منذ اللحظات الأولى التي شهدت توحيد هذا الكيان العظيم على يد المؤسس الراحل الملك عبدالعزيز -رحمه الله– قبل ما يقارب القرن من الزمان والعمل جارٍ على تطوير المدن، حيث خطت، وتم توسعة شوارعها، وتم افتتاح البلديات، واستمر العمل على رصف الشوارع وسفلتة الطرق، ومن ثم تم الاعتناء بتجميل المدن بعمل أرصفة للشوارع وإنشاء حدائق عامة في وسط الأحياء ونشر المسطحات الخضراء في كافة مدن وقرى المملكة، وامتداداً للجهود فقد استمر العمل على تطوير كافة الخدمات البلدية لتواكب التطلعات من أجل أنسنة المدن، حيث يواصل برنامج جودة الحياة إسهاماته في تحسين المشهد الحضري، ورفع جودة الخدمات المقدمة في مدن المملكة من خلال طرحه للعديد من المبادرات التي تُعنى بتنفيذها وزارة البلديات والإسكان وغيرها من الجهات التنفيذية ذات العلاقة، وتعمل جميعها على دراسة وتطوير التخطيط العمراني، ومعالجة التشوهات البصرية، ورفع جودة الخدمات في المرافق العامة وتعزيز الأنسنة، واستطاعت البلديات والإسكان وتحت مبادرة برنامج جودة الحياة المتعلقة بمشاريع أنسنة المدن والمدن الخضراء، من زيادة معدل نصيب الفرد من الساحات والأماكن العامة في بعض الأمانات، بمقدار بلغ 6.16 م2 للفرد متجاوزة المستهدف المخطط له 4.65م2 للفرد، إضافةً إلى زيادة تغطية المدن بالمسطحات الخضراء وبإجمالي عدد حدائق بلغ 8,328 حديقة ومتنزهاً، بمساحة قدرها 161.5 مليون م2، فيما بلغ إجمالي عدد الملاعب 5,515 ملعبًا، وغُرست أكثر من 24 مليون شجرة، واُستحدثت قرابة 222.9 مليون م2 من المساحات الخضراء، إلى جانب ذلك زادت عدد المراكز الحضارية لتصل إلى 257 مركزًا حضارياً، وسجلت عدد ساحات مواقف السيارات زيادة وصلت إلى 4،449 ساحة موقف، وكذلك زادت أعداد ميادين الاحتفالات لتصل إلى 649 ميدانًا احتفاليًا، وأُطلق أيضاً مشروع «بهجة» في عدة أمانات لتحويل المساحات غير المستغلة إلى مناطق حضرية نشطة لتطوير الحدائق والتدخلات الحضرية في المدن والمناطق السكنية، لتحسين جودة الحياة والرفاهية للسكان، كما شهدت مبادرة تطوير المرافق والتخطيط العمراني لمشاريع الإسكان، إطلاق وزارة البلديات والإسكان بالتعاون مع البرنامج لمبادرة الضواحي الخضراء، الهادفة لزراعة 1.2 مليون شجرة في أكثر من 50 مشروعاً سكنياً في مختلف مدن المملكة. إنارة وتجميل وشهد التوسع في الخدمات البلدية منذ القدم الرامية إلى تطوير المدن والقرى المحيطة بها وإنارة الطرق وتجميل الشوارع بالأشجار واللوحات الإرشادية، وتنفيذ المخططات للمواطنين وتنظيم الأسواق، وتصريف مياه الأمطار والمحافظة على النظافة تخصيص ميزانيات ضخمة من أجل التطور وتحسين مظاهر المدن، ويعود تاريخ إنشاء البلديات إلى عهد المؤسس الراحل جلالة الملك عبد العزيز -رحمه الله– الذي أمر بإنشاء أمانة العاصمة المقدسة في عام 1345ه ثم أصدر أمره بضم الهيئات البلدية في مكةالمكرمة إلى إدارة واحدة ذات صلاحيات ومسؤوليات محددة بمسمى أمانة العاصمة، وأطلق على رئيسها مسمى أمين العاصمة، وفي عام 1397ه أضيفت كلمة المقدسة إلى التسميتين، وفي عام 1357ه صدر نظام أمانة العاصمة والبلديات والذي يعتبر أول نظام مستقل للبلديات يقع في 83 مادة، وقد ألغى هذا النظام الأحكام الخاصة بالمجالس العمومية البلدية التي تضمنها التعليمات الأساسية كما ألغى نظام دائرة البلدية السابق، وقد نصت المادة السادسة من نظام أمانة العاصمة على أن مرجع أمانة العاصمة يكون النيابة العامة ومرجع البلديات في بقية أنحاء المملكة الحكام الإداريون. رفع مستوى وعندما أُنشئت وزارة الداخلية أصبحت مرجعاً لجميع البلديات، وأنشأت الوزارة في جهازها إدارة ترعى أمور البلديات سميت إدارة البلديات، وفي عام 1382ه ونتيجة لنمو الخدمات البلدية المقدمة للمواطنين صدر قرار مجلس الوزراء بتاريخ 1382ه بالموافقة على تطوير ورفع مستوى إدارة البلديات بإنشاء وكالة لشؤون البلديات ترتبط بوزارة الداخلية، أنيط بها الإشراف على جميع شؤون البلديات ومصالح المياه وتنمية مواردهما والقيام بمسؤوليات الدراسة والتخطيط لتطوير الخدمات البلدية في المملكة، وصدر في عام 1384ه تعيين أول وكيل لهذه الوكالة، ثم صدر الأمر الملكي الكريم رقم في 1395ه بجعل المستوى الإشرافي للوكالة على مستوى نائب وزير الداخلية لشؤون البلديات بالمرتبة الممتازة، وفي عام 1395ه تم إنشاء وزارة الشؤون البلدية والقروية، وفي عام 1442ه صدر أمر ملكي بضم وزارة الإسكان إليها، وفي 21 يوليو 2024 الموافق 15 محرم 1446ه صدر أمرٌ ملكيٌّ بتعديل اسم وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان ليكون وزارة البلديات والإسكان. إعادة تصميم وأنسنة المدن هي عملية إعادة تصميم المدن وتخطيطها لجعلها أكثر ملاءمة للبشر وأكثر راحة وأمانًا، وتتضمن أنسنة المدن مجموعة من الأفكار والفلسفات التي تسعى إلى جعل المدن أكثر إنسانية، مثل: التأكيد على أهمية المساحات العامة، والتنوع، والوصول إلى الخدمات الأساسية، والمشاركة المجتمعية، ويمكن تعريف أنسنة المدن بأنها عملية إعادة تخطيط المدن وتصميمها لجعلها أكثر ملاءمة للإنسان، وأكثر راحة وأمانًا، وإعادة النظر في طريقة تخطيط المدن وتصميمها بحيث تركز على احتياجات الإنسان واحتياجات البيئة، وإعادة هيكلة المدن لجعلها أكثر إنسانية وأكثر استدامة، وأنسنة المدن اتجاه مهم في مجال التخطيط الحضري في المملكة، حيث تسعى المملكة إلى تحقيق رؤية 2030، والتي تهدف إلى تحويل البلاد إلى اقتصاد متنوع ومستدام، وتحسين جودة حياة مواطنيها. مبادرات ومشاريع وتشمل أنسنة المدن في المملكة مجموعة من المبادرات والمشاريع التي تركز على جعل المدن أكثر ملاءمة للبشر وأكثر راحة وأمانًا، ومن هذه المبادرات والمشاريع ما يلي: تطوير وسائل النقل العام، حيث توفر المملكة وسائل نقل عام آمنة وفعالة، لتقليل الاعتماد على السيارات وتحسين جودة الهواء، والاهتمام بالتخطيط، وتعزيز التنوع الثقافي وذلك من خلال توفير مساحات للأنشطة الثقافية والترفيهية، وإشراك السكان في عملية التخطيط الحضري وذلك من خلال الاستماع إلى آرائهم واقتراحاتهم، ومن الأمثلة على أنسنة المدن في المملكة مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام في الرياض، وهو مشروع ضخم يهدف إلى إنشاء شبكة نقل عام متكاملة في مدينة الرياض، وكذلك مدينة الملك عبدالله الاقتصادية وهي مدينة ذكية تركز على الاستدامة والتكنولوجيا، إضافةً إلى مشروع تطوير مدينة جدة التاريخية وهو مشروع يهدف إلى الحفاظ على التراث التاريخي للمدينة، وتسعى أنسنة المدن إلى تحقيق العديد من الأهداف، منها توفير مساحات عامة آمنة ومناسبة للترفيه والاسترخاء، وتحسين جودة الهواء والماء والبيئة، وتوفير فرص للتعلم والنمو الشخصي، وتعزيز الشعور بالانتماء والمجتمع، وتعزيز التفاعل الاجتماعي، وتوفر المساحات العامة، مثل: الحدائق والمتنزهات، والتفاعل بين الأفراد، حيث يمكن للأشخاص من مختلف الأعمار والخلفيات الاجتماعية والثقافية الالتقاء والاستمتاع بالأنشطة الترفيهية والثقافية معًا، كما تساعد أنسنة المدن على الحد من التلوث وحماية البيئة. دراسة وتطوير ويواصل برنامج جودة الحياة إسهاماته في تحسين المشهد الحضري، ورفع جودة الخدمات المقدمة في المدن السعودية من خلال طرحه للعديد من المبادرات التي تُعنى بتنفيذها وزارة البلديات والإسكان وغيرها من الجهات التنفيذية ذات العلاقة، وتعمل جميعها على دراسة وتطوير التخطيط العمراني، ومعالجة التشوهات البصرية، ورفع جودة الخدمات في المرافق العامة وتعزيز الأنسنة، واستطاعت وزارة البلديات والإسكان وتحت مبادرة برنامج جودة الحياة المتعلقة بمشاريع أنسنة المدن والمدن الخضراء، من زيادة معدل نصيب الفرد من الساحات والأماكن العامة في بعض الأمانات، بمقدار بلغ 6.16 م2 للفرد متجاوزةً المستهدف المخطط له 4.65م2 للفرد، إضافةً إلى زيادة تغطية المدن بالمسطحات الخضراء وبإجمالي عدد حدائق بلغ 8328 حديقة ومتنزهاً، بمساحة قدرها 161.5 مليون م2، فيما بلغ إجمالي عدد الملاعب 5515 ملعبًا، وغُرست أكثر من 24 مليون شجرة، واُستحدثت قرابة 222.9 مليون م2 من المساحات الخضراء، إلى جانب ذلك زادت عدد المراكز الحضارية لتصل إلى 257 مركزًا حضارياً، وسجلت عدد ساحات مواقف السيارات زيادة وصلت إلى 4،449 ساحة موقف، وكذلك زادت أعداد ميادين الاحتفالات لتصل إلى 649 ميدانًا احتفاليًا، وأُطلق أيضاً مشروع «بهجة» في عدة أمانات لتحويل المساحات غير المستغلة إلى مناطق حضرية نشطة لتطوير الحدائق والتدخلات الحضرية في المدن والمناطق السكنية، لتحسين جودة الحياة والرفاهية للسكان. رؤية جديدة وجاءت رؤية المملكة 2030 بخططها وبرامجها الشاملة التي تراعي فيها الإنسان لتطلق برنامج مستقبل المدن السعودية، الذي يسعى إلى تطوير رؤية جديدة وإطار تخطيط إستراتيجي للمستقبل الحضري المستدام في المملكة، وتوفير مدن مزدهرة منتجة وعادلة وشاملة اجتماعيًا ومستدامة بيئيًا، وذات بنية تحتية كافية ومناسبة وذات جودة حياتية مرتفعة، ويُشار إلى أن برنامج جودة الحياة يتطلع إلى تحسين المشهد الحضري في مناطق المملكة، والمساهمة في تطوير البنية التحتية باستخدام التقنيات الحديثة للمدن الذكية، وتضمين العنصر الجمالي بما يتسق مع هويات المناطق كبعد أساسي يعزز الهوية العمرانية المحلية لتحقيق التنمية الحضرية المستدامة وتوفير الخدمات اللازمة لحياة السكان وتوزيعها بشكل مناسب لتحقيق التجانس مع النسيج الحضري للمدن. منذ القِدم ومدن المملكة تشهد تطويراً مستمراً تحسين المشهد الحضري للمدن إقامة الحدائق وسط الأحياء للترفية ومزاولة المشي إعداد: حمود الضويحي