شهدت المملكة خلال السنوات الأخيرة تحولاً كبيراً في مشهدها الثقافي، حيث باتت المرأة السعودية تحتل مكانة متقدمة في مختلف المجالات الإبداعية. لم يعد حضورها يقتصر على الأدوار التقليدية، بل أصبحت عضواً فاعلاً وأساسياً في صياغة الهوية الثقافية السعودية، معززةً بذلك الجهود الوطنية لتحقيق رؤية السعودية 2030، التي تركز على تمكين المرأة وتعزيز دورها في مختلف القطاعات، بما في ذلك القطاع الثقافي. هذا التطور يعكس ليس فقط تغييراً في السياسات الوطنية، بل أيضاً تحولاً في الوعي الاجتماعي حول قيمة ودور المرأة في بناء المستقبل الثقافي للمملكة. من الأدب إلى الفنون البصرية، ومن فن الطهي إلى المسرح والفنون الأدائية، برزت المرأة السعودية كلاعبة أساسية في رسم ملامح المشهد الثقافي، متجاوزة التحديات التي واجهتها على مدى عقود. وفي الوقت الذي تعمل فيه وزارة الثقافة السعودية على دفع عجلة التطور الثقافي، فإن النساء يشكلن نسبة كبيرة من هذا التحول، حيث أظهرت الأرقام الأخيرة تصاعداً واضحاً في مشاركة النساء في مختلف الفنون والثقافات. الأدب وتألق المرأة في مجال الأدب، شهدت المرأة السعودية نقلة نوعية في التأليف والنشر. ووفقًا لتقرير الحالة الثقافية لعام 2022، بلغ عدد الكتب الأدبية التي أصدرتها النساء 297 كتاباً، مما يشكل 42 % من إجمالي الإنتاج الأدبي السعودي لهذا العام. هذا الرقم يعكس التطور الكبير في مستوى المشاركة النسائية في الأدب، خاصة في مجال الرواية، حيث سجلت الكاتبات تفوقاً ملحوظاً مقارنة بنظرائهن من الرجال. من بين أبرز الأسماء في هذا المجال رجاء عالم، التي تعتبر من رواد الأدب السعودي، وحصلت على جائزة البوكر العربية، وليلى الجهني التي تناقش قضايا المرأة والمجتمع السعودي بعمق في رواياتها. الفنون التشكيلية والبصرية أما في الفنون التشكيلية والبصرية، فقد تمكنت فنانات سعوديات مثل: منال الضويان ولولوة الحمود من تحقيق شهرة دولية. أعمالهن المبتكرة تجمع بين الهوية الثقافية السعودية والتعبير الفني المعاصر، مع التركيز على قضايا المرأة والمجتمع. حققت الحمود، التي تتميز أعمالها بمزجها للهندسة الإسلامية والفن الحديث، حضوراً قوياً في متاحف عالمية مثل المتحف البريطاني، مما يعزز مكانة المرأة السعودية على الساحة الفنية العالمية. فنون الطهي في قطاع فنون الطهي، برزت المرأة السعودية بشكل كبير، خاصة مع قيادة ميادة بدر، الرئيس التنفيذي لهيئة فنون الطهي، التي ساهمت في تطوير المطبخ السعودي وجعله جزءاً من الهوية الثقافية العالمية. ومن الأسماء البارزة في هذا المجال الشيف بسمة الخريجي، التي أسست عدة مشاريع في مجال الطعام السعودي، مثل مطعم "ذا لوكال تابل"، والذي يركز على تقديم الأطباق السعودية التقليدية بلمسة عصرية. كما برزت الشيف نورة المقيطيب كأحد رواد هذا المجال، حيث تشارك في مبادرات الهيئة لتنمية مهارات الطهاة السعوديين وتسليط الضوء على التراث الغذائي المحلي. تسهم هذه المبادرات في دعم المرأة السعودية في فنون الطهي، مما يفتح لها آفاقاً أوسع للتميز والإبداع على المستوى المحلي والدولي المسرح والفنون الأدائية شهد المسرح السعودي نهضة ملحوظة في السنوات الأخيرة، وكانت للمرأة السعودية مساهمة فعالة في هذا المجال، حيث أثبتت حضورها ككاتبة ومخرجة وممثلة. من الأسماء البارزة: ملحة عبدالله التي تُعد من رائدات المسرح النسائي في المملكة، وقدمت العديد من النصوص المسرحية التي تناولت قضايا اجتماعية وثقافية. كما تألقت وفاء الطيب في مجال الإخراج المسرحي، حيث قدمت عدة أعمال مسرحية لقيت استحساناً كبيراً، وساهمت في تعزيز وجود المرأة السعودية على خشبة المسرح. إضافة إلى ذلك، تأتي الكاتبة والمخرجة د. فهدة الحبيشي، التي ساهمت في إنتاج نصوص متميزة تعكس واقع المجتمع السعودي وتطلعاته. المشاركات الدولية والجوائز امتدت إسهامات المرأة السعودية إلى الساحة الدولية، حيث حققت إنجازات بارزة وحصدت جوائز مرموقة. من أبرز تلك الإنجازات فوز رجاء عالم بجائزة البوكر العربية، كما نالت منال الضويان تقديراً دولياً لأعمالها الفنية. هذه الإنجازات تؤكد أن المرأة السعودية لم تقتصر على المشهد الثقافي المحلي، بل أصبحت جزءاً من المشهد العالمي. المرأة في المناصب القيادية الثقافية لعبت المرأة السعودية دوراً قيادياً في تشكيل الثقافة الوطنية، حيث تتولى نساء مراكز قيادية في مؤسسات ثقافية رفيعة. من بين تلك الأسماء الدكتورة سمية السليمان، الرئيس التنفيذي لهيئة فنون العمارة والتصميم، ودينا أمين، الرئيس التنفيذي لهيئة الفنون البصرية. تسهم هذه القيادات النسائية في تعزيز رؤية السعودية نحو تمكين المرأة في القطاع الثقافي، وتقديم بيئة داعمة للإبداع والابتكار. دور المرأة في المشهد الثقافي الشاعرة نورة الشمراني الشاعرة الدكتورة مها العتيبي د. شيمة محمد الشمري الحلقة السابعة من شاعر الراية.. «الشهراني» و»الواصلية» تخطفان بطاقة التأهل