البرامج وتنظيم الفعاليات مع جهات حكومية أو خاصة، إلى جانب التعاون مع المؤسسات الأكاديمية، بهدف تبادل المعرفة ودعم الصحافة، والتعاون مع شركاء النجاح في تأهيل الكوادر البشرية بمجال التحرير الصحفي من خلال الدورات التدريبية. زخم المتغيرات الاقتصادية وألمحت المالكي إلى أن أبرز المجالات التي نحتاجها في التحرير الاقتصادي في زخم المتغيرات الاقتصادية، التي تعيشها المملكة لمواكبة رؤية السعودية 2030 في شقها الاقتصادي، تحليل الأسواق المالية، السياسات الاقتصادية، الابتكار في الأعمال، ومهارات الصحافة العقارية والتمويل والتأمين والضريبة المضافة، والاستدامة الاقتصادية، واقتصاديات الحج والعمرة والسياحة، مؤكد على ان انه لتعزيز التطور في الصحافة الاقتصادية في إعلامنا المحلي، ينبغي أن يبذل المحررين الصحفيين الكثير من الجهد والعمل الدؤوب في معرفة المصطلحات والمفردات الصحيحة في الاقتصاد المصرفي، وفهم المؤشرات الاقتصادية الرئيسية للاقتصاد عبر دورات تدريبية سواء داخل المملكة أو خارجها. وبينت المالكي أنه من الضروري أن تقوم المؤسسات الأكاديمية المتخصصة في الإعلام وخاصة الصحافة بدور فاعل من خلال إدراج الصحافة الاقتصادية في المناهج الدراسية، عبر ممارسة الأنشطة الإعلامية التي بدورها تمكنهم من التأثير بفاعلية في المجتمع المدرسي والبيئة المحيطة، ولا نغفل عن دور الأكاديميين الرئيسي في اكتشاف المواهب الشابة وإرشادها، وتوفير البيئة الداعمة والمحفزة، فيما يمكن للجهات الحكومية، أن تضطلع بدور فاعل في تعزيز الصحافة الاقتصادية من خلال الحصول على الدعم والفرص التمويلية المناسبة، وإيجاد قدرات وطنية متخصصة في المجالات الاقتصادية ومتقنة للفنون الصحفية، تستطيع التعامل مع التطورات الاقتصادية محلياً وإقليمياً ودولياً، مع الالتزام بما يخدم مصالح الوطن العليا ويعين على تعزيز جودة التغطية الإعلامية. علي الحازمي