أعلن الجيش الروسي الأربعاء أنه سيطر على قريتين أخريين في شرق أوكرانيا حيث تتقدّم قوّاته باتّجاه مركز لوجستي مهم للقوات الأوكرانية. وأفادت وزارة الدفاع في موسكو في بيان على تلغرام أن قواتها "حررت منطقتي أوستروي وغريغوروفكا" في منطقة دونيتسك. وترأس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتماعاً لمجلس الأمن الروسي الأربعاء بشأن الردع النووي فيما تبحث موسكو كيفية الرد على طلبات أوكرانيا بأن تسمح لها الولاياتالمتحدة بقصف عمق الأراضي الروسية بالصواريخ الغربية بعيدة المدى. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين إن اجتماع مجلس الأمن حدث مهم وإن "الرئيس سيدلي بكلمة". وتابع "أما بقية الاجتماع، ولأسباب واضحة، فستحمل صفة سري للغاية. ويدرس بوتين، صانع القرار الرئيسي فيما يتعلق بالترسانة النووية الضخمة لدى روسيا، كيفية الرد إذا سمحت واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون لأوكرانيا باستخدام الصواريخ التي يزودها بها الغرب لضرب عمق روسيا". ويحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلفاء كييف منذ أشهر على السماح لها بإطلاق الصواريخ الغربية، مثل صواريخ أتاكمز الأميركية بعيدة المدى وصواريخ ستورم شادوز البريطانية، على عمق الأراضي الروسية للحد من قدرة موسكو على شن هجمات. وروسيا هي أكبر قوة نووية على مستوى العالم. وتسيطر مع الولاياتالمتحدة على 88 بالمئة من الرؤوس النووية في العالم. وقال زيلينسكي الثلاثاء أمام مجلس الأمن الدولي إن الحرب بين روسياوأوكرانيا لا يمكن تهدئتها بالمحادثات فقط، بل يجب إرغام موسكو على السلام. وقال بيسكوف ردا على ذلك "هذا الموقف خطأ قاتل ومنهجي. إنه تصور خاطئ تماما ستكون له حتما عواقب على نظام كييف. من المستحيل إجبار روسيا على السلام". وتعكف روسيا حاليا على مراجعة عقيدتها النووية التي تحدد الظروف التي قد تلجأ فيها لاستخدام الأسلحة النووية. وذكر الكرملين أن أي مناقشات بشأن بديل لمعاهدة نيو ستارت بين الولاياتالمتحدةوروسيا، التي تحد من الأسلحة النووية وينقضي أجلها في عام 2026، يجب أن تأخذ في الاعتبار الإمكانات النووية الأوروبية، وهو ما يعني ترسانتي بريطانيا وفرنسا. وقال بيسكوف ردا على سؤال عن بديل محتمل لمعاهدة نيو ستارت "لم نتلق بعد رداً من الأميركيين على ذلك، ولكن بالطبع يتعين التوصل إلى اتفاق ويجب أن تبدأ المفاوضات في أقرب وقت ممكن". وتتسلّط الأضواء في الأممالمتحدة على الرئيس زيلينسكي الذي يسعى لحشد الدعم العالمي لبلاده قبيل انتخابات أميركية قد تفضي إلى تحوّل كبير في موقف أكبر جهة داعمة لكييف. وظهر زيلينسكي بلباسه العسكري الذي بات يعرف به لأول مرة منذ اندلاع الحرب قبل عام أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث حضّ المجتمع الدولي على الضغط على روسيا على خلفية الغزو. وبعد عام، تواجه أوكرانيا رياحا معاكسة مع تقدّم القوات الروسية في الشرق بينما يهدد مرشّح الرئاسة الأميركية الجمهوري دونالد ترمب بإيقاف المساعدات العسكرية. وخلال جلسة لمجلس الأمن الدولي الثلاثاء لبحث ملف أوكرانيا، رفض زيلينسكي الدعوات للتفاوض مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال "روسيا لن تقبل بالسلام إلا مرغمة، وهذا بالضبط ما نحن بحاجة إليه".