دائماً ما تمنحنا جريدة "الرياض" حرية الرأي والكتابة، ومنها تعلمنا وتعودنا على إبداء الآراء المنطقية والعقلانية فكلنا شوق يومياً لما يكتب عبر هذه الصحيفة الغراء، ولكن تمر بعض السطور التي تحتاج إلى توضيح من أهل اللعبة على بعض ما يكتب، وكما يعلم الجميع أن الرياضة في محافظة الخرج لها تاريخ عريق منذ الأزل وسجلت أنديتها في تاريخ الرياضة كثيرا من الإنجازات على مستوى كرة القدم أو الألعاب الأخرى ولكن تحمل الأولى إنجازات أكثر وأشمل من خلال أنديتها الشعلة الذي مثل الخرج في دوري المحترفين والبطولة الخليجية والكوكب في الدوري الممتاز قبل أربعة عقود. بداية إذا كنت متعصبا رياضيا، أتمنى ألا تقرأ هذه الأسطر، أما إن كنت رياضياً متزناً تنظر إلى الأمور بروية، وتدرس لغة الأرقام، فأهلا بك في هذه المقارنة السريعة. لم أرغب في كتابة هذه الكلمات؛ لأني كنت أعتقد أن كل ناد رياضي له حق في الاحتفاظ بتاريخه وأمجاده من خلال سجلاته فقط أو تدوينها لمن يهتم بذلك، ولعل التاريخ يحفظ في الصدور والعقول عند كثير من العشاق ولا يلزم استخراج الأرشيف إلا عند اختلاق الأكاذيب أو تزييف الحقائق؛ ولكني لاحظت أن هناك تعديا وسرقة للحقوق، ومصادرة للحقائق، وادعاءات كاذبة للأسف من بعض المسؤولين في بعض الأندية، أو من كانوا مسؤولين فيها، فذاك يدّعي أنه الأفضل تاريخياً، وذاك يدّعي أنه عميد أندية منطقة الخرج، وذاك يقارن بأرقام واضحة ولكن القراءة غير موفقة ومغايرة لما قد يشاهده الضرير. سأعود للرد على هذه الادعاءات ولكن قبل ذلك سأفتح سجل التاريخ والذكريات وأكتب عن تاريخ هذا النادي العريق، دحضاً لبعض الأقاويل وتبيانا للحقيقة، حيث انطلق وهج نادي الشعلة بمدينة الخرج رسميا عام (1963 - 1383) بعد دمج نادي الشباب والنور بناد واحد وسمي نادي الخرج، كونه النادي الوحيد على مستوى المنطقة في ذلك الوقت، وقد اختار منسوبو النادي اللون الأصفر والأخضر شعاراً للنادي، وفي عام 1388 تم تغيير مسمى نادي الخرج إلى الشعلة وأصبح شعاره الأزرق والأخضر. في عام 1407ه صعد للدرجة الأولى لأول مرة في تاريخه كبطل أندية الدرجة الثانية في كرة القدم، وفي عام 1418ه صعد الفريق إلى أندية الدرجة الممتازة، ثم عاد للدرجة الأولى نهاية الموسم، لكنه سرعان ما حقق بطولة الدرجة الأولى عام 2000م وصعد لأندية الممتاز وظل فيها حتى موسم 2005، هبط للأولى ثم الثانية، لكن إحساسه بموقعه المعتاد أعاده للدرجة الأولى عام 1429ه، وعاد للدوري الممتاز للمرة الثالثة عام 2012 بعد تصدره لدوري ركاء وتحقيقه لدرع الدوري. واستطاع هذه المرة أن يحصل على المركز التاسع في دوري (زين للمحترفين) والذي أهله لأن يمثل المملكة العربية السعودية خليجياً ويلعب في البطولة الخليجية كأول وآخر فريق من أندية الخرج يلعب خارجيا. وهنا أستغرب من أن يكتب أو يوصف عمل نادي الكوكب خرافيا عند صعوده دون أي هزيمة وهو يعود على أدراجه من الممتاز للدرجة الأولى دون أي فوز، فهل من يصعد بلا هزيمة ويخسر بهذه الطريقة أفضل إن من يصعد بصعوبة ثم يبقى هذه المواسم ويمثل المملكة خارجياً؟ عند المقارنة بين النادي الكبير نادي الشعلة وجاره في المحافظة نادي الكوكب يجب أن لا تدخل العواطف ولا الادعاءات، إن الإدارة الحالية المكلفة والإدارات السابقة وكل الرجال الذين عملوا بجهد وحب وعشق، عاش منهم من عاش، ورحم الله منهم من توفى، خدموا هذا الكيان بإخلاص حتى أصبح كما هو الآن، وبتاريخ لا تحمله الأوراق. للتوضيح يجب على كل رياضي أن يكون عقلانياً قبل أن تتدخل عواطفه المزيفة، فعلى سبيل المثال عند الحديث عن تأسيس نادي النصر، يجب أن لا يغضب النصراوي العاقل، وعند الحديث عن تأسيس نادي الهلال يجب أن لا يغضب العاقل الهلالي، كما هو الحديث عن تأسيس نادي الكوكب، والذي أسميته في عنوان المقال ب (الفرع) وحيث إن من عاصر ذلك الوقت - ومنهم موجودون إلى هذا الوقت - يتذكرون أن الناديين كانا نادياً واحداً، ثم حدث أمر بين المتواجدين آنذاك، وتأسس نادي الكوكب سواء بالمؤسس الرسمي الأستاذ راشد الشلوان أو المؤسس الروحي والتاريخي الأستاذ عبدالله الحمود -رحمه الله- ولم أشأ الحديث في ذلك إلا للأسباب التي ذكرت. وأما موضوع أن نادي الكوكب فرع من نادي النصر، أو قد علق على منشأته (فرع نادي النصر) فقد حدثني من أثق به من الرياضيين المؤرخين لتاريخ رياضة الخرج، بأن ذلك حدث، وسبب ذلك: لأنه لا يسمح لتسجيل أكثر من ناد في محافظة واحدة آنذاك، وبمشورة من الراحل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن سعود -رحمه الله- الرمز النصراوي المعروف، بأن يكون فرعاً لنادي النصر في (مجال السباحة) لمعرفة أهالي وشباب الخرج بالسباحة، ويمارسون فيه بقية الرياضات الأخرى حتى تم التأسيس النادي رسميا بمسمى الكوكب وبجمع الرياضات عام 1388 ه، أكرر لا يمكن المقارنة بين ناد صعد، واستمر متنقلاً بين الدرجات الثانية والأولى والممتاز (تحت الأضواء) لم تغب شمسه أبدا منذ صعوده الأول للثانية، وبين ناد آخر غابت شمسه 27 عاماً، عاد بمكرمة من سمو رئيس الرئاسة العامة لرعاية الشباب آنذاك صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد إبان زيادة إعداد فرق الدوري. وقبل أن أكمل موضوع المقارنة، ولأن المقارنة تجبرك على ذكر النقاط هنا وهناك، فأنا ليس بيني وبين نادي الكوكب اسما ولوناً وتاريخاً ورجالاً أي مشكلة، فنادي الكوكب ناد يفتخر به ضمن الأندية القلائل في المملكة التي لعبت بالممتاز، وهذا ما يميز الأندية، يقدم كل ما لديه، واللاعبون لم يقدموا كل ما لديهم، لكن كما نعرف هناك قدرة وهناك عطاء، فالقدرة موجودة، ويتميز بها نجوم نادي الشعلة، لكن العطاء يختلف من مباراة إلى مباراة ومن ظرف إلى ظرف، كما أن المحترفين سواء السعوديين أو غير السعوديين قد يتأخر عطاؤهم وتأقلمهم مع الفريق لجولات كثيرة، وقد يظهرون لاحقا، وقد لا يظهرون؛ لكن كل ذلك ليس مسؤولية إدارة النادي فقط، فهناك من يتشارك مع الإدارة في هذا الشيء. نقاط ختامية: * للمصطادين في الماء العكر أقول: أسهل شيء في الدنيا الانتقاد، ولكن لو طلب من الشخص العمل لم يقدم شيئا. * سهل أن تمسك قلما وتكتب ما تريد، ولكن من الصعب تصديق الادعاءات والأكاذيب. * مجلس إدارة نادي الشعلة وأجهزته استمروا في التجاهل للأصوات المبغضة، فمن يبغضك لن يراك إلا بأبشع صورة ولن يقدم النصح من أجل النصح. * لمن يكذبون في كتابة تاريخ رياضة الخرج أقول: توقفوا عن أكاذيبكم. * شكرا صحيفة "الرياض"، ودنيا الرياضة هذه المساحة الحرة التي نصل من خلالها دائما للحقيقة والرأي الآخر.