للدخان تأثيرات جانبية ومضاعفات كثيرة يعرف القراء أكثرها. ولكن ربما لا يعلم بعض القراء أن مادة النيكوتين مادة منشطة تسبب إثارة الجهاز العصبي المركزي مما قد يتسبب في حدوث آثار سيئة في النوم. كذلك فإن هذا التأثير يسبب نوعًا من الإدمان الجسدي؛ لذلك فإن غياب أو انخفاض هذه المادة في الجسم خلال النوم قد يسبب تقطعًا في النوم. إضافة إلى ما سبق فإن الدخان يهيّج مجرى الهواء العلوي ويسبب احتقان الأنسجة مما يسبب ضيق مجرى التنفس العلوي الذي يسبب الشخير أو توقف التنفس أثناء النوم. الدراسات التي تعرضت لتأثير الدخان في النوم استخدمت في غالبيتها استبيانات وزعت على المدخنين، وهذه الدراسات وإن أظهرت تأثيرًا سيئًا للدخان في النوم فإنها في نهاية الأمر دراسات غير موضوعية تعتمد على التقييم الذاتي، وهو تقييم لا يخلو من النواقص ولا يكون دليلاً علميًا قويًا. لذلك كان لزامًا دراسة تأثير الدخان في النوم بصورة موضوعية للتأكد من تأثيره السيئ. وقد اطلعت حديثًا على بحث جديد نشر في مجلة الصدر (فبراير 2008) المجلة الرسمية لكلية أطباء الصدر الأمريكية قام به باحثون في جامعة جون هوبكنز. حيث قام الباحثون بدراسة النوم وقياسه موضوعيًا باستخدام أجهزة قياس النوم على 40 مدخنًا و40 شخصًا غير مدخن من نفس عمر المدخنين. وتأكد الباحثون أن كل المشاركين لا يعانون أي اضطرابات أو أمراض قد تؤثر في جودة النوم. ووجد الباحثون أن الشعور بالنشاط بعد النوم بالليل كان أقل عند المدخنين بأربعة أضعاف؛ حيث لم يشعر المدخنون بأن نومهم كان مفيدًا وشعروا بالخمول في الصباح التالي أكثر من غير المدخنين. وقد قضى المدخنون أغلب نومهم في مراحل النوم الخفيف (المرحلتين الأولى والثانية) وقلَّت نسبة النوم العميق لديهم (المرحلتين الثالثة والرابعة) مقارنة بغير المدخنين. وكان هذا التأثير أكثر وضوحًا في الثلث الأول من النوم، وهو ما يمكن أن يفسّر بالتأثير المنبه للتدخين بسبب احتوائه على مادة النيكوتين. وفي العادة يستمر تقطع النوم عند المدخنين في الثلثين الأخيرين من النوم بسبب ظهور آثار انقطاع الدخان ونقص مستواه في الجسم. كما وجد المدخنون صعوبة في الدخول في النوم مقارنة بغير المدخنين. وهذه النتائج تفسّر عدم قدرة البعض على إيقاف التدخين لأن آثار الانقطاع عن الدخان بسبب الإدمان تسبب صعوبة في النوم لدى البعض وتقطعًا في النوم؛ لذلك يجب على المعالجين مراعاة ذلك عند توقيت أخذ بدائل النيكوتين. وللتأكد من الآثار السيئة للتدخين في جودة النوم حلّل الباحثون التخطيط الكهربي لتردد الموجات الكهربية للمخ باستخدام برامج خاصة لتحويل ذلك إلى أرقام يمكن من خلالها التعرف بصورة أدق على نسبة كل مرحلة من مراحل النوم ونوع الموجات الكهربية في المخ خلال النوم. وعند المدخنين ظهر نقص واضح في موجات دلتا، وهي الموجات الكهربية التي تزداد خلال النوم العميق والذي يسمى أيضًا بنوم موجات دلتا، وزيادة مهمة في موجات ألفا والتي تزداد في النوم الخفيف، وكانت هذه الظاهرة أكثر وضوحًا في الثلث الأول من النوم مما يعني نقصًا مهمًا في النوم العميق وزيادة في النوم الخفيف مقارنة بغير المدخنين مما ينعكس سلبًا على نشاط المدخن بالنهار. هناك مضاعفات كثيرة للدخان على الجهازين الدوري والتنفسي، ولكن يبدو أن هناك تأثيرًا سيئًا آخر لم يلحظه البعض، ولعل المدخنين يجدون في هذا سببًا آخر يقنعهم بضرورة الإقلاع عن التدخين. بريد القراء الأنين أثناء النوم * زوجتي كثيرة الأنين خلال النوم بشكل كبير جداً، ويزداد الأنين بصوت عالٍ خلال فترة المرض مما ينفر من النوم حتى أصبحت أنا بمعزل عنها، ما الحل في مشكلة الأنين؟ علماً بأن عمرها 28 سنة وليس لديها أي مشكلات صحية ظاهرة، أرجو المساعدة. * مشكلة الأنين أثناء النوم أو ما يعرف طبياً بالكاتاثرينيا أحد اضطرابات النوم النادرة. وقد يكون مصحوباً أحياناً بتوقف في التنفس وفي هذه الحالة يسهل علاجه. أما إذا لم يكن هناك توقف في التنفس فإن العلاج يكون أصعب وتختلف استجابات المرضى للعلاج. يتطلب عزيمة * إنني أدخن كل يوم «باكيت» من الدخان، وأود الاستفسار إن كان هناك علاج للتدخين. * التوقف عن الدخان يتطلب عزيمة قوية على وقف التدخين، ومن ثم تعديل الظروف البيئية والمحيطة بالمدخن والتي تغريه بالتدخين. فمثلاً الابتعاد عن أماكن المدخنين وممارسة الرياضة بانتظام والانتظام في مواعيد الأكل والنوم. وهناك أدوية مساعدة على وقف التدخين ولكن تبقى العزيمة هي الأساس. ومن هذه الأدوية مواد النيكوتين البديل التي تقلل من شعور المدخن بفقد مادة النيكوتين، وهناك أدوية أخرى تساعد على وقف التدخين، ويفضل الانخراط في برنامج لوقف التدخين مع الحصول على وصفات طبية للأدوية المساعدة على وقف التدخين. لا أستطيع النوم ليلاً * أود أن أعرض عليك مشكلتي، وهي مشكلة تتعلق بالنوم، أنا عمري 24 سنة، ومشكلتي أنني لا أستطيع النوم ليلاً وعندما أحاول النوم ليلاً أستيقظ بعد ساعتين على الأكثر وأحس بصداع لا أستطيع بعده النوم إلا بعد عدة ساعات أو بالأحرى عند طلوع الصباح، وقد جربت النوم مبكراً ولكن لم أستطع، وهذه الحالة أعاني منها منذ نحو سنتين أو أكثر، علماً بأنني لا أعاني أي أمراض في القلب ولا الضغط ولا التنفس.. فأرجو منك مساعدتي ولك جزيل الشكر. * في سن المراهقة والشباب يصاب البعض باضطراب في الساعة البيولوجية أو ما يعرف «بمتلازمة تأخر مرحلة النوم»، حيث يفضل هؤلاء الأشخاص النوم بالنهار والاستيقاظ بالليل، وقد ينامون لساعات طويلة في النهار مما قد يسبب لهم مشكلة في الانضباط في الدراسة أو الدوام. وعلاج هذه المشكلة في الأساس سلوكي ويعتمد على العلاج بالضوء وتعديل وقت النوم حسب نظام يصفه الطبيب. وبالطبع لا يمكن التوصل لتشخيص دقيق بدون فحص المريض وأخذ معلومات مرضية كاملة واستبعاد الأسباب الأخرى لاضطرابات النوم. الاستيقاظ بعد فترة بسيطة * أمرّ بحالة معينة أثناء نومي، وهي الاستيقاظ بعد مدة بسيطة جداً من بداية نومي على ضيق في التنفس ووجع في القفص الصدري، وقمت باستشارة الكثير من الأطباء في مصر وعمل أكثر من رسم قلب، الكل أكد لي أنه لا يوجد سبب لهذه الحالة، مع العلم أني مدخن وأعاني من السمنة، وأمر بحالة نفسية سيئة؟ * الاستيقاظ من النوم بضيق في التنفس ووجع في الصدر قد يكون أحد أعراض توقف التنفس أثناء النوم خاصة أنك تعاني من زيادة في الوزن. لم تذكر لي إن كنت تعاني أيضاً من الشخير وزيادة النعاس في النهار أم لا. أنصحك بمراجعة طبيب مختص في اضطرابات النوم وعمل دراسة للنوم للتأكد من التشخيص وعلاجه إن وجد. سبب آخر للمشكلة قد يكون ارتجاع الحمض من المريء إلى المعدة أثناء النوم. تنميل فى اليد عند الاستيقاظ * يتكرر كل يوم أثناء النوم أن أستيقط على تنميل فى يدي أو أصابع يدي وفي الغالب يد واحدة، مع العلم أنني فى كل مرة أستيقظ فيها أحرص على أن آخذ بالي هل أنا نائمة عليها أم لا، ولكن ما يحدث بالفعل بأنني أجد يدي أما جنبي أو على بطني، المهم لا أنام عليها وفي بعض الأحيان أصحو على «كرامب» جامد في إحدى رجلي، ماذا أفعل؟ هل هناك نصائح معينة؟ * تنميل اليدين أثناء النوم قد يكون ناتجاً عن ضغط رباط النفق الرسغي على الأعصاب التي تمر تحته، وهذا يسبب تنميل في اليد وقد يصاحبه ألم في اليد وقد يمتد للذراع وقد ينتج عنه ضعف في عضلات اليد. وتظهر هذه المشكلة بشكل أكبر عند الحوامل أو المصابين بنقص الغدة الدرقية وبعض أمراض الغدد الأخرى، لذلك أنصحك بزيارة طبيب أعصاب لتقييم الحالة.