توقع وزير المالية محمد الجدعان "أن تبلغ استثمارات القطاع الخاص في إفريقيا 25 مليار دولار خلال السنوات العشر المقبلة". وذكر الجدعان بعض المبادرات الرئيسية التي بدأت المملكة العربية السعودية في تنفيذها وهي تخصيص أكثر من مليار دولار لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الإنمائية في أفريقيا. وتخصيص 5 مليار دولار من الصندوق السعودي للتنمية لتنفيذ مشاريع تنموية في القارة الافريقيه على مدى العشر سنوات المقبله وقد بدأ تنفيذ ذلك. أيضا تخصيص 10 مليار دولار من بنك التصدير والاستيراد السعودي لتقديم منتجات تمويليه. وقال الجدعان خلال افتتاح قمة أفريقيا الجديدة المنعقدة على هامش النسخة الثامنة من مبادرة مستقبل الاستثمار "انه ومنذ انطلاق المؤتمر في العام الماضي بلغ ماتم اعتماده حتى الان اكثر من مليارين ونصف دولار، أيضًا التزام مؤسسات التنمية في مجموعة التنسيق العربية بتمويل قدره 50 مليار دولار تخصص لدعم القارة الافريقية حتى عام 2030. ولفت الجدعان إلى أن في المجال الرقمي فقد أعلنّا عن مبادرة الأثر الرقمي وذلك لتعزيز التعاون الاقتصادي بين المملكة وأفريقيا". كما أفاد الجدعان "جهود المملكة فيما يتعلق بأفريقيا تتجاوز ما يُفعل في المملكة. مشيرًا "ان أحد التحديات التي تواجه العديد من الدول الافريقيه هي استدامة الديون ويستدعي ذلك تعاون دوليا جادا وعاجلة لمساعدة هذه الدول في معالجة ديونها السيادية، من خلال مبادرتي تعليق خدمة الديون، والإطار المشترك لمجموعة العشرين، التي أطلقت خلال رئاسة المملكة للمجموعة، وأسهمت في دعم عديد من الدول مثل: تشاد وزامبيا وغانا وإثيوبيا. وبين أن شراكة المملكة مع افريقيا قوية وتنمو بشكل متسارع، مشيرا إلى أن المملكة بدأت في تنفيذ عدد من الاتفاقيات ومستمرة في ذلك لتعزيز الروابط بينهما. كم أفاد الجدعان "نحن ملتزمون بمواصلة الجهود لتطوير حلول لمعالجة ديون الدول الأفريقية، وإنشاء إطار دائم يعزز المرونة الاقتصادية لتلك الدول". علاقة المملكة بأفريقيا تاريخية وتحقق الازدهار المشترك بدوره أشار وزير الاستثمار خالد الفالح "أن المملكة تعتبر متمكنة ورائدة في مجال التقنية". مفيدًا سنعمل مع أفريقيا لخلق فرص جيدة مع المستثمرين والقارة الأفريقية. وقال تحتاج أفريقيا أن تساعد نفسها ونحتاج للشفافية في السياسات هناك. والمملكة ستقدم تقنية جديدة تساعد على التحوّل في أفريقيا. واشار الفالح "لابد أن نعمل معا لتطوير الاقتصاد والاستثمار من الشركات المختلفة في المملكة لأنها فعالة وطموحة وتعمل بشكل جيد وسنقوم بإنتاج المطلوب". وقال الفالح "قارة أفريقيا تعتبر مصدر رئيسي لتصدير الطعام والغذاء لجميع أنحاء العالم إذا تم الاستفادة من الإمكانيات فيها". من جانب آخر رسم رئيس البنك الأفريقي توني بوأملو صورة مزدهرة لمستقبل القارة، وقال إن أفريقيا تشهد حالياً تطوراً ملحوظاً في بيئات الأعمال المحفزة لرواد الأعمال، على العمل والمثابرة لإثبات الذات في إقامة مشاريع خاصة، تنهض بهم وببلادهم، مشيراً إلى أن المرأة الأفريقية هي الأخرى أثبتت نفسها في مجالات عمل مهمة، مثل الزراعة والصناعة، وباتت تنافس الرجل في تحقيق النجاح المطلوب في مجالات اقتصادية بعينها. وقال توني على هامش مشاركته في قمة أفريقيا الجديدة "أنا أؤمن بأهمية العمل والجد والاجتهاد فيه، باعتباره السبيل الوحيدة للنهوض بالشعوب والارتقاء بها، والانتقال من حال إلى حال أكثر تطوراً وازدهاراً"، مضيفاً. وأضاف "أن القارة الأفريقية في حاجة إلى من يوجه بوصلتها وتكثيف العمل من أجل إثبات الذات، وهذا العمل لا يقتصر على الرجل دون المرأة، فالجهود لابد أن تكون مشتركة بين الجنسين، كلُ في المسار المناسب له"، موضحا إنه يلاحظ وجود سيدات أفريقيات بدأن يدخلن في مجلات اقتصادية جديدة عليهن، ويثبتن فيها ذاواتهن، مثل الزراعة والصناعة، وهذه بداية جيدة ومبشرة بالخير في عموم القارة الأفريقية، ومستقبلها المزدهر". وكشف توني أنه لديه مؤسسة كبيرة، سخرها لخدمة الشباب الأفريقي، وقال: "نجحت هذه المؤسسة في تدريب وتأهيل نحو مليون ونصف مليون شخص أفريقي، ليس هذا فحسب، وإنما خصصت مليون دولار لتدريب نحو 20 ألف شخص على ريادة الأعمال، وأهمية أن يكون لديهم تفكير خاص، يساعدهم على إيجاد أفكار لمشاريع تنموية من خارج الصندوق، للنهوض ببلادهم، حتى تلحق بركب التقدم والتطور الذي تشهده دول العالم الأول". وقال: "في المؤسسة، شددتُ على توصيل فكرة معينة لجميع المتدربين، تركز على أن الاهتمام بالعمل ورسم الأهداف طويلة المدى، يساعدهم في تحقيق أهدافهم، كما يساعد على التوسع في مجالات العمل، ومن ثم إيجاد الوظائف للشباب الأفريقي، وهذا في حد ذاته، يرتقي بالذات، والانتقال من مرحلة ومستوى معين إلى مرحلة ومستوى أعلى". وأكمل: "أنا مع دعم المرأة في طرق جميع المجالات الاقتصادية، وأرى أن استمرار هذا الدعم بوتيرة صاعدة في الدول الأفريقية، من شأنه أن يكتشف الطاقات الأنثوية، ويبرز دورها في نهضة المجتمعات الأفريقية". وعندما أسست الشركة الخاصة بي، حرصت على أن يكون 30 % من موظيفها من النساء، ومع استمرار العمل، ارتفعت النسبة إلى 50 % نساء ومثلها رجال. وأسدى توني نصائح للشباب الإفريقي، وقال إن تحقيق النجاح والتألق ليس بالأمر السهل، وإنما لابد من رسم الخطط ووضع البرامج لما ينبغي عمله". وقال: "لكي ينجح الشاب في عمل ما، لابد أن يكون لديه أفكار غير تقليدية، وطاقة ورؤية لتنفيذ هذه الأفكار، فضلاً عن طرق فنية لتنفيذ هذه الأفكار على أرض الواقع، وضمان نجاحها، وهذا ما سعيت إلى تحقيقه من خلال برامج التعليم في المؤسسة". وتابع "لو أن هناك 10 رواد أعمال بدأوا العمل في وقت متزامن، ونجح منهم 4، فإن هذا معدل يبشر بالخير، ويشجع الآخرين الذين فشلوا على مواصلة الجهود، والمحاولة مرة ثانية وثالثة، إلى أن يحققوا كل ما يسعون إليه". وقال: على الشباب، وخاصة رواد العمل عدم التأثر بالتجارب الفاشلة، والاحتفاظ بالأمل في إمكانية تحقيق النجاح المطلوب، وطرق المجالات الجديدة التي تحتاج إليها أسوق العمل". رئيس البنك الأفريقي توني بواملو متحدثًا في القمة