نتعرض للغضب أحياناً نتيجة لمشكلات أو نزاعات قد تكون تافهة. والغضب عاطفة طبيعية، ولكن يمكن أن يكون الغضب غير طبيعي عند كثير من الناس، وقد يؤدي هذا الغضب إلى بعض الصعوبات الصحية مثل ارتفاع ضغط الدم والاكتئاب وربما الإصابة بمرض السكر مع تكرار الغضب والانفعال. وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسكوت عند الغضب، لأن الإنسان عند الغضب لا يبالي ولا يهتم بما يقول. ولذلك جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (علموا ويسروا ولا تعسروا، وإذا غضبت فاسكت، وإذا غضبت فاسكت، وإذا غضبت فاسكت) رواه الإمام أحمد. وقد يظهر الغضب نتيجة لعوامل داخلية أو خارجية، وربما يشعر الإنسان بالغضب من شخص أهانه أو نتيجة لحادثة في الطريق أو خسارة مادية أو إلغاء رحلة كان يخطط لها أو نتيجة لبعض الذكريات والصدمات النفسية. والغضب لا يكون سلبياً أحياناً فقد يكون رداً على إهانة أو انتقاص من أهمية الإنسان.. والواقع أن هناك بعض الأشخاص الذين يغضبون بسهولة، وربما يعود ذلك إلى أسباب جينية أو خلفية عائلية، حيث أظهرت الدراسات أن بعض الأشخاص يأتون من عائلات تعاني من الفوضى والإحباط وعدم القدرة على التواصل الاجتماعي. وتشير إحدى الدراسات من جامعة ايوا إلى أن ربع الرجال شديدي الغضب معرضون لخطر الموت المبكر أكثر مرة ونصف من الآخرين، وقد شملت الدراسة حوالي 1300 شخص أعمارهم أقل من 30 سنة. ولكن كيف يمكن التحكم في الغضب؟ هناك بعض النصائح التي تؤدي إلى تفادي أو تقليل الغضب وتشمل ما يلي: * حاول أن تحل أي خلاف أو مشكلة مع الآخرين قبل أن يتفاقم هذا الخلاف أو تزداد المشكلة تعقيداً. * انسحب من النقاش إذا ارتفع صوت الطرف الآخر، واعتذر إن أمكن عن استكمال النقاش. * تنفس بعمق وبشكل مستمر بدلاً من الصراخ، مما يؤدي إلى إخراج السموم والغضب من داخلك. * اكتب انفعالاتك في ورقة أو في الجوال، عندما تغضب من صديقك أو قريبك، وسترى أن ذلك سوف يخفف من احتقانك وشدة غضبك. - فكر كثيراً عندما يؤذيك أحدهم سواء في النقاش أو في الطريق وتذكر أن الغضب الذي ينتابك، سوف يتلاشى بمرور الوقت، وتجاهل كل ما يؤذيك، حتى يشعر الطرف الآخر بأنك أكبر من ذلك الخطأ الذي يرتكبه نتيجة الغضب السريع، أو المبالغة في الرد عليه. * غير وضعيتك عند احتدام الغضب والنقاش، وتذكر ما قاله رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عن أبي ذر (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب، وإلا فليضطجع) صحيح أبي داود.