نحتار حين نريد أن نكتب عن الهلال، لا جديد نذكره، لا شيء ننتقده، لا تحليل نتفنن فيه، محلياً وآسيوياً، لا شيء نلومه به سوى هذه الغطرسة، هذا الجبروت الذي يلعب به، تلك الثقة المفرطة التي لم تخذله للآن، جيسوس وما أدراكم بجيسوس!، لديه في جعبته الكثير، لكنه لم يلعب للآن إلا بأسلوب واحد، اضرب منذ الشوط الأول، واجعلهم يلهثون وراء التعديل، هكذا فعل في الريان القطري، وهكذا صنع في الاتحاد، الاتحاد الذي يخسر للمرة الثامنة على التوالي أمام الهلال، هزيمة وفقدان الثقة وخسارة الصدارة، من بعيد النصر يراقب من يتعب الهلال ليأخذ فرصته، الشباب والاتفاق يريدان البقاء خلف الهلال علّ وعسى تأتي الفرصة حتى يتقدما، الاتحاد في المركز الثاني بروح مهزوزة للأسف. الأسلوب نفسه لعب به جيسوس أمام الريان القطري، لعب به أمام الاتحاد، بالنتيجة نفسها، الشوط الأول يضرب بالثلاثة، ثم يصمت، وجل ما وصل له الريان ووصل له الاتحاد هو هدف وحيد لكل منهما في مرمى بونو، الأسلوب نفسه في بداية المباراة، تشعر أن الخصم على وشك افتراس الهلال، وقبل أن تكمل جملة واحدة تمدح فيها الريان أو الاتحاد، نجد الكرة في مرمى الخصم، ولاعبو الهلال يركضون فرحين، وجيسوس يمسك جهازه ويبدأ بممارسة السحر، ومن يبطله يا ترى!. كانسيلو الإضافة الأقوى في دوري "روشن"، مالكوم حرية الحركة، سالم جوهرة المملكة، سافيتش ميتروفيتش ثبات في المستوى، كوليبالي صخرة الدفاع، وبونو فريق لوحده، في المقابل وجدنا صفقات بقية الأندية، أندية الصندوق وغيرها، أسماء قوية، لكنها لا متجانسة ولا الفريق يحتاجها أساساً، لوران بلان مدرب الاتحاد، أبداً لم يكن يتوقع أنه سيلاعب فريقاً مرعباً كالهلال، لعله وضع الخطة وهو يعتقد أنه الصياد، ولكن جيسوس جعله الفريسة، أقل ما يمكن تسميتها بأنها صفعة قوية للمدرب الفرنسي، وقرصة أُذن قوية للنجم الفرنسي بنزيما، إلا إن كان الهدف هو الوصافة، فهذه بعد الهلال بطولة بحد ذاتها. حقيقة على أرض الواقع، الفريق الوحيد الذي قد يوقف الهلال ويهزمه، هو النصر العالمي، ليس لأي سبب منطقي، فقط لأنه يمتلك لاعب غير منطقي، كريستيانو رونالدو وحده من يقدر أن يهزم الهلال وقد فعلها وإن كانت في بطولة ودية، روح رونالدو وتاريخه وخبرته وثقة زملائه به، قد توجد الهزيمة الأولى للهلال منذ لا أتذكر من الوقت والمباريات في المسابقات المحلية، فريق آخر ما زلت أثق أنه يمتلك الكثير لم يقدمه بعد، الشباب السعودي، وكذلك فريق آخر يمتلك خاصية فقدان الضغط وهو الاتفاق، الشباب والاتفاق يملكان حظوظًا بعرقلة الهلال، لديهما استقرار نوعًا ما، نجوم مميزة، أداء متوازن، والأهم أن جماهيرهما لا تصرخ أبداً: "هاتوا الهلال هاتوه". "هاتوا الهلال هاتوه"... استفزاز تم تجربته مع الهلال، ولعلي أقترح تخصيص جائزة لأول فريق سعودي يهزم الهلال، لا نريد إحباطًا، نريد أن نشعل المنافسة، من يهزم الهلال يأخذ كأساً ونطلق عليه كأس الإصرار والتحدي، الجماهير الآن تريد أن تهزم الهلال لتفرح، ولكني ما زلت أتذكر كلمات سمو الأمير عبد الرحمن بن مساعد، حين قال لا يهزم الهلال إلا الهلال، ولكن بوجود جيسوس ودارة متزنة مستقرة، ورجل يعرف ماذا يعمل ابن نافل، فإن نظرية ابن مساعد لا نعتقد أنها ستتحقق قريبًا، لكنه فضول ورغبة في الاستمتاع، نريد أن يعود نيمار إلى تشكيلة الهلال، وبعض الأحيان نعتقد أن جيسوس لا يريد أن يعود نيمار، أو لا يبني عليها كثيرًا، على رأي التاجر الشاطر الذي يقول: "يطيب السوق ولا تطيب البضاعة"، وفي الهلال طاب السوق وطابت البضاعة. د. طلال الحربي - الرياض