نجح سعوديون في استثمار صخور الجبال لإنشاء أول متحف حجري، تاريخي، يعتمد على ثقافة البناء بالحجارة على مساحة 70 ألف متر2 في مركز السيل الكبير، جنوب ميقات قرن المنازل الشهير، البوابة الشرقية لمكة المكرمة. ويتوسط الموقع أسواقا تاريخية مثل سوق عكاظ وسوق مجنة. وساعد توظيف حجارة صخور الجبال المحلية على بناء أسوار وبوابات وواجهات قاعات المتحف ومرافقه الملحقة مثل البئر القديمة والبحيرة والأرضيات ومنها سجادة أرضية صنعت، بتشكيلات من الصخور ذات الألوان المميزة. وأبلغ الرياض مؤسس القصر الوطني التاريخي للحضارات الإسلامية، ماجد الثبيتي أن أهمية الموقع تنبع من أنه موقع تاريخي زراعي يعود تاريخه إلى عام 1100ه، مبيناً أن الموقع اعتمد على البناء الحجري للاستفادة من جماليات الصخور المحلية البازلتية والبركانية والمرو، حيث بدأت الفكرة من عام 1407ه لتطوير الموقع الذي يضم مزارع قديمة، فيما بدأ البناء والتأسيس عام 1422 ه. وقال إن الهدف إبراز التاريخ الموغل للقدم لميقات قرن المنازل الذي كان ملتقى القادمين من نجد والعراق وشرق العام الإسلامي وقامت على الموقع تجارة قديمة وملتقيات ثقافية. وبين الثبيتي أن الموقع يركز على عرض التاريخي المائي القديم من حيث التمديدات والحفر والري والتعريف بالخرزات والعيون المائية القديمة، إضافة إلى تاريخ الزراعة التي تشتهر بها منقطة ميقات قرن المنازل من النخيل والرمان والتين والورقيات. وأوضح أن الهدف اجتذاب المعتمرين والسياح من خلال توفير عدد من المقاهي والمطاعم بحيث تكون تجربة ثرية لزيارة ميقات قرن المنازل، مبيناً أن المتحف ساهم في الاستفادة من قدرات 12 شاباً وشابة من أبناء المنطقة في تنفيذ الأعمال الفنية وأعمال نحت الصخور وتشكيلها. ويخطط الثبيتي إلى تحويل الموقع إلى وجهة سياحية للسياح والمعتمرين من خلال الاستفادة من المزارع والعيون والإطلالات الجبلية لتحويلها إلى مقاه ومطاعم ونزل ريفية.