تحتفل المملكة العربية السعودية بالذكرى الرابعة والتسعين لليوم الوطني الذي يوافق غرة برج الميزان المصادف لليوم العشرين من شهر ربيع أول لعام 1446ه/الثالث والعشرين من سبتمبر 2024م، وهي مناسبة تحمل معاني عظيمة تتجلى فيها قصة كفاح وملحمة بطولية قادها المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -رحمه الله- ورجاله المخلصين، لتوحيد شتات هذه البلاد تحت راية التوحيد في دولة قوية ووحدة وطنية. ففي اليوم الأول من الميزان الموافق 23 سبتمبر من كل عام، يصادف اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، حيث تم توحيد جميع أجزاء البلاد في كيان واحد ودولة قوية متماسكة الأركان على يد الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود -يرحمه الله-، ففي الحادي والعشرين من شهر جمادى الأولى من سنة 1351ه الموافق 23 /9 /1932م تم إعلان توحيد أجزاء المملكة العربية السعودية بعد كفاح استمر ثلاثين عامًا، قاد فيها الملك عبد العزيز -رحمه الله- مسيرة التوحيد بكل اقتدار وصلابة، واستطاع بفضل الله ثم بفضل حكمته وشجاعته أن يوحد أركان هذه الدولة، ويجمع شتاتها، ويوطد أركانها في وحدة وطنية. فقد شهدت المملكة العربية السعودية وحدة وطنية حقيقية منذ توحيدها إلى اليوم لا مثيل لها عبر التاريخ المعاصر، فبعد فرقه وشتات وتناحر، أصبح يضمها وطن جمع تباعد أطرافها في وحدة وطنية، يعم فيها الأمن والأمان والنماء والاستقرار وقوة الانتماء والترابط والالتفاف حول القيادة. فقد اهتمت القيادة الرشيدة بما يخدم الوطن والمواطن، حيث أدرك الملك عبد العزيز -رحمه الله - أن الإنسان هو العنصر الرئيس لقيام أي مجتمع، وأن الاهتمام به وتنميته يعدان إحدى الركائز الأساسية في مرحلة بناء الدولة الحديثة، كما اهتم بالأمن والاستقرار الاجتماعي، والمحافظة على الأسس والقيم في المجتمع، وسار من بعده أبناؤه الملوك سعود ثم فيصل ثم خالد ثم فهد ثم عبدالله –رحمهم الله جميعاً-، لنصل إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، حيث شهد عهده الزاهر قفزات كبيرة في كافة المجالات، بدءاً من إقرار رؤية 2030 التي أسهمت في تقدم عجلة التطور، ومن تحديث للأنظمة بما يواكب متغيرات العصر، ومحاربة للفساد. إنها مناسبة تستدعي أن يتوقف فيها أبناء هذا الوطن ليستلهموا من سيرة المؤسس الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- العبر والدروس، ويتذكروا إنجازاته ورجاله المخلصين في تأسيس هذا الكيان العظيم المملكة العربية السعودية قبل أربعة وتسعين عاماً، ويستشعروا حجم المسؤولية في المحافظة على ووحدته ومكتسباته، وانتمائهم واعتزازهم بوطنهم. إن مناسبة اليوم الوطني وما يصاحبه من فعاليات ثقافية وترفيهية، تعزيز الانتماء والوحدة الوطنية بين المواطنين. كما أننا نقف في هذه المناسبة بكل شموخ واعتزاز وفخر بهذا الوطن العظيم ووحدته الوطنية، وتقدير واحترام وحب لولاة أمرنا، وكل عام والوطن بخير.