غالانت: نخوض حرباً دون بوصلة تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي لليوم الخامس والعشرين على التوالي، حرب الإبادة والحصار الخانق، ومنع إدخال الغذاء والدواء لشمالي قطاع غزة. ولم يتوقف القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي على شمالي القطاع، وخاصة مخيم جباليا عبر قصف المنازل وتدمير المنظومة الصحية وآبار المياه، ومنع وصول المساعدات. ويتركز تواجد آليات الاحتلال في محيط مخيم جباليا وفي المناطق الشرقية والغربية لمحافظة شمال غزة. وصباح الاثنين، أصيب عدد من المواطنين، في قصف إسرائيلي استهدف تجمعًا لفلسطينيين في جباليا البلد شمالي القطاع. واستشهد مواطن وأصيب آخرون، باستهداف قوات الاحتلال مجموعة من المواطنين بساحة مسجد القسام في مشروع بيت لاهيا. وقال المتحدث باسم الدفاع المدني بقطاع غزة محمود بصل إن أكثر من 100 ألف فلسطيني في مناطق جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا يتعرضون لحصار وقصف إسرائيلي. وأوضح أن الاحتلال يقتل كل من يحاول تقديم الخدمة إلى أهالي شمالي القطاع. وأضاف أن هناك الكثير من الناس لا نعرف عنهم شيئًا، والاحتلال يمارس سياسة الاستئصال العرقي في شمالي القطاع. وأشار إلى أنه لم يتم منذ 25 يومًا دخول قطرة ماء أو خبز إلى شمالي القطاع، متسائلًا "أين المجتمع الدولي مما يجري في شمالي قطاع غزة؟". وأطلق بصل النداء الأخير، مطالبًا المنظمات الدولية والإنسانية (أونروا - منظمة الصحة العالمية - الصليب الأحمر الدولي - منظمة العفو الدولية - هيئة الإغاثة الإسلامية - منظمة أوكسفام ومنظمة إنقاذ الطفولة) بضرورة العمل وبشكل فوري وعاجل لإنقاذ المواطنين المتواجدين داخل محافظة الشمال قبل فوات الأوان. وقد دخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، الإثنين، يومها ال388، فيما وسع الجيش الإسرائيلي هجماته البرية، والجوية والبحرية على مناطق متفرقة في القطاع، في وقت تواصل القوات الإسرائيلية ارتكاب المجازر بحق النازحين في شمال القطاع. يأتي ذلك في وقت واصلت فصائل المقاومة نصب الكمائن والتصدي للقوات الإسرائيلية المتوغلة، حيث أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها استهدفت ناقلة جند إسرائيلية وجرافتين عسكريتين ودبابة ميركافا في جباليا. وبثت أيضا مشاهد لاشتباك مع قوة إسرائيلية بأحد المباني بالمنطقة. وبخصوص مباحثات وقف إطلاق النار المنعقدة في العاصمة القطرية، مدد رئيس الموساد زيارته للدوحة للاستمرار بالمحادثات حول تجدد مفاوضات تبادل الأسرى مع حماس، على ما أفادت صحيفة "هآرتس"، حيث ذكرت تقارير إسرائيلية أن المفاوضات قد تتجدد في غضون أيام. ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر إسرائيلي قوله: "نحن نناقش مخططا شاملا يأخذ في الاعتبار المبادرة المصرية. هذا المخطط تم وضعه في الأسبوعين الماضيين، وهو الأحدث للاتصالات الحالية. المحادثات كانت جيدة". وأضاف المصدر الإسرائيلي للقناة: "النية هي عقد اجتماع رباعي. سنعقد قمة هذا الأسبوع ونبدأ بمشاركة الطواقم لمعرفة ما إذا كان هناك طريق يمكن اتباعه نحو التوصل إلى اتفاق". احتلال معابر غزة تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي احتلال معابر غزة وإغلاقها، ومنع سفر الجرحى والمرضى للعلاج أو إدخال أي مساعدات إنسانية للقطاع لليوم ال 177 على التوالي. ويغلق الاحتلال المعابر منذ اجتياحه مدينة رفح جنوبي القطاع وسيطرته على معبري رفح البري وكرم أبو سالم، رغم تحذيرات المنظمات الإنسانية والإغاثية ومطالبات دولية بإعادة فتح المعابر لتلافي حصول مجاعة بسبب انقطاع المساعدات، ولإنقاذ أرواح آلاف المرضى والجرحى. وحذر برنامج الأغذية العالمي من أن مليوني فلسطيني بقطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية، مدمرة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، معربًا عن قلقه إزاء تقليص حجم عمليات تقديم المساعدات لغزة. وقال متحدث المنظمة الأممية طارق يساريفيتش إن "هناك أكثر من 10 آلاف شخص بحاجة إلى الإجلاء، وتلقي الرعاية الطبية خارج غزة". وشدد يساريفيتش على ضرورة إعادة فتح معبر رفح وأي معبر حدودي آخر لإخراج المرضى والجرحى حتى تظل حياتهم آمنة. وطالب المكتب الإعلامي الحكومي بفتح معبري رفح وكرم أبو سالم وإدخال المساعدات والبضائع وإنهاء حرب الإبادة الجماعية المستمرة للشهر العاشر على التوالي. وأشار المكتب إلى أن شبح المجاعة يُهدد حياة المواطنين بشكل مباشر، مما يُنذر بارتفاع أعداد الوفيات بسبب الجوع خاصة بين الأطفال، حيث بات 3,500 طفل يتهددهم الموت بسبب سوء التغذية وانعدام المكملات الغذائية والتطعيمات التي أصبحت في إطار الممنوعات من الدخول إلى قطاع غزة. وكانت وزارة الصحة قالت، إن نحو 20 ألف جريح ومريض في غزة حاليًا بحاجة للسفر للعلاج في الخارج، مؤكدة عدم تمكن أي منهم من مغادرة القطاع منذ احتلال القوات الإسرائيلية للمعابر، ما يعرض حياة الآلاف منهم للمضاعفات والموت. وفي السياق، حذرت منظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسف" من التأثير الكارثي والوضع المزري الذي يواجهه أطفال غزة بسبب إغلاق المعابر التي تمر منها المساعدات، والعمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة في القطاع. كما نقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن مصدر بمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توقعه إقرار قانونين لوقف عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، في حين أعربت7 دول عن قلقها من اعتزام إسرائيل حظر الوكالة الأممية. وأوضح المصدر الإسرائيلي أن القانونين يشملان حظر عمل الأونروا بالقدس الشرقيةوغزة والضفة الغربية، وذلك بعد أن صّدقت لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي، يوم 13 أكتوبر الجاري، على مشروع قانون لحظر عمل الوكالة، مما يمهد الطريق لإحالته إلى التصويت بالقراءة الثانية والثالثة في الهيئة العامة للكنيست ليصبح قانونا نافذا. حرب دون بوصلة الى ذلك كشفت وسائل إعلام عبرية، عن تصاعد التوتر بين رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه، يوآف غالانت، على خلفية خلافات بشأن إدارة الحرب. جاء ذلك بعد رسالة وجهها غالانت إلى عدد من المسؤولين السياسيين والأمنيين، بينهم رئيسي الوزراء والأركان و"الموساد" و"الشاباك"، قال فيها: إن "الحرب تُدار دون بوصلة"، وأن من الضروري تحديث أهدافها. وجاء في الرسالة التي نشرت صحيفة /يديعوت أحرونوت/ العبرية مقتطفات منها، أن "الوضع الحالي الذي نتصرف فيه بدون بوصلة واضحة، ودون تحديث أهداف الحرب، يضر بإدارة المعركة وبقرارات مجلس الوزراء. وأضافت أن التطورات الكبيرة في الحرب، خاصة تبادل الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيران، تزيد الحاجة لعقد مناقشة وتحديث أهداف الحرب بنظرة شاملة على الساحات المختلفة والترابط بينها". وذكرت /هيئة البث/ الإسرائيلية، أن نتنياهو رد على غالانت، في رسالة وجهها إلى شركائه في الائتلاف الحكومي من الأحزاب الدينية اليهودية المتشددة، في الأيام الأخيرة، مفادها بأن موقف غالانت "محير" وأن إقالة غالانت من منصبه كوزير للدفاع "سيكون ممكنا بعد توجيه الضربة إلى إيران". وأدت معارضة غالانت للحكم الإسرائيلي في غزة، ودعمه لاتفاق وقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين هناك، إلى وضعه على خلاف مع الجناح اليميني المتطرف في الائتلاف الحاكم في دولة الاحتلال، الأمر الذي زاد من التوتر في العلاقات داخل حكومة الاحتلال. ودخل أعضاء متشددون بالائتلاف في خلاف حاد مع غالانت، بسبب معارضته لمقترح تشريعي من شأنه أن يسمح لآلاف الطلاب اليهود المتشددين في المدارس الدينية اليهودية، بالتخلي عن الخدمة العسكرية، على الرغم من نقص القوى العاملة في الجيش. وهددت الأحزاب المتشددة بإسقاط الحكومة إذا لم يتم تمرير مشروع قانون الإعفاء. ومن المتوقع أن يشكل التشريع نقطة خلاف رئيسية عندما يعود برلمان الاحتلال "كنيست" من عطلته الإثنين. وكانت /هيئة البث العامة/ الإسرائيلية، ذكرت في وقت سابق أن نتنياهو يخطط لاستبدال غالانت برئيس حزب "أمل جديد" جدعون ساعر، الذي انضم إلى الحكومة كوزير بلا حقيبة. البرغوثي أبلغ محامي هيئة "شؤون الأسرى والمحررين" بعد زيارته مؤخرًا لسجن مجدو، شمال فلسطينالمحتلة، عن "تعرّض القيادي في حركة فتح الأسير مروان البرغوثي، وعدد من زملائه الأسرى إلى اعتداء وحشي من وحدات القمع في سجون الاحتلال مطلع الشهر الماضي". وقد تمكّن المحامي من معرفة ما جرى مؤخرًا، نظرًا لمنع الزيارة طوال الأشهر الثلاثة السابقة. ووفقًا للمعلومات فقد "اعتدت وحدة من وحدات القمع في السجون بشكل وحشي على البرغوثي في زنزانة العزل الانفرادي في التاسع من سبتمبر الماضي، مستخدمةً أدوات القمع والضرب المختلفة ما تسبّب بإصابات كثيرة في جسده وأضلاعه وأطرافه، كما تسبّب بنزيف في أذنه اليمنى وجرح ذراعه الأيمن وآلام في ظهره". وكان البرغوثي قد تعرض لاعتدائين وحشيين سابقين خلال السنة الأخيرة، علمًا بأنه يقبع في زنازين العزل الانفرادي منذ بداية العدوان على قطاع غزة، وكان الاعتداء الأول في شهر ديسمبر الماضي في زنازين عزل سجن عوفر، ثم اعتداء ثانِ في سجن مجدو في السادس من مارس الماضي. وقالت الحملة الشعبية للافراج عن البرغوثي والأسرى، بأن "الاعتداء الأخير الشهر الماضي وقع كسابقه في عزل سجن مجدو، واتخذ طابعًا أكثر وحشية وقصد منه إيقاع ضرر جسدي كبير ومزمن". وطالبت الحملة المؤسسات والمنظمات الدولية ب"القيام بواجبها في حماية البرغوثي والأسرى والأسيرات وفقًا لما تفرضه القوانين الدولية". وانتقدت ما وصفته ب"الشلل الذي يصيب المنظمات الدولية والحقوقية عندما يتعلّق الأمر بحقوق الشعب الفلسطيني وجرائم الإبادة التي ترتكب هو ما يشجّع الاحتلال على الاستمرار في عدوانه وجرائمه وقد أمن المحاسبة والعقاب". ووجهت الحملة التحية للبرغوثي وجميع الأسرى المناضلين في السجون على صمودهم وثباتهم، مؤكدة أن "إرادتهم لن تُكسر فهي تستمد صلابتها من إرادة الشعب الفلسطيني، وأن حريتهم هي جزء من حرية الشعب الفلسطيني، وما يتعرضون له من اعتداءات وجرائم هي امتداد للحرب الوحشية الانتقامية على شعبهم وأمتهم". فلسطيني يجلس مع أولاده فوق حطام منزله في مخيم البريج (أ ف ب)